رأي ومقالات

” استهدوا بالله ” .. وجربوا الانتخابات

[JUSTIFY]إسقاط النظام هو خيار كل أطياف المعارضة.. ولاختلاف الظاهر أن بعضهم يريد أن يسقطه بالبندقية والآخر تفاءل بتداعيات الأزمة الاقتصادية وراهن على الشارع .. وخيار الرهان على الشارع ليس جديداً بل ظلت بعض القوى المعارضة تنتظره 24 عاماً .. مع تأكيدي على مفردة (تنتظره) وليست أي مفردة أخرى بديلة تفيد أي معني من معاني الغائب تماماً .. فالفعل يبدأ بتقديم أطروحات مقنعة وينتهي بتنفيذ برنامج ومشروع ثوري جماهيري منظم فلا هذي ولا تلك لم تحدث..

(كل الموضوع) أن يسمع فلان أنو علان أخبره بأن هناك (كركبة) في السوق العربي لينمو الخبر ويترعرع حتى يبلغ الحلم الخيالي في صيغة (خلاص ولعت)..!!

نضال المعارضة في السودان يعتمد اعتماداً كاملاً على فشل الحكومة أو أخطائها أو ينتظر مواسم الفلس وأي موجة ضغوط تمر بها الحكومة وتسمي تلك الظروف أو الضغوط نضالاً سياسياً ضد الحكومة..!!

هذا النضال .. نضال المعارضة جماهيره ليست هي تلك التي تحاول الخروج للشارع في كل مرة بل ليس بينهم وبين قيادات المعارضة حتى الحد الأدنى من التعارف الذي يجمع بين الناس..

لماذا لا تعيد قوى المعارضة التفكير جدياً في حوار مع الحكومة حول شروط وضمانات تطلبها لخوض الانتخابات .. وأنا متأكد أن الحكومة وحزبها الحاكم لن ترفض لأنها تعتبر أن خوضكم للانتخابات هو بطاقة ضمان للاعتراف الكامل بالنتيجة وبالتالي الإقرار بشرعية النظام .. لن يرفضوا القبول بشروط خاصة بالنزاهة والشفافية والرقابة الدولية والإقليمية والمحلية النزيهة..

صدقوني انتخابات بضمانات أكبر أفضل من التعنت في موقف المقاطعة المبكرة .. فقد قاطعت الأحزاب الانتخابات السابقة وانتظرت سقوط النظام وها هي الدورة تنتهي بعد أشهر فما المانع من أن تتركوا مناكفاتكم وتنظيراتكم وتتفقوا على تقديم ورقة مرئيات أو شروط رقابة للدخول في الانتخابات .. ولو كانت حكاية المؤتمر الوطني هي عقدة تريدون إنهاءها فما المانع أن تخوضوا الانتخابات بقائمة واحدة.. مع ضمانات دولية .. أبعدوا هذا الهاجس من رؤوسكم هاجس التزوير وتغيير النتيجة وفكروا بشكل إيجابي فإسقاط النظام عبر صناديق الانتخابات أمر ممكن لو كانت المعارضة تمتلك ثقة في نفسها وفي قياداتها وفي جماهيرها..
حتى لو خاضت الانتخابات في ظل ما تسمي بالقوانين المقيدة للحريات، لأن تلك القوانين لو لم تخصم من رصيد المؤتمر الوطني فإنها لن تضيف إليه شيئاً..

أحزاب المعارضة تحتاج لثقة أكبر في نفسها فعقدة تغيير النظام بثورة شعبية ثالثة في السودان، هذه عقدة مسيطرة على تفكيرها وتصيبها بحالة شلل وتبلد وتوهان .. والمعارضة لا تراهن على قوتها بل على ضعف النظام وحتى حين ضاقت الحلقات الاقتصادية على النظام وأصيب بإرهاق سياسي وإغماءات (وعينو طلعت) لم تتمكن المعارضة من الإطاحة به لأنها لا تمتلك إرادة جماهيرية منظمة بل تنتظر ما ينتجه الحراك التلقائي دون الحرص حتى على التمييز بين أجندة ذلك الحراك وسلوكه الجمعي..
قوى المعارضة لا يجب أن تحسب لنفسها نقطة إيجابية في رصيد المحاولة بما حدث في سبتمبر لأن ما حدث في سبتمبر لا علاقة له بجماهير هذه الأحزاب..

استهدوا بالله و((زبطوا)) حالكم وخوضوا الانتخابات بعد ان تضمنوا نزاهتها بآليات وشروط معروفة في كل الدنيا وفي اعتقادي أن الحزب الحاكم سيوافق على معظم شروط ضمان النزاهة .. فقط جربوا..

صحيفة اليوم التالي
جمال علي حسن
ع.ش

[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. يااخ جمال لا توجد ديقراطية مفتوحه هنالك ثوابت لاى دولة يقوم عليها الحكم
    مشكلتنا انه لم ياتى( زعيم)يقيم هذه الثوابت لذا صدقنى ستفشل
    اى حكومة تاتى. انظر للدول المستقرة الاحزاب هى التى تملك الناس وتخرج منهم كفاءات للعمل العام وحتى التنفيذى ولكن فى السودان بعض الناس هم الذين يمتلكون الاحزاب مدى الحياة
    الحل ان ياتى زعيم بانقلاب عسكرى ويلغى كل الوضع الحالى ونبدا من الصفر.

  2. الدين النصيحة
    نصيحتي للامام المهدي ومولانا الميرغني والشيخ الترابي والرفيق الخطيب بعدم المجازفة في الانتخابات لانها محسومة سلفا ومعروفة نتيجتها
    المؤتمر الوطني يسيطر تماما على كل مفاصل الدولة مالها وامنها واقتصادها واعلامها وشرطتها وقضائها وجيشها وعرباتها وجوها وبرها وبحرها والافضل هو ان يبقى الحال على ماهو عليه ان يشارك حزب الامة في وظيفة مساعد بالقصر وينكر ذلك ويبقى منكرا وان يشارك الاتحادي بمساعد في القصر ويضغط على الحكومة من اجل زيادة حصته وان يبقى المؤتمر الشعبي في حالة الغزل والتفاهمات تحت تحت اما الحزب الشيوعي فلو دخل الانتخابات او لم يدخل فلن يخسر شئ
    لكن اذا دخلتم الانتخابات فسيطردكم المؤتمر الوطني شر طردة وستضيق عليكم الارض بمارحبت فاحذروا واعلموا ان المؤتمر الوطني يعلم بانكم لو شاركتم في الحكومة لن تنفعوه واذا طردكم فلن تضروه فاحذروا وارضوا بالمقسوم على ايتها حال

  3. علي الطلاق لو إجتمعت المعارضة كلها ورشحوا واحد ضد البشير ما يفوزوا. عشان كده هم خايفين من الإنتخابات.