بسبب الأحداث في الجنوب .. ارتفاع في اسعار العملات الحرة بالموازي و توقعات بالمزيد منه في مقبلات الايام
وقال تجار عملة تحدثوا لـ ( أخبار اليوم ) ان السوق قد تشهد نشاطا ملحوظا وتمددت رقعته وظل العمل فيه خلال الاسابيع الماضية متواصلا طوال ساعات اليوم، وعبّر بعضهم عن سخطه ازاء خطوات الحكومة في محاربة السوق السوداء ومطاردة التجار من حين لآخر في حين اعتبر بعضهم ممارسات الحكومة محفزاً لعمل السوق، وزيادة نشاطه من واقع الهلع الذي تثيره وسط المواطنين من طالبي العملات·
ومن خلال جولة للصحيفة في منطقة وسط الخرطوم جوار برج البركة اكبر تجمع لتجار السوق الموازي اكد تجار عملة زيادة الحراك خلال اليومين الماضيين وارتفاع جديد في اسعار الدولار مقابل الجنيه السوداني والذي وصل الى اكثر من 7.980 جنيها في بعض الاوقات مع زيادة كبيرة في الطلب عليه·و قالوا ان الأحداث في دولة الجنوب ألقت بظلالها علي السوق متوقعين المزيد من الارتفاع .
المواطنون .. عدم الحسم أدى الى الارتفاع
و تحدث بعض المواطنين من طالبي العملات للصحيفة مؤكدين انعدام النقد الاجنبي وشحه خلال بعض ساعات اليوم وارتفاع السعر وتغييره عدة مرات، واتهموا التجار بالتسبب فيه، وطالبوا في ذات الوقت بتوفير العملات في السوق الرسمي حتى لا يلجأون الى السوق السوداء التي يتحكم فيها هؤلاء التجار، وقال بعضهم : نستغرق عدة ايام لكي نحصل على ما نريد من عملات .
وقال أحمد إبراهيم بدر- مواطن : العملات غير متوفرة خلال اغلب ساعات اليوم لا في الصرافات ولا في البنوك ولا نجدها الا في السوق الموازي فأين ذهبت ؟ ولماذا تتوفر فجأة؟ هذا يدل على ان هنالك من يتحكم في هذه العملات التي يطلبها الكثيرون لامور ضرورية كالعلاج في الخارج والسفر للتعليم، وكذلك المستوردون· واضاف : اصبح الكثيرون يعتمدون على السوق السوداء رغم ارتفاع الاسعار فيها وذلك بسبب عدم توفر العملات في الصرافات والبنوك والاجراءات المعقدة التي تتبعها الجهات المسؤولة حتى ان الكثيرين يصرفون النظر بعد بدء هذه الاجراءات عن التعامل في السوق الرسمي وهو شيء اتمنى ان تلتفت اليه الجهات المسؤولة حتى لا تتأزم مشكلة النقد الاجنبي أكثر مما هي عليه·
وغير بعيد عما ذهب اليه تحدث النور محمد النور – طالب جاء لشراء دولار من السوق الموازي- قائلاً : اليوم اشتريت بسعر يزيد على سعر الامس باكثر من 20 قرشا والاسعار مرتفعة يوما بعد يوم . واضاف رغم الارتفاع في سعر الدولار خير لي الف مرة ان اتعامل مع السوق الموازي لان العملة فيه متوفرة وبدون اجراءات والمضطر خير له ان يتحمل فرق السعر بين السوقين خاصة اذا كان مرتبطا بزمن· وقال النور لاحظت ان سعر الدولار قد ارتفع كثيرا خلال الاسبوعين الماضيين بعد فترة قصيرة من الاستقرار، وهذا ان دل انما يدل على ان الاسعار غير حقيقية وان هنالك من يتحكم فيها ويخلق الازمات· وطالب النور الحكومة بتوفير العملات الاجنبية بدون اجراءات معقدة في الصرافات والبنوك، وسيرجع المواطن للتعامل معها وتكون بذلك قد قضت على السوق السوداء ان كانت سببا في ارتفاع اسعار العملات الاجنبية، ولكن الحكومة لن تستطيع توفير عملات ولذا نجدها عاجزة عن أية اجراءات تجاه السوق الموازي باستثناء حملات الملاحقة من فترة لاخرى·
ويرى عبد الرازق أحمدون – مواطن- ان السوق الموازي قد وفَّر العملات وان كانت باسعار مرتفعة ولكنها خير لهم من اجراءات معقدة وكمية محدودة ربما لا تفي بالغرض الذي من اجله استبدلوا عملاتهم السودانية· وقال عبد الرازق السوق الموازي حاليا هو الذي يعتمد عليه كل طالبي العملات من المسافرين للخارج بقصد العلاج والتعليم كما ان هنالك الكثيرين اصبحوا يتعاملون في العملات الاجنبية قصد المتاجرة وحفظ الاموال والربح، ولذا تمددت رقعة السوق الموازي وستتمدد لاكثر مما هي عليه اذا استمر الحال كما هو وتجاهلت الحكومة حجم الطلب على العملات ،و أضاف : اذا كان السوق الموازي هو السبب في رفع سعر العملات الاجنبية فالحكومة هي التي ساعدته وشجعته وهي التي تتحدث صباح مساء عن ضرورة محاربته، ولو كانت جادة في ذلك لتوقف نشاطه··!! وفي رأيي انها اذا ارادت ان توقف هذا السوق عليها ان توفر العملات لطالبيها ولن يلجأ احد للسوق الموازي، فالمواطن المسافر او التاجر المستورد أو صاحب المصنع يريد عملات حرة فاذا توفَّرت له فماذا سيجبره على التعامل مع السوق الموازي؟
التجار .. الحكومة هي السبب في تمدد السوق الموازي
من جانبهم اكد تجار عملة ان اسعار العملات الاجنبية خلال اليومين الماضيين شهدت ارتفاعا بسبب الأحداث في جنوب السودان وقالوا انها ساعدت على زيادة جرعات الهلع وسط المواطنين وحفزتهم على شراء العملات الاجنبية وتحويل كافة مدخراتهم النقدية الى عملات حرة لاجل المحافظة عليها وعلى قيمتها الحقيقية .
ومتحدثا للصحيفة قال أحمد الباشري – تاجر: نعلم ان السعر في السوق الموازي غير حقيقي وهذا شيء تعرفه الحكومة ويعرفه المواطن وهناك عوامل ترفع من السعر وتنقصه و مثال لها ما يحدث حاليا فالأحداث في دولة الجنوب انعكست علي اسعار العملات وزاد سعر الدولار مقابل الجنيه بأكثر من 25 قرشا و هي زيادة كبيرة وربما ترتفع الأسعار لأكثر من ذلك خلال اليومين القادمين .
الخبراء .. معالجة الامر بالطرق الحالية مستحيلة
وقطع خبراء باستحالة معالجة مشكلة النقد الاجنبي وارتفاع سعر العملات الاجنبية مقابل الجنيه السوداني ما لم تتخذ سياسات راشدة من قبل البنك المركزي وحفز الانتاج وتشجيعه، وقال خبير اقتصادي -طلب عدم ذكر اسمه- ان الاستقرار الذي شهدته اسعار الدولار قبل ايام وفرح به الكثيرون غير حقيقي، وقد تأكد ذلك بارتفاع اسعاره خلال اليومين الماضيين، وقد جاء الانخفاض نتيجة مخاوف وهواجس مالكيه من انخفاضه لذا اتجهوا الى العرض، وقادت كثرة العروض منه بالسوق الموازي بالاضافة الى ما يتم طرحه بالمنافذ الحكومية الي الاستقرار فالاستقرار لحظي ومبني على أقاويل وليس على تحسن وضع النقد الاجنبي ولا سبيل لمعالجة سعر الصرف ومشكلة ارتفاع اسعار النقد الاجنبي إلا بحفز الانتاج وتشجيعه وهذا هو المخرج من الازمة·
الخرطوم: ابراهيم الصغير: صحيفة اخبار اليوم
[/JUSTIFY]