سياسية

استنساخ القيادات: المهدويون على الدرب وتنفيذيون إسلاميون من الجيل الثاني وانزواء لنساء الختمية

[JUSTIFY]في الأيام الماضية تسنم نجل القيادي الإسلامي المعروف إبراهيم أحمد عمر (عمّار) موقعاً مهماً في اللجنة التنفيذية للاتحاد العام للطلاب السودانيين، مسؤولاً للإدارة والمال والاستثمار، وتتصل أهمية الموقع من جملة مصروفات الاتحاد العام في الدورة التي تصل إلى أرقام فلكيّة تجعل من عمّار يدير موارد توازي في كثير من الأحيان مبالغ ميزانيّة واحدة من الولايات الطرفية، التي تعاني الضعف والمسغبة، وما جعل الأمر لافتا أن عمّاراً هو نجل قيادي تاريخي من قيادات الحركة الإسلامية في البلد.

وهذا الأمر يقودنا إلى توارث الأبناء الكثير من مهن و(كارات) الآباء والأجداد لاعتبارات تتصل بالتقليد والمحبة واختيار الأب كمثال أعلى أو المناخ العام الذي يسيطر على الأسرة والعائلة لاسيما في مجالات احتراف العمل السياسي ضمن الأحزاب والحركات الأيديولوجية والطائفية فكثير من قيادات العمل السياسي في كثير من دول العالم في هذه الكيانات قد جذبت أبناءها وبناتها، وعلى الصعيد الداخلي في الساحة السودانية نعرض في هذه المساحة العديد من الأمثلة المعاصرة.

الواضح أنّ أسرة المهدي قد أضحت مثالا ماضيا في توارث العمل السياسي منذ سطوع نجم الإمام عبد الرحمن المهدي بدوره الوطني الكبير في تثبيت دعائم الاستقلال ونشوء الحياة الحزبية، ثم من تلاه من جيل المهدويين من القيادات السيد الصديق والإمام الهادي والسيد الفاضل المهدي، وأحمد المهدي ثم الإمام الصادق الذي استحق قيادة الطائفة والحزب لأسباب عدة ونجح في تقديم العديد من بناته وأبنائه للسباحة في لجج العمل السياسي في الفترة الأخيرة. عملية التوارث في كيان المهدويين تعود إلى أسباب تتصل بطرق إدارة الطوائف بشكل عام وبوجود أسرة يعتبرها الأتباع والأحباب وتعتبر نفسها صاحبة (الجلد والرأس).

ينطبق على الطائفة الختمية وأحزابها ما انطبق على طائفة الأنصار فمولانا محمد عثمان الميرغني قد ورث هو وأخوه الراحل أحمد أمر الطائفة والحزب من والدهما السيد علي ويحضر الآن السيد جعفر الصادق لإدارة الحزب بينما يتم تجهيز السيد عبد الله المحجوب لأمر الطائفة لكن الملاحظة الجديرة بالاهتمام أن طائفة الأنصار قد تفوقت في تقديم قيادات نسوية يمكن التمثيل لها بكريمات الإمام الهادي وسارة نقد الله والآن د. مريم ورباح وغيرهن بل إن تحليلات عدة رشحت مريم لخلافة والدها السيد الصادق في رئاسة الحزب وأن كثيرين ما انفكوا يشبهونها ببنازير بوتو صاحبة الدور الكبير في السياسة الباكستانية. وربما يعود اختلاف الطائفتين في أمر تقديم النساء إلى نمط التدين ومرجعيته الفقهية التي جاء بها الإمام المهدي في مقابل الختمية التي اعتمدت التصوف الإسلامي التقليدي الذي تتوارى فيه النساء خلف حجاب من القداسة والبركات بدون الولوغ في ممارسة العمل السياسي والإداري بشكل بارز وفعال كما هو الحال في طائفة الأنصار.

أسرة الأزهري

تواطأ رجال تعلقت قلوبهم بزعيم الاستقلال إسماعيل الأزهري على تكوين طائفة (الأزاهرة) وساروا على درب مواز للطائفة الختمية (الوطني الاتحادي) وفي فترة لاحقة برز نجل الراحل محمد على قمة الأحداث وصار رئيسا لحزب جمعهم بعد بيات طويل في أيام الرئيس المخلوع النميري ثم حل الأحزاب بعد ديمقراطية عابرة لم يجاوز عمرها الثلاث سنوات بقليل.. بعد رحيل محمد الأزهري تسنمت شقيقته (جلاء) مقاليد الحزب وظل الأوفياء من (الأزاهرة) متحلقين حول بيت الزعيم ورمزيته وبعترته من آل البيت.

نموذج إسلامي آخر

في حكومة ولاية الخرطوم السابقة تم تعيين الأستاذة عفاف أحمد عبد الرحمن محمد وزيرة للرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم.. وعفاف تخرجت في جامعة الخرطوم وعملت في مجالات العمل الإسلامي بكفاءة وقدرات ظاهرة واستقلالية لكن ارتباط اسمها بقيادي كبير من قيادات الحركة الإسلامية لا شك ساهم في توفير غطاء ومحضن ساعدها في التقدم بخطوات ربما سبقت بها من هنّ أحقّ بالمنصب الوزاري وبعضوية البرلمان عبر كوتة التنظيمات الشبابية في أوقات سابقة من التسعينيات.

لابد من الختام بملاحظة أن أبناء قيادات الإسلاميين الحاكمين يتوارثون مع العمل الحزبي مناصب تنفيذية لاعتبار يتصل بكونهم فصيلا حاكما الآن أما الأحزاب الأخرى فيتم الترقي في مواقع إدارة الطائفة والحزب وإذا ما اقترب الحزب من السلطة تحت إحدى صيغ الشراكة تظهر أسماء من آل البيت كما هو الحال في أمر السيد جعفر الصادق وشراكة مولانا الميرغني وحزبه مع المؤتمر الوطني والعقيد عبد الرحمن المهدي والأخير ومشاركته لغز لا يحل إلا بعد صدور مذكرات السيد الصادق المهدي فقط

اخبار اليوم التالي[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. من يحكم السودان؟
    احدى اشكاليات سوداننا الحبيب كيف يحكم هذا الوطن القيمة هذا الوطن الكبير المثقل بجراحات الماضي والحاضر وقصر رؤية ابنائه..السودان منذ الاستقلال ما بين مطرقة حكم عسكري وسندان احزاب طائفية باسم الديمقراطية…يرجع اساس الازمة في الاشخاص الذين تقلدوا سدة الحكم وانعدام الرؤية الاصيلة والبعد في بناء مجتمع متكامل ووطن واحد وها اليوم بلغت اجيالهم الثانية الفطام وتريد ان تقعد على كرسي الآباء وهي تحمل تلك الجراثيم القاتلة ..الولاء الطائفية الاتجار بالدين …متى تنفك العقدة …نحو مجتمع حضاري ودولة لا نقل مثالية بل على الاقل مجتمع متعافي (مش الوزير)