الصادق الرزيقي : من وراء أزمة الخبز ..!!
ببساطة هناك مافيا تتحكم في تجارة الدقيق وبدأت تملي شروطها حتى على الدولة نفسها، وتتحمل الحكومة هذه الكارثة نسبة لحصرها عملية الاستيراد في جهات محددة وإعطائها تسهيلات وتعاملات تفضيلية، نمت بموجبها هذه المافيا وتوسعت استثماراتها، دون أن تدرك الحكومة خطورة ما فعلته عندما أهملت أهم مشروعات الإنقاذ التي حملتها شعاراتها السابقة بتأمين الغذاء و «نأكل مما نزرع»، وكانت فكرة زراعة القمح والاكتفاء منه وتوفير القوت بعد تمزيق فاتورة استيراد القمح والدقيق، سياسة وتوجهات صحيحة مائة بالمائة، لكن جهات خارجية وداخلية نصبت الفخاخ للحكومة جعلتها تهمل هذا المشروع التحرري الجبار وتتخلى عنه، وتنزلق مرة أخرى في طلب القمح والدقيق من الخارج، وظنت الحكومة أن الاستثمارات الناشئة في مجال المطاحن ستغنيها عن هم توفير الدقيق وإغلاق الباب الذي تأتي منه الرياح العاتية.
ولم تكن الحكومة تتحسب أو تغافلت عن أنه سيأتي يوم تستأسد فيها مافيا الدقيق التي تعلم جيداً أن القمح بات في عالم اليوم سلعة سياسية تستخدم لإخضاع وقهر الأنظمة والشعوب وتنميطها حتى تصبح تابعاً ذليلاً لا حول له ولا قوة!!
هذه الأزمة التي تعيشها ولاية الخرطوم وستمتد لولايات أخرى، ليست ناتجة عن سياسات جديدة لتسعير الخبز وتخفيض أوزانه أو نقص عارض في كميات الدقيق الممنوحة من الشركات العاملة فيه للمخابز، وليست أزمة كذلك بين هذه الشركات وبنك السودان في توفير النقد الأجنبي لمقابلة عملية الاستيراد، بل هي قضية أكبر من ذلك مترافقة مع ما حدث في تقاوي القمح غير الصالحة التي وزعت في ولاية الجزيرة وصارت فضيحة كبرى لوزارة الزراعة الاتحادية، وتم تكوين لجنة لتقصي الحقائق حولها وعن بطء نموها وعدم تحقيقها أية إنتاجية كما هو متوقع وضمورها في مرحلة إنباتها الأولى.
هذا الترابط ليس مصادفة ظرفية، ففي اعتقاد كثير من العالمين ببواطن الأمور، أن التحدي الذي يواجه السودان في مختلف ضروبه السياسية والأمنية والاقتصادية، تتعالى نسبة الخطر فيه عندما يقترب من مأكل الإنسان ومشربه وغذائه، فلقمة العيش المرتبطة بالدقيق والقمح خاصة لسكان المناطق الحضرية، هي مسألة حياة أو موت، فإذا انعدمت لا توجد قوة ستوقف جائعاً، وإذا سقطت الحكومة بين حبائل الصياد سيسهل الإملاء والضغط عليها، ومن يتحكم في قوت الناس هو من يفرض شروطه وقراره في نهاية الأمر، وهنا مكمن الخطر الذي نحذِّر منه.
الأزمة الحالية في الخبز والدقيق والقمح، تحتاج إلى تحرك سريع من كل أجهزة الدولة لتلافي تفاقمها وهي تنذر بخطر كبير إذا استمرت لأيام، وتحتاج إلى تحرك وتفكير أعمق لمعالجة هذا الاختلال ووضع برنامج طويل الأمد وبمنظور إستراتيجي تجند له كل الطاقات الذهنية والبشرية والمادية، للاكتفاء من القمح ومعالجة جذور أزمة الخبز أو تحرير تجارة الدقيق، والبحث عن الطرق الكفيلة لجعل صناعة الخبز وطحن الدقيق مسألةً ميسورةً وفق سياسات وتدابير اقتصادية ومالية وضريبية تقلل التكلفة وتبعد البلاد من الاعتماد على جهات محددة تحتكر هذه التجارة والصناعة.
صحيفة الإنتباهة
ع.ش
(( الصادق الرزيقي : من وراء أزمة الخبز ..!! )) .
(( هناك صراعاً يدور صنعته في الغالب جهات تريد لي يد السلطات والحكومة وإيلامها وابتزازها، لاستشعارها أن مصالحها قد تضررت نتيجة للسياسات النقدية والترتيبات الجارية لإصلاح إعوجاج مسار الاقتصاد الوطني )) .
يا الصادق أخوي كلامك ده كلام أفندية .. ياخ نحن ناس .. محمد احمد ، والعوض ، فضل السيد وست الجيل .. ما بنفهم البتقول فوقو ده .. ورينا عديل كده سبب المشكلة شنو أكان إت عارفها .. والكان السبب نحن خليناه لي الله ، وربنا ينتقم منو في الدارين .. ويعدمو نفاخ النار ويلقاه في نفسو .. وكان في العملو ده فيه فايدة ليه، تدخل عليه بالساحق والماحق . والله المستعان ،،،،،،،،،، .
أسألكم بالله هل من يحكموننا فعلاً مسلمين …، وهذه الذهنية التي يساس بها مطعم ومشرب الإنسان السوداني هل لها علاقة بمخافة الله في هذا الشعب الصابر … نسألك اللهم الرحمة والعناية بهذه الأمة التي ظلمها ساستها منذ استغلالها.