معجزة الرجاء الكروية التاريخية .. وثأر ياجور المؤجل من نجوم السامبا !!
■■ أثبت نجوم المغرب بقيادة مدرب اللحظات الأخيرة التونسي فوزي البنزرتي أن الكرة مستديرة وتعطي من يعطيها ويحسن التعامل معها بحكمة وواقعية، وتعامل البنزرتي بتحفظ ولم يجنح للمجازفة، ورغم إختباره عدم مناعة الفريق البرازيلي ، فإنه إختار تحصين دفاعاته معظم الوقت وتنظيم صفوفه وعدم فتح المباراة حتى لا يفقد مناعة دفاعه ، معتمداً على الهجمات المرتدة السريعة وخاصة من الجناحين مع براعة قلبي دفاع خط الوسط كوكا والراقي اللذين تكسرت معظم هجمات نجوم السامبا عندهما وتحولت إلى هجمات خاطفة بقيادة المتألق محسن ياجور والكابتن محسن متولي مما أزعج الفريق البرازيلي وأبطل سحره .
■■وكان جميع لاعبي الرجاء نجوماً من حارس المرمى خالد العسكري الذي يستحق رتبة ضابط إلى رأس الحربة محسن ياجور الذي كان بطلاً لملحمة فوز المغرب بالمركز الرابع بقيادة المدرب فتحي جمال عام 2005 بهولندا في كأس العالم للشباب، ويبدو أنه إنتقام مؤجل عمره 8 سنوات من ياجور في مواجهة البرازيليين الذين فازوا وقتها على المغرب في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع 2/1 ، رغم أن المغرب كان متقدما ا/ صفر حتى الدقيقة 87 من المباراة ليسجل نجوم السامبا هدفين في 3 دقائق ويخطفون المركز الثالث .
■■ المعجزة الكروية للرجاء ووصوله للنهائي الحلم لكأس العالم للاندية في مواجهة العملاق بايرن ميونيخ ، جاءت رغم أنه لم يتأهل للمشاركة في البطولة ، لأنه الفريق الوحيد الذي لم يكن بطلاً لقارته ، بل تأهل للمشاركة بوصفه بطل الدولة المضيفة ودخل من الدور التمهيدي في مواجهة أوكلاند سيتي النيوزيلاندي بطل الاوقيانوسية ، وقبل عدة سنوات تقريبا عام 2009 – لم يكن يشارك في البطولة سوى أبطال القارات ، ولاحظ الفيفا إنصراف الجماهير المحلية في الدولة المنظمة لعدم وجود ناد محلي في المسابقة ، فقرر إقامة دور تمهيدي لبطل الدولة المضيفة مع بطل الاوقيانوسية أضعف القارات، تفتتح به المسابقة ، وكان البطل المحلي يخرج في المباراة الأولى أو الثانية ، ولكن الرجاء البيضاوي أبطل هذه المعادلة وسجل سبقاً تاريخياً من الصعب تكراره بأن يتأهل البطل المحلي للدولة المنظمة للمباراة النهائية .
■■ لم يستطع رونالدينيو وفريقه النجاة من قوة وبراعة رجال الرجاء الذين كانوا أشداء يتحلون بالروح القتالية والعزيمة والتصميم على إثبات وجودهم وقيمتهم ، ولم يتخطوا فقط أزمتهم المحلية التي أطاحت بمدربهم السابق محمد فاخر قبل البطولة بأيام ولكن ليعلنوا نهاية أزمة الكرة المغربية .
■■ رفع الأبطال المغاربة رؤوس شعبهم والشعوب العربية، وأعادوا إلى الأذهان قيمة ومعدن الكرة المغربية النفيس والبراق الذي خبا أو غاب بريقه عبر المنتخب المغربي في السنوات الأخيرة وربما تشعل هذه البطولة وهذا الإنجاز العالمي للرجاء، جذوة الكرة المغربية من جديد وتطل علينا من جديد لمحات منتخب ليوث الأطلس بوجه جديد يكسوه الكبرياء وعراقة الكرة المغربية التي كانت صاحبة أول البصمات العربية في مونديال كأس العالم منذ عام 1986.
بقلم/ عز الدين الكيلاوي
كووورة
م.ت[/JUSTIFY]