رأي ومقالات

عثمان ميرغني : خذوا الحكمة من ” الموز ” !!


[JUSTIFY]ألم يلفت نظركم (الموز) في أسواق الخرطوم.. في الوقت الذي تطير فيه أسعار كل شيء.. تدحرج سعر كيلو الموز من أربعة جنيهات إلى ثلاثة.. ثم انهار إلى جنيهين فقط.. في زخم منافسة محمومة بين بائعيه المنتشرين في كل ركن وعلى كل شارع..

أتعلمون ماهو السبب؟؟ باختصار وفي عبارة واحدة.. لأن الموز خالي (حكومة).. لم تتدخل فيه الحكومة.. ولم تعلن دعمه أو رفع دعمه.. ولم تحدد له سعراً.. ولم تشمله في قائمة بضائع (مراكز البيع المخفض).. بل ولا تذكره الحكومة لا بخير ولا بشر.

عندما ترتاح سلعة من تدخل الحكومة.. يرتاح الناس أيضاً.. وأي سلعة تنطق اسمها الحكومة ولو سهواً.. تصبح في اليوم التالي خبر الصفحة الاقتصادية.. إن لم تكن (مانشيت) الصفحة الأولى.

كتبتُ في (حديث المدينة) ولأكثر من (17) عاماً متواصلة أطالب بـ(تصغير) الحكومة.. أن تصبح جهازاً بيروقراطياً صغيراً لا علاقة له بمصالح الناس إلا في السياسات العامة والتنظيم السيادي.. فالحكومة الصغيرة تصنع شعباً كبيراً. والحكومة الكبيرة تصنع شعباً صغيراً.. هل يعرف الشعب الأمريكي اسم وزير السياحة.. أو التعليم.. أو الصحة.. بل من الأصل هل هناك وزراء بهذه المسميات..

حكومتنا تتعهد المواطن من المهد إلى اللحد.. وتتدخل في كافة تفاصيل حياته بما فيها الخاصة جداً.. حتى الزواج.. في كل يوم تحتفل الحكومة بزواج (البركة رقم كذا) رقم مسلسل مثل أرقام السيارات.. وفي كل حفل زواج تبتهج الحكومة بعدد (الزيجات) بالمئات أو الآلاف.. وإذا قلبناالصفحة لننظر في الوجه الآخر.. في محاكم الأسرة.. ربما نفس الأعداد تقريباً مزدحمة على باب (الخروج) من الحياة الزوجية.. فالظروف المعيشيةتجعل الأسرة مخيرة بين الجنة والنار.. جنة الفراق.. أو نار الاحتراب.

عندما ينتظر الشعب كله كشف التعديلات الوزارية فذلك أكبر دليل أن (الحكومة كبيرة) ينتظرها المواطن ليقرأ مصيره.. شعب سويسرا مثلاً لا يعرف اسم رئيس دولته.. فضلاً عن الوزراء.. ليس لأنه شعب لا مبالٍ (خالي ذهن)..بل لأن حياة المواطن لا علاقة لها بالحكومة.. تأتي أو تنصرف لا يهم.. فالمجتمع يدير بنفسه شأنه العام.. ويحك جلده بظفره..

لكن في بلادنا الوزير عبقري ملهم.. مبعوث العناية ليملأ الوزارة عدلاً بعد أن ملأها سلفه جوراً.. فيغيرها من قمة شعرها إلى أخمص قدميها بـ(مزاجه).. وعلى الشعب المطيع أن يعملوفق توجيهاته من اليوم التالي.. فيصبح لزاماً على الشعب أن يقرأ في (عيون الحكومة حياته) على رأي شاعرنا الأستاذ فضل الله محمد في أغنية (الجريدة) (بقرأ في عيونك حياتي..).

الوزير الباقي في الكشف.. أو الداخل الجديد.. من حق أسرته أنتفرح وتنحر الذبائح.. لأن الأمر يخصها هي لا غيرها.. لكن مامعنى أن ينتظر مواطن (ليس له قريب في الوزارة) تعيين وزير جديد!!

نريد حكومة صغيرة.. تخرج من حياتنا..تترك المجتمع يدير دولته.. تماماً مثل (الموز )

صحيفة اليوم التالي
عثمان ميرغني
ع.ش[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. صدقت الاستاذ/عثمان ميرغني فيما ذهب اليه ، حيث انني اعيش في خارج الوطن
    ولا ارى مايفعله مثل ما يفعل مسؤلينا من تكبير صغائر الامور حتى افتتاح كبري او شاراع نرى موظف صغير في محافطه او امانه يقوم بافتتاحه ليس كما عندنا يقوم رئيس الجمهوريه ام نائبه بافتتاحه.

  2. يااستاذ عثمان ميرغى والله اتمنى ان تعطى ما يسمى بالهندى درس عصر فى الكتابة الصحفية

  3. بالمناسبة ياأخ عثمان ميرغني أين السلف من حكام أمريكا أي حاكم يأخذ فرصته ويذهب الي حال سبيله ليس له علاقة بالحكم لامن قريب ولابعيد بوش الأب بوش الابن وأخيراً أوباما لوأنتهت فترته سوف لن تسمع عنه مرة ثانية أما حكامنا نحن يناضلون الي أن يدخلوا القبور هم وأولادهم وحتى أحفادهم يصارعون من اجل الحكم فهل سألنا أنفسنا عن من يناضلون دعونا الي الخالقنا وأعطونا فرصة ( نحك جلدنا بأظافرنا) آل الصادق أل الميرغني أل الترابي أل الوطني……

  4. [SIZE=6][B]مقال اكتر من رائع بس الخوف جماعة علي محمود يقبلو على الموز [/B][/SIZE]

  5. مقال فطير ويبين جهل الكاتب / الموز انخفض سعره لأن كميه الانتاج كبيره ولا يوجد تصدير مثله مثل الطماطم ينخفض سعرها فى موسم أنتاجها ثم يرتفع عندما ينخفض المعروض فى السوق .

  6. با عثمان ميرغنى والله أنا بحبك رغم انك تبع الجماعة أياهم – يا أستاذى أعمل ليك حزب والله كلنا نجى معاك – بس سيب الجماعة الملاعين دول .

  7. اسه انا جيت اقرأ مقالك ده قايله ( موزه ) ست الاسم .. ام زعيم قطرائيل الشاب .. الناس في قفة الملاح والعيش .. طوالى طاير على التحليه !! ..