مصطفى الآغا

أمجاد يا عرب أمجاد!

[JUSTIFY]
أمجاد يا عرب أمجاد!

الأكيد أن العالم كله يسعى للتفوق والتميز، والعرب ليسوا استثناء، ولكن يبدو أن فهمنا للتفوق الرياضي تقريبا – وأضع خمسين خطا تحت كلمة تقريبا – ينحصر في كرة القدم التي نصرف عليها الملايين من الدولارات والدراهم والريالات والجنيهات.. الصرف يكون بالملاعب العملاقة وملاعب التدريب وبالاحتراف (النص كم) الذي فهمناه على مزاجنا، وهو أنه عبارة عن محترفين وعقود لاعبين وريوع دعائية، ونسينا أنه منظومة كاملة متكاملة كما فعل غيرنا ممكن كان (كومبارس يوم كنا زعامات مثل اليابان) والآن نقول عنهم إنهم من كوكب آخر رغم أننا كنا نشرشحهم كرويا.. الفارق بيننا وبين اليابان أنهم يعرفون ماذا يريدون وكيف يصلون ضمن إمكاناتهم وإمكانات شعبهم، بينما نحن درسنا خطط البشرية كلها ونصر على فرادة (الشخصية والبيئة العربية) فماذا كانت النتيجة؟! النتيجة أننا نصل كل (حين ومين) إلى نهائيات كؤوس العالم والدور الثاني قمة طموحنا وأحيانا سابقة كنا نتوج أبطالا للقارتين الأفريقية والآسيوية، وإن كانت الأمور تزداد صعوبة مع نمو عضلات من كنا نظنهم ونعتبرهم صغارا.

صحيح أننا يمكن أن نحقق طفرات كروية بين الحين والآخر، ولكن هناك 25 لعبة أخرى غير كرة القدم يمكن أن تضعنا أيضا على خريطة العالم وتجعل أعلامنا ترفرف أمام مليارات البشر لو خططنا بشكل صحيح بعيدا عن الكرة التي نعترف ونبصم بالعشرة أنها اللعبة الأكثر شعبية عندنا، ولكن هل فكرنا أن سباحا واحدا فقط.. أو شخصا واحدا يتفوق مجتمعا على 400 مليون عربي بكل ما يصرفونه على الرياضة عموما، وكرة القدم خصوصا، وبكل فضائياتهم وبرامجهم وصحفهم وملاحقهم الرياضة ومقالات كتابهم الذين يحاول بعضهم تأليب جماهير هذا النادي على ذاك فقط لغايات في نفسه أو لعداوات شخصية أو ببساطة لأنهم يرون الحقيقة فقط من عيون أنديتهم مع اعترافنا أيضا بأن البهارات مطلوبة في أي عمل صحافي ولكن كثرة الشطة والبهارات كفيلة بتخريب الجهاز الهضمي لأي إنسان.

الأميركي مايكل فيلبس حقق حتى ساعة كتابة هذه المقالة 21 ميدالية في ثلاثة ألعاب أولمبية منها 18 ذهبية، أي أكثر مما حققه العرب مجتمعين في 12 سنة من الاستعداد والتخطيط والمعسكرات والمزايدات والمناقصات والإقالات والاستقالات مع التأكيد على تجارب بعض الدول في الألعاب الفردية التي حققوا من خلالها فقط مجدا أولمبيا، ومع هذا نتذكر مقاس ولون شعر أي نجم كروي ولا نتذكر اسم سباح أو رام أو لاعب جودو أو كاراتيه أو عداء يمكن أن يحقق بعشر ثوان رقما عالميا يضعنا تحت بقعة ضوء الكون كله.

وقبل أن يبادرني أحدكم بالاتهام فنحن جميعا نتحمل ونتشارك في المسؤولية ولكننا كإعلام مرئي تجاري وليس حكوميا ليس من مهامنا ولا من وظائفنا صناعة أبطال في الجري أو الجمباز أو السباحة، بل مهمتنا تنحصر في تشجيعهم ومنحهم المساحة التي يستحقونها، أما العمل الأساسي والأكبر فهو يقع على مسؤولية الإعلام الحكومي الذي يحاول مجاراة شقيقه التجاري.. فهل ترونه نجح أو تفوق أم ما زال بحاجة للمسة احترافية أكبر؟

الجواب عندكم
[/JUSTIFY] [email]Agha2022@hotmail.com[/email]