فاطمة خوجلي .. الحضور من محطات الرحيل
الأحزان لا تجف أمس، والصحفيون يحصدون زرع عامهم (2012) ، يعلن المجلس عن أسماء الفائزين بالجوائز، من بينهم الراحلة فاطمة خوجلي التي فازت بجائزة الراحل إسماعيل العتباني (للتحقيق الصحفي) الذي تناولت فيه الراحلة التهاب الكبد الوبائي. والجوائز المعلنة أمس تجعل أهل المهنة يتوشحون أحزانهم مرة أخرى فالتي كانت تستعد لأن ترتدي أبيض الزفاف فاجأها القدر بأبيض الموت وأعادتها أمس الجائزة إلى الحياة وكأنما النص يقول: الصحفي بما يفعل قلمه فقط.
فاطمة، وعند الموت صفحات جديدة تنفتح على الحياة هكذا، كان المشهد أمس حين إعلان فوز فاطمة بالجائزة من قبل مجلس الصحافة والمطبوعات وهو الأمر الذي جعل الكثيرين يعبرون فوق الجوائز للوقوف في محطة الراحلة بابتسامتها ويعيدون النظر في تفاصيل الأشياء، أربعة وعشرون يوما هي المسافة ما بين رحيل نادية ولحاق فاطمة بها، عشرة أيام هي الفاصل بين صلاة الجنازة والتشييع في الخوجلاب والعبرات المخنوقة في احتفالية توزيع الجوائز في وقت رفضت فيه الأيدي أن تتشابك مصدرة صوت التصفيق وبقيت فقط العبارة الوحيدة، وفازت جائزة المجلس بحضور فاطمة التي كان قد فاز بها قبلاً ملك الموت، وهو الذي يجيد الاختيار بين الأخيار.
قائمة من المنتصرين بأعمالهم الصحفية أمس ممن ينتظرون جوائز التشجيع من مجلس مسؤول عنهم وراصد وحيد هو الحزن المخلوط بفرحة الانتصار بغياب الموت وحضور العمل وعند الحزن فإن عبارة مبروك تتراجع ليأتي اللفظ (ليجعلها ربي في ميزان حسنات من رحلت) تاركة أثرا لن تمحوه الأيام.
صحيفة الجريدة
الزين عثمان
ع.ش
ربنا يرحمها ويغفر لها . اللهم اجعلها مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.