رأي ومقالات

شمائل النور : انقذوا الوطنية .. !!

[JUSTIFY]مشهد وطني محبط يتكرر كل ذكرى استقلال،بل يزداد إحباطاً وكآبة كلما تقدمت ذكرى الاستقلال لسنوات أكثر،خلو الشوارع من أي مظاهر احتفالات وطنية حقيقية،وانحسار هذه المظاهر مع تقدم السنوات،وربما يقابلك عدد قليل جداً ذلك الذي يحمل علم السودان،والأرجح أن لا يقابلك إلا البائع الذي يسترزق من بيع الأعلام حينما يعرضها على المارة والسيارات،ولا مبالغة هذا المشهد هو نتيجة قاطعة وحقيقية لما نحمله من انتماء لهذا الوطن،وللأسف نحمل أقل درجات الانتماء التي تصل مرحلة انعدامها بكل سهولة..الاحتفالات برأس السنة الجديدة تغلب على الاحتفاء بذكرى الاستقلال،لكنّا من باب الحياء فقط نرفع شعارات الاحتفال بأعياد الاستقلال،بل أن الاستقلال يكاد ينعدم الاحتفاء به،هذه حقيقة ينبغي أن نواجهها،وتواجهها أكثر قياداتنا،ليست التي على رأس السلطة فقط..السودان ربما يكون أكثر دولة تمتلك مكتبة للأغنية الوطنية على مستوى العالم،ولا مبالغة في ذلك،فعدد الذين تغنّوا وكتبوا في حب الوطن ربما هو العدد الكلي لكل من يغني ويكتب في هذا البلد،لكنّا بالمقابل ولو أُجري استفتاء وطني قد يكون السودان في ذيل قائمة حب الأوطان والانتماء إليها…الاستقلال أو العيد الوطني كما يُطلق عليه في عدد من الدول،هو المناسبة الأهم على الإطلاق ولا ينبغي أن تعلو عليها مناسبة،لكن الواقع السوداني بكل مشكلاته وأزماته أبعد عن هذه المعاني،رغم الحاجة الشديدة لتفعيلها،وليست المشكلة في تزامن أعياد استقلالنا مع ميلاد السنة الجديدة لكل عام،ولن يتغير الشعور الوطني بتغيير يوم الاحتفال بالاستقلال إن فكرنا أن يتحول إلى التاسع عشر،وهو التاريخ الحقيقي لإعلان الاستقلال..ولن يتغير كذلك الشعور الوطني بالمزيد من الأغاني الوطنية عميقة الكلمات ولا الشعارات الكبيرة كلماتها ضعيفة ترجمتها على أرض الواقع،نحن بحاجة إلى تأسيس تربية وطنية،لكنها ليست بالكلمات فقط،نحن بحاجة شديدة إلى أن نشعر جميعاً أن هذا الوطن لنا وليس حكراً على فئة منّا،وبحاجة شديدة إلى أن نكون ذوو قيمة في بلدنا،نحن لا نشعر بقيمتنا الحقيقية داخل الوطن،ويا للحسرة إننا نشعر بأننا مقيّمون خارج أوطاننا،لقد فشلت كل الحقب عبر تاريخ السودان في ترسيخ معاني انتماء وطنية حقيقية،فشلت في لم شملنا تحت سقف واحدة بروح واحدة،فشلت كذلك في أن تترك ذكرى طيبة نستظل بها حينما نفقد الشعور بالانتماء للوطن..وليس الوطن فقط أن تحب الأرض التي وُلدت فيها وتقبلها على علاتها وعلات قياداتها،إنما الوطن هو الشعور بالإنسانية والقيمة الحقة وأنت في أرضك،لسوء الحظ أم لحسنه أن يكون عيد استقلال السودان تفصله أيام معدودة من العيد الوطني لدولة الإمارات،هناك الأجانب يحملون علم الإمارات الدولة التي تحترم الجميع بلا استثناء،وهنا نحمل صور المطربين الذين يحيون حفلات الاستقلال،الوطنية فعل حقيقي تقوم به القيادة كي يشعر المواطن أنه مواطن .

صحيفة الجريدة[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. نحن للاسف لسة مستعمرين ومستعبدين من حكوماتنا وين الولاء لوطن تابع لي ناس معينة ويوم الثورة عليهم ح يكون عيد الاستقلال الحقيقي