سعاد الفاتح زعلانة : في مجلس النواب .. أسئلة الفرص وتوزيع الأدوار
السيدة بدون قصد تشير إلى الطريقة التي يتم بها منح الفرص للحديث، وتستبطن اتهامها الذي يقرأه الكثيرون من خلال وجهة نظرهم العامة التي يتبنونها في اتجاه النواب وطريقة أداء برلمان ما بعد انتخابات أبريل في العام 2010.
مشهد خروج ماما سعاد بحسب ما يناديها به البرلمانيون يمكنك قراءته في إطار عمومية المشهد بتتبع تفاصيله.. والحكاية في بساطتها أن نائب رئيس البرلمان ومدير الجلسة آنذاك هجو قسم السيد كان قد أخبر النواب مقدماً بأن الفرص ستكون شحيحة ومحددة في جلسة وزير الخارجية وذلك لارتباط الرجل بلقاء يجمعه برئيس الجمهورية المنتخب في ذات الانتخابات التي دفعت بالنواب إلى المجلس الوطني.. مغادرة تنفيذي للبرلمان للحاق بلقاء تنفيذي آخر تجعلك تعود لذات نصوص التشبيه السابقة بأن البرلمان حمل وديع في مواجهة السلطة التنفيذية وأنه لا يستطيع النطق بعبارة (لا) في مواجهتها.
مغادرة وزير مبنى البرلمان للحاق باجتماع تنفيذي قد يعزز من النظرة الكلية لضعف الدور الرقابي الذي يقوم به الجهاز المعبر عن تطلعات الشعب السوداني بحسب إفادات رئيسه المتكررة أحمد إبراهيم الطاهر وهو يحاول أن ينفي عن مجلسه تهمة أنه برلمان (للصفقة والتمرير وإجازة ما يريده الجهاز التنفيذي).
إلا أن ما نفاه الطاهر في جانب أكده رئيس كتلة المؤتمر الشعبي في ذات البرلمان إسماعيل حسين وهو ينعت البرلمان الذي يشارك فيه بأنه برلمان (البصمة).
النائبة التي لم تجد فرصتها في الحديث سرعان ما ألقت باللائمة على المنصة واللوم الموجه إلى المنصة هو ذات اللوم الذي يحمله الكثيرون في مواجهة من يشاركون سعاد الفاتح القاعة ويقتسمون معها المخصصات ويجيزون القرارات لصالح السلطة التنفيذية.
بعيدا عن العملية المتبعة في منح الفرص داخل القاعة بالنسبة للنواب، وبعيداً عن توصيف سعاد نفسها التي قالت إن الفرص تمنح لرؤساء اللجان ونوابهم ومن ثم تنساب لتصل إلى الوزراء إن حضروا الجلسة وما تبقي يتم منحه للذين ينهضون من مقاعدهم لاقتلاع فرصة للحديث والتعبير عن القضايا التي تهم من ينوبون عنهم. الأمر يمضي إلى نقطة أخرى تتعلق بقدرات الجهاز التشريعي نفسه في التعبير عن رغبات الشعب وتطلعاته وعن عمله كآلية رقابية في مواجهة السلطة التنفيذية وفقاً للدور المنوط به، وهو أمر يرى الكثيرون أن ثمة قصورا كبيرا فيه، ليس في الدور فحسب بل في عملية تعطيل أدوار الآخرين في مساعدتهم للبرلمان في القيام بدوره والإشارة تمضي بشكل رئيس في اتجاه الدور الذي تقوم به الصحافة، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن تجد الصحافة صوت لوم من أحد النواب أو رؤساء اللجان ويتطور الأمر ليصل إلى قمة الجهاز التشريعي فالمواجهات بين الطاهر والإعلاميين في البرلمان لا تنته إلا لتبدأ من جديد وبشكل أكثر عنفا من ذي قبل وهو ما يبدو الملمح الأبرز لتوضيح العلاقة بين الطرفين.
وسعاد الفاتح لم تجد فرصتها في الحديث وخروجها متلفحة حالة عدم الرضاء يشير إلى أن الحديث الذي تريد أن تتحدث به هو حديث ناقد لسياسات الحكومة رغم تصريحها بأنها ستدافع عن الإنقاذ بأقصي ما تملك من قدرات: “ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﺎﻟﻔﻢ ﺍﻟﻤﻠﻴﺎﻥ إﻧﻮ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺣﻘﺘﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺳﺄﺩﺍﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺳﺄﺣﻤﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﻱ ﺗﺼﺪﻉ ﻭﺗﺸﺮﺫﻡ”، ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ: “ﻋﺸﺎﻥ ﻛﺪﻩ ﺃﻧﺎ ﻃﻠﻌﺖ ﻋﺸﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﺩﻭﺵ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻲ ﻛﻼﻣﻲ” إلى هنا انتهى كلام سعاد الفاتح في البرلمان وتبقت (الدوشة) بتساؤلاتها حول الدور الذي يقوم به قبل دوشة طريقة منح الفرص للنواب عن شعبهم!
صحيفة اليوم التالي
الزين عثمان
ع.ش
والله سعاد الفاتح نعم الام ونعمة الاستاذة التي ربة اجيال لقد تقلدت العديد من المناصب ونشهد لها بالنزاهة وصدق القول وروح العمل الوطني فنسال الله ان يجعل ما قدمته زخرا لها في يوم لاينفع مال ولا بنون..