المؤتمر الوطني «تفرقت ايادي سبأ»
كنا نرى الركابي يتزاحم مع الركاب ليركب الباصات الشعبية إلى ميدان السجانة الذي ستقام فيه ليلة سياسية شيوعية بقيادة عبد الخالق والشفيع وعابدين وفاروق كان جيل الإنقاذ الأول يركبون المواصلات الشعبية مع عامة الشعب من جيوبهم الخاصة ويذهبون لكي يفندوا في مقالاتهم غداً في جريدة الميثاق سموم المتحدثين من الشيوعيين.
وفي نفس الوقت كانت الأخت سعاد الفاتح في منبر معهد المعلمين العالي تفند وتفضح عقيدة الشيوعيين الإلحادية ونظرتهم الإباحية في الشرف التي لم يسلم من قولهم حتى آل البيت. في ذلك الزمن كان الأخوان المسلمون في أوج قوتهم «الترابطية والتضحية والفدائية» كما أني لا أخفي في ذلك الزمن ما تنبأ به «محمود محمد طه- صاحب الحزب الجمهوري» عندما قال..
«الأخوان المسلمون سوف ينتهون عندما يستلمون حكم البلاد!» وكأن نبوءة ذلك المتنبي تكاد أن تتحقق اليوم. ومما يحزن له القلب! ويدمي له الفؤاد أن نرى أفراداً داخل المؤتمر الوطني وهم أخوة لنا في طريق تحكيم كتاب الله في الأرض. ما لنا نرى بعضهم يسيرون في طريق التفرقة التي تؤدي إلى الضعف والزوال.
وبعضهم استطاب لهم التمكين فلا ينظرون إلا من الاستعلائية والانفراد بكل شيء فهم بذلك يربون الضغائن والحقد الذي يؤدي إلى التفرقة والضعف والزوال. أخوتي أين أنتم من جيل الستينيات..؟ الذين كانوا يركبون المواصلات الشعبية مع عامة الشعب! لأنهم تربوا بأدب الأسر المدرسية وبكتب معالم في الطريق وجاهلية القرن العشرين ووصايا حسن البنا.
كانوا أخوة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً وكانوا حزمة واحدة معصومة من التفرقة بفضل التربية الإخوانية الرشيدة التي من دعائمها «التضحية والترابط والطاعة للجماعة» مالي أراكم تتفرقون كما تفرقت أيادي سبأ عندما انهار سد مأرب العظيم.
أما قولنا عن المذكرة الإصلاحية التي رفعها أخوة لنا في المؤتمر الوطني لرئيس الجمهورية.
أننا نحمل أصحاب المذكرة التفرقة لأن مذكرتهم تسير بنا في طريق التفرقة، وأيضاً نحمل أصحاب القرار النافذ في المؤتمر الوطني التفرقة لأن استعلاءهم وعدم الحوار مع زملائهم أيضاً يؤدي إلى التفرقة. إذن كل منهما له يد في التفرقة وكلاهما له أخطاء جمة واليكم أخطاءهم..
أخطاء أصحاب المذكرة الإصلاحية:1/ أنها رفعت في حالة عدم استقرار امني مع توقيت المظاهرات التخريبية، وهي بلا شك دفعة قوية في صالح المعارضة والجبهة الثورية والحاقدين، وهذا ما لا نقره أبداً ونستنكره.
2/ هذه المذكرة مكسب وقوة للمعارضة لأنها تؤيد حجتهم بفساد حكم المؤتمر الوطني وحجتهم «وشهد شاهد من أهلها» انتم أصحاب المذكرة.
3/ أصحاب المذكرة يقولون إن مذكرتهم إصلاحية ولكنها في حقيقة أمر تقديمها هي أقرب للدعوة للتظاهرات وأسقاط الحكم منها للإصلاح.
4/ أن خروجهم وعدم اتباع المسير حسب السلسلة الإدارية ووفق أطر قواعد المؤسسية الحزبية تكون مثل الخمر ضررها أكثر من نفعها.
5/ نشم في مذكرتهم تبني حراك اليسار والمعارضة والجبهة الثورية واضحاً في مذكرتهم- مثل إطلاق الحريات ومحاسبة المتورطين في الأحداث الأخيرة، وهي إشارة غير مباشرة لحكومة المؤتمر الوطني بأنها متورطة.
6/ تصريح الناطق باسمهم د. أسامة توفيق «نرغب التنسيق مع المهدي والترابي» وهو يدل على رغبتهم في الانتماء إلى تجمع المعارضة العلمانية التي يرأسها الشيوعي فاروق أبو عيسى، وهذه ردة ورجوع عن تحكيم كتاب الله.
7/ أن طرح آرائهم على أجهزة الأعلام الصحفية والاسفيرية تدل على أنهم لا يحكمون عقولهم بل يحكمون العواطف الحمقاء التي تزيد الثوب فتقاً. وليس هذا من الحكمة ولا من السياسة الرشيدة.
8/ والقشة التي قصمت ظهر البعير هو إعلان غازي بتكوين حزب جديد لهم.
أين أنتم من أخوان الأمس الذين صقلتهم تربية الأسر ووصايا حسن البنا التي قوامها التضحية والترابط والطاعة للجماعة واحسرتاه..! تفرقت أيادي سبأ.
أما أخطاء المؤتمر الوطني فهي:1/ الذين قدموا المذكرة لا نشك بأنهم اخوة لنا في المؤتمر الوطني، ويجب علينا مناقشة مذكرتهم بحكمة لأن لهم تاريخ وأيادي على المؤتمر الوطني، من أعمال وتضحيات ظاهرة كان على الحزب أن ينظر إليها بعين الاعتبار وسالف تضحياتهم.
2/ لا نشك ان دعوتهم كانت للإصلاح، ولكنها كانت بطريقة عرجاء كما ذكرنا آنفاً. وسبحان من لا يخطي ورب العزة تجاوز عن سيئات من عمل عملاً صالحاً وآخر سيئاً. فنحن البشر يجب ان نتجاوز عن سيئات أخوتنا.
3/ أما قول الحزب في الذين تم توقيفهم «من أراد منهم ان يعود إلى الحزب لابد أن يعتذر!» وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الاستعلاء في أسمي معانيه.. وأيضاً يدل على أن الحزب عزم على طلاقهم( طلاق بينونة كبرى) لا رجعة فيها وهذا ما يزيد من التفرقة والحقد وليس من الحكم الرشيد.
4/ أرى أن المؤتمر يسير على نبوة «محمود محمد طه صاحب الحزب الجمهوري» التي قال فيها «أن الأخوان المسلمون سوف ينتهون عندما يتسلمون حكم البلاد» والدليل على ذلك وقفة الرابع من رمضان التي أدت إلى تقسيم المؤتمر الوطني إلى نصفين «مؤتمر وطني ومؤتمر شعبي».
5/ وأيضاً مذكرة السائحين التي مرت بسلام ولكن رغم ذلك تحمل في داخلها مرارات التهميش لتضحياتهم الجسام وانهم عوملوا معاملة الشيوعيين «مغفل نافع».
6/ ثم قاصمة الظهر مذكرة غازي وأصحابه التصحيحية أرى أن كل هذه المذكرات دوافعها الخفية «التهميش التهميش» للذين جاهدوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل المؤتمر الوطني.
أرى من الأنصاف أن يكونوا في الصورة بل من الحق أن يكونوا شركاء.
7/ كما يجب علينا ان ننظر لمذكرتهم بالظن الحسن بأنهم كانوا مشفقين على حكومة حزبهم من عواقب الجراحة الاقتصادية القاسية التي ربما تؤدي إلى موارد التهلكة ولهذا يجب ألا نلومهم على النصح ولكن نلومهم على توقيتها الخطأ.
8/ فليعلم إخوتنا أصحاب القرار النافذ في المؤتمر الوطني لولا ستر الله علينا الذي وقانا من السقوط بسبب هذه الجراحة القاسية لكنا في خبر كان. ولتعلموا أن السبب الرئيسي في نجاح الجراحة القاسية ليس قبضة الدولة الحديدية بل ان السبب الرئيسي الذي جعل الشعب الواعي لا يتفاعل مع المظاهرات هو أنهم يدركون جيداً أن البديل لحكم البشير ليس حزب الأمة ولا حزب الوطني الاتحادي ولا الحزب الشيوعي بل سيكون البديل لا محالة هو الجبهة الثورية بقيادة جبريل ومناوي والحلو وعرمان الذين يحملون أحقاداً عنصرية، وتصفيات جسدية معدة وجلاء لكل عنصر عربي مسلم في السودان.وأخيراً اخوتي جميعاً في المؤتمر الوطني..
ان حراك التفرقة داخل المؤتمر الوطني التي يديرها أبناءه تجعلني أكاد أصدق نبوة المتنبي محمود محمد طه في الأخوان المسلمين السالفة الذكر. كما تذكرني برؤية الشوم التي قال قائلها..
نوره شافت في رؤاها.. طيره تأكل في جناها
وحيطة تتمطى وتفلع.. في قفا الزول البناها
واعلموا أنكم كغصنًّي شجرة أيهما كسر أوحش صاحبه. والسيف لا يُصان إلا بغمده. ورامي العشيرة يصيبه سهمه سهمه.
أقول لمن شال رأسه على كفيه وأتى بالمؤتمر الوطني حاكماً وقدم أخوه له أعزاء قرباناً لهذا الحكم. أن الأمانة وأمر وحدة هذا الحزب في عنقك وليس في لجان المؤتمر الوطني المنتخبة فقد صارت جميعاً شللية «أدرك سعد فقد هلك سعيد».
واسأل الله أن يكون عضدك في وحدة صف المؤتمر الوطني قدامي شيوخ المؤتمر الوطني جيل الستينيات والسبعينيات فهم البطانة الصالحة.
صحيفة آخر لحظة
بابكر بخيت عثمان
ت.إ[/JUSTIFY]
من شابه اباه ما ظلم
والبخيت اسم من اسماء القرود
[SIZE=5]وبدلا من نبوءة “محمود” هناك قول الله – عز وجل – في آية الأنفال
” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ” 46
ثم اقرأ كتاب واقعنا المعاصر لـ”محمد قطب ”
نقول لبعض جماعة المؤتمر : لعبت بعقولكم السلطة وتبهرجت لكم الدنيا فنسيتم أن كل شيء إلى زوال …
ونقول للدكتور أسامة : هل نسيت مجاهدات إسكندرية وجماعة ” صلاح بنده ” ؟
ونقول لمن شقوا الصف تذكروا المثل : أكلت يوم أكل الثور الأبيض [/SIZE]