سياسية

الشعبي والشيوعي من يعبث بالآخر ؟

[JUSTIFY]تبدو العلاقة المتنامية بين الحزب الشيوعي السوداني وحزب المؤتمر الشعبي علاقة غريبة وحائرة! إذ ربما لم يكن الجانب الاجتماعي فى علاقات الساسة ولقاءاتهم فى المآتم والأفراح أمراً يستوقف أحد ممن يعرف الطبيعة الإنسانية الدافئة للإنسان السوداني سياسياً كان أم غير مشتغل بالسياسة.
ولكن قيام علاقة (قوية) من الناحية السياسة (ظاهراً وباطناً) بين الحزب الشيوعي والشعبي أمر لا يمكن اعتباره (مجرد علاقة عادية أو عابرة)!

الخميس قبل الماضي كان الحزب الشيوعي قد أعد ندوة سياسية عن الأزمة الاقتصادية بداره فى سياق نقده السياسي للأوضاع الاقتصادية فى السودان. كان من بين الحضور المسئول السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام.
الملاحظة التى استوقفت الجميع خلال الندوة أن كمال عمر بدا موضعاً للاحتفاء فى دار الحزب الشيوعي وحظي الرجل – وهو شديد الارتياح – بإحاطة سياسية وحضن سياسي دافئ من قبل قادة الحزب الشيوعي كان الملفت فيها أنها (بهدف) ومن المستحيل أن تكون مجرد (ملاطفة سياسية عابرة).

وبجلوس كمال عمر بجوار القيادي الشيوعي المعروف سليمان حامد، أحد أكثر كوارد الحزب ديناميكية وتناوله للقفشات مع كمال عمر، واسترخاء الأخير واندغامه فى الطقس المسائي المعتدل، فإن المشهد بدا أكثر من كونه لقاء فى ندوة سياسية راتبة بدار أحد أعرق أحزاب اليسار فى السودان.

البعض يعتقد أن كمال عمر فى حقيقته ليس سوى (كادر شيوعي سري) على غرار سليمان حامد الكادر الشيوعي الشهير بالعمل (تحت الأرض) لسنوات، إذ أن السيرة الذاتية للمسئول السياسي للشعبي كمال عمر تبدو منبتّة، فقد أنكر غالب قادة الإسلاميين ومن يمكن أن يكونوا قد جايلوا الرجل أي معرفة له به فى السنوات السابقة ويجزمون بأن الرجل وقبل المفاصلة وظهور الشعبي إلى الوجود (لم يكن شيئاً مذكوراً)، بل إن البعض يقول إن الرجل لا يشبه ( في كل شيء) طبيعة و (تربية) الإسلاميين المائلة نحو اللين وتوطئة الأكناف، وعدم تعجل الأمور والتريث بشأن اتخاذ المواقف وهي صفات -لسوء الحظ- فارقت كمال عمر منذ ظهوره إذ أن أي تصريح يصدره الرجل، سرعان ما يرتد على صدر الحزب بكامله ويصيبه فى مقتل.

ولعل أكثر ما قد يعضد ذلك أن الخصومة السياسية والعداء التقليدي بين الشيوعي والإسلاميين وإن خفّت وتيرتها مؤخراً بعض الشيء إلا أنها لم تبلغ درجة (الحميمية) المشاهدة منذ سنوات بين الشعبي والشعبي، أللهم إلا إذا تخلى احدهما أو كلاهما عن موقفه وأطروحاته وخلفياته الأيدلوجية.

ومما يزيد أي مراقب عجباً ودهشة أن هذه الجسور التى يمدها الشعبي مع الشيوعي لا يمكن أن تكون تكتيكية إذ أن الشيوعي آخر من يصبح (موضعاً لتكتيك) من خصمه التقليدي اللدود، وبالطبع لا يمكن ايضاً اعتبارها إستراتيجية بحكم أن الاثنين مفترقان فى كل شيء، وفى الوقت نفسه فإن الشعبي وعلى وجه الخصوص كمال عمر متصلب تصلباً غير معهود فى العمل السياسي إزاء العلاقة بينه وبين الوطني، مع أنه الأقرب إليه، مما يشير الى أن (ما بين الاثنين) فى حاجة الى المزيد من الوقت لكي تكشف عنه الأيام وليثبت لنا ما إذا كان الشعبي يلعب ويتلاعب بالشيوعي، أم كان الشيوعي هو الأسبق فى اختراق الشعبي و (دك حصونه) من الداخل ؟

سودان سفاري[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. انا غايتو كمال عمر سمعت بيهو قريب جدا. يا ربى يكون مفعلا مزروع؟ لكن شيخنا عينو فاحصة.