حوارات ولقاءات

د. كمال عمر : المهدي يتحدث عن التغيير الناعم .. ونحن نتحدث عن إسقاط النظام عبر الثورة الشعبية

[JUSTIFY]حالات من الشد والجذب والصفاء والتعكير تلوّن العلاقة بين اللاعبين الأساسيين في الملعب السياسي، الحكومة وتحالف المعارضة من جهة، ومكونات تحالف المعارضة فيما بينها من جهة أخرى.
وبلغ الشد والتعكير أوجه بعدما أعلن الطرفان المعارضة والجبهة الثورية عن تنسيق جديد بينهما، وبعد ما راج عن انتقال الاتفاق والتعاون بينهما إلى مراحل متقدمة بغية إسقاط النظام.
وحول ملف علاقة التحالف بالجبهة الثورية، والتقاطعات والخلافات في داخل تحالف المعارضة بشأنها، وملفات أخرى كان هذا الحوار.
} (التغيير السلمي للنظام) واحد من الشروط الخمسة التي قدمها “الصادق المهدي” للتحالف.. فهل هذا يعني أنكم لستم مع التغيير السلمي؟ – نحن ذاتنا مع التغيير السلمي.. الإمام يتكلم عن التغيير الناعم ونحن نتكلم عن إسقاط النظام عبر الثورة الشعبية و(الاثنين بكملوا بعض).
} وهل التغيير عبر الثورة الشعبية تغيير غير سلمي؟ – لا أبداً..
} مقاطعة.. هل الإمام “الصادق المهدي” يعتقد ذلك.. أنه قد لا يكون سلمياً؟ – هو يعتقد أن الثورة إذا قامت فستكون هناك ظروف معينة وأحداث وسلاح موزع ومنتشر، ويرى أنه إذا كانت هناك إمكانية لأن يحدث تغيير ناعم فهذا أفضل.. نحن نقول ليس تغييراً ناعماً فقط، نقول إنه إذا قبل هذا النظام بفكرة الوضع الانتقالي من أجل أن يجنب البلاد مزالق الثورات ومزالق العمل المسلح، فنحن في قوى الإجماع الوطني موافقون، وبالتالي أعتقد أنه ليس هناك تباين في المواقف في الساحة السياسية.
} لكن هناك سوء تفاهم؟ – هناك سوء تفاهم وسوء تقديرات.. نحن طبعاً لا نطعن في المنهج السياسي لحزب الأمة، لكننا نعتقد أن حزب الأمة يتعامل مع (حزب أطرش).. حزب الأمة الآن (قاعد يؤشر للمؤتمر الوطني.. والإشارة ما بتنفع).. (نحن عايزين نديهو خبطة في رأسه عشان ننبهو ونقول ليهو إنت في أزمة).
} وضعية حزب الأمة في التحالف الآن.. هل خرج من التحالف؟ – الأمة لم يخرج من التحالف.. هو موجود.. كان من المفترض أن يحضر اجتماع تحالف قوى الإجماع الوطني، لكن، وحسب الأستاذ “عبد اللطيف الجميعابي” فقد أبلغني بالتلفون اعتذاره عن حضور الاجتماع ووعد بحضور الاجتماعات القادمة.. نحن قادرون على أن نمتص الغضبة بيننا، ونحن نريد لجبهة المعارضة أن تكون متحدة بكل المعاني، ولا نريد خلافات بين مكوناتها حتى ننجح في أن ننال ثقة شعبنا بأن هذا البديل هو بديل متفق عليه، وهو متفق مع نفسه ليس بديلاً متشاكساً في ما بينه.
} أستاذ “كمال”.. هل هناك جهود تقومون بها مع الجبهة الثورية من أجل جذبها إلى العمل السياسي وإبعادها عن العمل العسكري المسلح؟ – هناك جهود كبيرة نبذلها مع الجبهة الثورية في قضايا سياسية ودستورية، والاتفاق حول هذه القضايا السياسية والدستورية يمكن أن يوقف الحرب إذا المؤتمر الوطني وافق عليها وتحقق الوفاق الوطني والدستور الانتقالي وحكومة انتقالية.
} في الأيام الفائتة نشرت أخبار تقول إن رؤساء أحزاب التحالف اجتمعوا وقرروا تغيير إستراتيجية التحالف لتصفية النظام بدلاً عن إسقاطه.. – والله هذا كلام غريب.. (مافي كلام عن تصفية النظام).. نحن نتحدث عن إسقاط النظام.. عبارة تصفية هذه عبارة دموية وليست عبارة سياسية، يفهم منها كأنما الناس بداخلها حقد.. وهذا لا يمكن أن يحدث، وبالتالي نحن لا نتحدث عن تصفية النظام.
} لكن هناك خبراً نُشر يقول هذا الكلام ونُسب إليكم.. – أبداً.. نحن كلنا متفقون على شعار إسقاط النظام عبر الثورة الشعبية، ونتحدث عن قومية المؤسسات.. (هناك ناس قاعدين يفهموها تصفية المؤسسات) ونحن نتكلم عن قومية.. عن إعادة قومية المؤسسات.
} مجموعة “أبو سبيب” يقال إنها اتصلت بكم في التحالف.. هل انضمت إلى التحالف؟ – هذه مجموعة أنا أعتقد أنها تشكل رصيداً قوياً لتحالف قوى الإجماع الوطني.. “أبو سبيب” شخصية فذة وشخصية عظيمة على مستوى المعارضة السودانية كلها، وهو استطاع بروح (التدين الفيهو) وبالمنهج السياسي الذي يطرحه أنه في يوم من الأيام كان واحداً من الأعمدة المهمة داخل الاتحادي الديمقراطي.. الآن “أبو سبيب” (فرز عيشته) لسبب واحد متعلق بمشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي في الحكومة، ومعه الآن عدد كبير من الشباب والرجال والنساء ومجموعات من الولايات.
} هل طلب الانضمام إلى التحالف؟ – “أبو سبيب” مرحب به في تحالف الإجماع الوطني في أي وقت.. (“أبو سبيب” يؤشر بس للتحالف وسيجد الباب مفتوحاً)، ليس مفتوحاً فقط وإنما سنفرش له السجاد.. هو لم يتقدم الآن بهذا الأمر، لكن لو تقدم سيجد نفسه في صف المعارضة، لأنه هو شخص يستحق أن يكون في صف المعارضة.
} وماذا عن مجموعة “غازي صلاح الدين”؟ – (ناس “غازي” ديل).. نحن في المؤتمر الشعبي نعتقد أنه لتقوية جبهة المعارضة ولخلق تيار معارضة كبير، من المهم جداً أن يتم التواصل معهم.. الآن (الإصلاح والنهضة)، وهذا هو مشروع حزبهم أناس فاصلوا النظام بسبب الحريات.. فاصلوا النظام بسبب الديمقراطية.. فاصلوا النظام بسبب العدالة.. والآن هم يطرحون أنفسهم في الساحة السياسية.. (أنا أفتكر أنه مهم جداً أن يتواصل الناس مع الإصلاحيين ديل.. الإصلاحيين ديل ناس مهمين).
} هل هناك إمكانية لانضمامهم إلى التحالف؟ – أنا لا أقول، أنا شخص أمثل التحالف، التحالف لم يقل رأياً قاطعاً في أن يقبلهم أو يرفضهم، لكن في ما يتصل ببرنامجهم الذي يطرحونه وفي موقفهم من إسقاط النظام، نحن نعتقد إذا طرحوا شعار إسقاط النظام سيكونون (أقرب ناس) لتحالف قوى الإجماع الوطني.. وهذا الشعار هو الشعار المتفق عليه الآن في الساحة السياسية.
} ماذا تريد أن تقول في ختام هذا الحوار؟ – في ما يتصل بأزمات البلاد، نحن الآن عندنا تواصل مع تحالف المزارعين.. طبعاً في الجزيرة هناك أزمة مشروع الجزيرة، وهناك كلام عن فساد التقاوي.. ونحن حريصون على اقتصاد البلاد، وحريصون على مصلحة المواطن، ونعتقد أن ما حدث في مشروع الجزيرة هو أمر كبير، ومسؤولية سلطة كاملة.. ولا يمكن أن نترك بعض الناس يقولون باستخفاف (سوء تخزين).. فسوء التخزين مسؤولية السلطة.. مشروع الجزيرة مشروع حيوي، ونحن نقول إن هذه السلطة إذا لم تتخذ إجراءات قانونية ضد الناس الذين تسببوا في تدمر هذا المشروع، فنحن الآن شغالين في تعبئة الجزيرة.. التعبئة عندها شقين شق قانوني وشق سياسي.. نحن سنلتقط الشق القانوني والسياسي للدفاع عن مصالح المزارعين، وللدفاع عن مصالح الجزيرة.

صحيفة المجهر السياسي
سوسن يس[/JUSTIFY]

تعليق واحد