رأي ومقالات
حماد صالح : محمود عبد العزيز .. فنان فوق العادة
اعقبت فترة الحقيبة مرحلة من مراحل الاغنية السودانية وهى مرحلة الاغنية الحديثة حيث اتسمت بادخال الالات الموسيقية الحديثة والالحان الجديدة لتواكب الفترة الجديدة وظهر حسن عطية والكاشف واحمد المصطفى وزينوا ساحات المجتمع بالطرب الجميل واعقبهم فترة امتداد الاغنية الحديثة حيث ظهر ابراهيم عوض بتقليعاته المتفردة ووردى وعثمان الشفيع وعثمان حسين وكانوا جميعا اصحاب اداء متفرد وكل واحد منهم يمثل مدرسة واستمرت هذه المرحلة فى الامتداد بظهور مطربين ومغنين ابدعوا غاية الابداع منهم محمد الامين وزيدان ابراهيم وحمد الريح ومصطفى سيد احمد .
ظهرت مرحلة جديدة من مراحل الاغنية السودانية وهو ما يسمى بالاغنية الشبابية وهى تتسم بكلمات سهلة وبسيطة وجمل موسيقية قصيرة ومتقطعة واداء سريع وكان فارس فرسان هذه المرحلة المبدع الفذ محمود عبد العزيز .
قبل ظهور محمود عبد العزيز كان كثير من الشباب يتجه الى الاغانى العربية والغربية لانهم لم يجدوا بغيتهم فى الساحة الفنية وكانت هجرة الاسماع هذه تعتبر وصمة عار فى وجه مطربى بلادى الى ان ظهر محمود واستطاع ارجاع الاذان المغتربة الى بلادها وعادت الاسماع بعد الغربة الى ديار الموسيقى السودانية وطاب لها المقام ويا له من مقام حيث بادلهم محمود حبا بحب واطرب وجدانهم قبل اذانهم .
محمود عبد العزيز استطاع ان يجعل كل فئات المجتمع تجتمع حوله وتسمع له وتطرب لاغانيه , وجد محمود فى بداية مشواره نقدا عنيفا حيث ان لكل مدرسة جديدة اعداء لا يروقهم ما يسمعون الا التقيد بالقديم والتعصب له وصمد محمود مدافعا عن مدرسته الجديدة وذلك كل فترة ثلاثة اشهر بانزال شريط كاسيت فى الاسواق محيرا كل النقاد الفنيين ويتلقف المعجبون اشرطته بكل لهفة واستطاع الفنان الشاب فى فترة بسيطة وبسيطة جدا ان يسحب البساط من اعتى الفنانين فى الساحة واصبحت شعبية محمود لا تضاهيها شعبية منذ بداية الاغنية السودانية كاغنية قومية وكان اداء محمود وصوته هما سر النجاح الباهر , اندهش لصوته الروس والهولنديين .
غنى محمود عبد العزيز للجنوب وقدم اروع الاغنيات لجنوب السودان مناديا بالوحدة بطريقته وكذلك غنى لكردفان اغانى سكنت وجداننا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا .
كان محمود فنانا شاملا عشقه الكبار والصغار والشباب والصفوة وغمار الناس وابسط الناس من كل فئات المجتمع لم يسبقه فى ذلك فنان وكما كان شاملا فى محبة الناس له كان شاملا فى حبه للناس حيث انضم للحركة الشعبية وانشد للمؤتمر الوطنى واصبح حوارا للصوفية وصديقا للشيوعيين ومحبا لامام الانصار, لقد وزع حبه للجميع وحصد اروع الالقاب ( الحوت الجان الانسان) وكل لقب له مقصد ومعنى فالحوت مفردة حوت كل معانى الحب والعلاقات فى الانسانية والجان مفردة تجلت ابداعا ووهجا وتالقا , والانسان مفردة حملت كل معانى العطف والايثار والتواضع والانسانية .
فى العام 2007 اتصلت عليه وذلك لتدشين كتاب (محمود عبد العزيز .. فنان فوق العادة) وطلب مقابلتى واتفقنا على المقابلة حتى يخرج الكتاب فى ابهى صوره ولكن ظروف سفرى المفاجئ الى المملكة المغربية حال دون ذلك وعدم استقرارى فى الوطن بعد ذلك جعل هذا الكتاب يتاخر كثيرا وارجو ان يخرج الكتاب ويقدم لمحة من حياة اسطورة من اساطير بلادى
حماد صالح
المملكة العربية السعودية
رحمك الله ايها الاسطورة
ما بنطيق لغيرو نسمع
والله ( ورحمة الله علي محمود ) لم نر ان هذا المغني فنان اصلا ولم يطربنا في يوم من الايام وبالعكس لم نكن نفهم ما يقول ( هذا المحمود صنم صنعه امثال هذا الكاتب ثم اوشكو ان يعبدوه ) اين هو من اساطين ومؤسسي الفن السوداني ) فكفوا ودعوه يرقد في قبره بسلام وله من الله الكريم الرحمة والمغفرة )
رحمه الله .. وغفر له .. وتقبله قبولا حسنا .. هو الصوت الوحيد الذى استمعت له ولازالت منذ العام 1983م ..
صوتك نغمة في جواي تزيد احساسي بالبهجة ي جااااااااااااااان
الاخ العزيز – حماد صالح – سلام. نقول في حقاالفنان المرحوم محمود عبدالعزيز: اللهم ان كان محسنا فزد في احسانه وان كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته – اللهم لا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده – اللهم اجعله من اصحاب الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
اذكروا محاسن موتاكم.
الحراك الشبابي الذي ظهرأيام مرض المرحوم والحزن الذي خيم علي الشباب وطريقة تشييع جثمانه من مطار الخرطوم الي مقابر الصافية بحري والتي كادت ان تشكل تحديا امنيا للسلطات المختصة – لا يمكن لإنسان موجود في ولاية الخرطوم ومتابع للأحداث ان يتجاهلها – فقد تحدث السادة أئمةالمساجد داعين الشباب الي التمسك بالتعاليم الدينية الإسلامية عند حدوث مثل هذه المصائب والحالات وترشيد الأحزان.
ومن يك ذا فم مر مريض *** يجد مرا به الماء الزلالا.