منوعات

سارة شرف الدين .. حكاية عزة

[JUSTIFY]تحركت عزة ببطء داخل غرفتها المتهالكة وهي تفكر في طريقة توفر بها الغداء لاطفالها الذين اطعمتهم شوربة فول قبل ذهابهم الى المدرسة اجتهدت في صنعها بما تبقى من الفول حتى تكون بديلا لشاي الصباح والفطور كيلا يتسولوا لقمة العيش من الآخرين! عزة فتاة ثلاثينية استيقظت ذات صباح لتجد زوجها غادر بيتهم بلا رجعة وترك في رقبتها اربعة اطفال في مرحلة الاساس وام بلا مصدر دخل او معين.. فكرت في العودة للريف ولكنها لا تملك ثمن التذاكر فاضطرت للبقاء في منزل قديم كخفيرة له حتى يقرر صاحبه بناءه عملت كخادمة في البيوت لتوفر مايسد رمقها حتى لا تحرم ابناءها من التعليم ولكن سيدات البيوت يفضلن العمالة الاجنبية كنوع من التفاخر الاجتماعي فاصبحت تكابد كثيرًا.. قصدت المطعم الكبير لتعمل في غسيل الاواني فحدجها صاحبه بنظرة جعلتها تهرب بعيدًا! وضعت كفًا حائرًا عندما سمعت صوتها ينادي عليها.. التفتت نحو جارتهم الانيقة المشرقة فطأطأت رأسها وهي تقترب منها.. أرادتها ان تساعدها في المطبخ.. لم تطلب منها عملاً مضنيًا قطعت بعض الخضروات ومنحتها ربة الدار الكثير من الطعام وكيسًا ضخمًا من المواد التي تكفيها لاسبوع وهي تعرض عليها ان تساعدها من حين لآخر وتحصل على مثل هذا الكيس.. تاهت عزة مع التفاصيل ارادت المرأة ان تساعدها لم تكن بحاجة لمساعدة اصلاً.. لطالما نظرت اليها وهي تظنها متأففة منها ولكنها اكتشفت ان الفراشات ايضًا تغشى الحديقة الخلفية القاحلة من حين لآخر!

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]