ماذا قال عبد الله للحمام .. وبماذاردّ الحمام عليه ؟!
وذات يوم أيقظته زوجته في الصباح الباكر عشان يحصل عربية الحلة التي تذهب للسوق ويحمل معه بعض الحمام الجاهز ليبيعه هناك. وبسرعة احضر عبد الله كرتونة كبيرة وعلى عجل داهم البرج في ذلك الصباح وجمع خمسة أزواج ثمنها كاف ليلبي طلبات الزوجة الضرورية.. حمل الكرتونة بعد أن أحكم إغلاقها وداخلها الحمام وهرول مسرعاً وهو يلف عمامته في الطريق وحصل العربية وكان لا يحمل في جيبه من النقود إلا قيمة تذكرة الذهاب للسوق، وهو يحلم بأن يعود غانماً.
وصلت العربة السوق.. ونزل عبد الله ليرتاح قليلاً في ظل أحد الدكاكين ذلك الصباح في انتظار الزبائن.. ثم فتح الكرتونة قليلاً ليتأكد من عدد أزواج الحمام.. ولكن فجأة انتهز الحمام تلك الفرصة وطار جميعه الواحدة تلو الأخرى (وركوا) في أعلى رأس الدكان الذي يجلس بجواره عبد الله. فتح الرجل الكرتونة فإذا بها خاوية، إلا من كيس صغير به بعض عيش الفتريتة.
صب العيش على الأرض وظل ينادي على الحمام: حم حم حم لكن دون جدوى.. كان صف الحمام على رأس الدكان ينظر إليه وإلى العيش ويحرك رقابه ذات اليمين وذات الشمال ثم ينظر بعيدًا للسوق الذي تكثر فيه كل أنواع الحبوب ما لذ وطاب للحمام والطيور.. وأخيراً عندما يئس عبد الله ظل يخاطب الحمام المصطف على رأس الدكان قائلاً:
يا شقي الحال اسع بتعرف منو هنا؟..
لا عندك برج ولا عندك صفائح.. ولا زول يديك موية ولا عيش.. والله تقعد تتلفت كدى لمن يخش عليك الليل.. ويجوك كدايس سوق ود مدني ديل، الكديس رقبتو قدر النمر ليهو عنقرة، ينتفوا ريشك ويقزقزوا بيك… دحين اعقل وانزل تعال ما تبتعد قرب تعال.. حم.. حم.. حم
لكن لا فائدة في الحمام شم ريحة الحرية في سوق يكثر فيه حب البطيخ واللوبيا والفتريتة والعدس.. وطار الحمام يا عبد الله دحين شيل شيلتك مع أم العيال!.
صحيفة الإنتباهة
ع.ش
يا الله عليك … والله مقال جميل ومعبر عن حياة كل سوداني أصيل … يريد العيش بالحلال … في هذه الدنيا التي لا تسوى شيء … فيا ليت كل مقالات النيلين تكون بهذا الطعم الجميل … ليرى كل سوداني الآن تكبر وتجبر … كيف هي حياة البسطاء وحلاوتها … وبالتأكيد ربنا عوّض أخونا عبد الله بما هو خيرا من الحمام … بس ما تكون أم العيال سمعتك كلام ؟؟
من اجمل ما قرأت . هذا المقال يخفف عليك معاناة قراءة كل الصحف الما فيها غير اخبار الشؤم والاخبار التي تعكر عليك صفاء يومك .