مصطفى الآغا

100


[JUSTIFY]
100

الرقم الذي وضعته عنوانا لمقالتي هو رقم أقصر مسافة يجريها الإنسان في الألعاب الأولمبية، وهي فقط 100 متر، أي نحو 200 خطوة لمن أعطاهم الله طولا فارعا، وقد تكون 500 خطوة لقصار القامة أمثالي.

هذه المسافة تنافس عليها الرجال ابتداء من الألعاب الأولمبية عام 1896 في مهد الأولمبياد في أثينا، بينما تنافست عليها السيدات ابتداء من عام 1928 في أمستردام الهولندية.

ورغم أن «بصلتنا كعرب محروقة» في كثير من الأمور التي نستعجل حدوثها، لكننا بعيدون سنوات ضوئية عن الرقم العالمي في جري الـ100 متر والذي يحمله الجامايكي يوسين بولت وقدره 9 ثوان و58 جزءا في المائة وسجله في 16 أغسطس (آب) من عام 2009 خلال بطولة العالم لألعاب القوى في برلين بألمانيا. أما رقم السيدات فما زال صامدا منذ عام 1988 للأميركية فلورينس غريفيث جونيور صاحبة الأظافر الطويلة الشهيرة.

وأفضل رقم عربي على ما أعتقد هو للقطري صاموئيل فرانسيس بـ9 ثوان و99 جزءا في المائة، أي تحت حاجز الـ10 ثوان الشهير الذي كان سابقا يتم تسجيله بساعة «ستوب ووتش» يدوية، رفض الاتحاد الدولي للعبة الاعتراف به وقرر فقط أن الأرقام التي تستحق أن يتم اعتمادها يجب أن يتم تسجيلها من خلال ساعات إلكترونية تحسب الخطأ بأقل من جزء في المائة من الثانية وفي سرعة رياح لا تتجاوز مترين في الثانية، وعلى هذا يكون رسميا الأميركي جيم هاينز هو صاحب الإنجاز التاريخي بكسر حاجز الـ10 ثوان وسجله يوم 14 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1968 في دورة الألعاب الأولمبية في مكسيكو وبلغ 9 ثوان و95 جزءا في المائة، وانتظر حاجز الـ10 ثوان 9 سنوات ليتحطم من جديد بسيقان الكوبي سيلفيو ليونارد تارابول عام 1977 وأيضا في شهر أغسطس، وسجل 9 ثوان و98 بالتوقيت الإلكتروني، ولكنه هو والأميركي هاينز ركضا في أماكن مرتفعة تكون فيها مقاومة الهواء أقل، أما من ركض في أماكن منخفضة وبمقاومة هواء أكبر وحطم الحاجز فهو الأميركي الشهير كارل لويس بـ9 ثوان و97 جزءا في 14 مايو (أيار) من عام 1983 في لقاء مدويستو بكاليفورنيا.

هذه الـ100 متر يمكن أن نكتب عنها «معلقات» وكتبا في كيفية جريها وتحطيمها ونحن ما زلنا نعيش في رياضاتنا على مبدأ «في التأني السلامة وفي العجلة الندامة»، و«ما أطال النوم عمرا ولا قصر في الأعمار طول السهر»، و«الشيشة أفضل من السيجارة» رغم أن الاثنتين أشد فتكا من بعضهما، وللأمانة أعرف نجوما (بالملايين) في عالمنا العربي يدخنون ويشيشون ويلعبون وسط هتافات الملايين الذين يتنفسون أحلامهم من خلال رئتي هؤلاء النجوم.

أقول هذا الكلام بعدما شاهدت كيف احتفت مدينة مانشستر البريطانية وفريقها العملاق مان يونايتد بأحد أهم مشجعيهم على الإطلاق، أسرع رجل في الكرة الأرضية يوسين بولت، يوم السبت الماضي قبيل مباراتهم مع فولهام.

بالمناسبة عندنا مثل يقول «الهريبة ثلثين المراجل»، فوينك يا أبو شهاب تحطم لنا رقم العالم في جري الـ100 متر وتترك بصمة عربية على ما استعصى علينا قرونا؟!
[/JUSTIFY] [email]Agha2022@hotmail.com[/email]