رأي ومقالات

أبوعبيدة عمر : شبهات د. عارف في إنكار المولد الشريف والرد عليها (1)

[JUSTIFY]وقف د. عارف ثماني وقفات مع المحتفلين بالمولد النبوي غشيتها ظلامة الانتباهة وشابها الظن السيئ بأهل الخير والفضل، وقفات من ينظر إليها في العصر الحالي حيث الهجمة الإعلامية على رسول الإنسانية ونبي الرحمة، يجدها خارج نور العقل الراجح والفهم الصحيح. فمن المعروف في التاريخ لم يكن الإسلام يحارَب إعلامياً عن طريق الكتابات والأفلام والأغاني والصور المسيئة للدين، بل إن الشخصيات الإسلامية لم يتجرأ عليها أحد بالإساءة كما هو اليوم، فكيف لا يكون الاحتفال بالمولد في هذا الزمان ضرورة. يجب أن ينظر العلماء إلى المولد النبوي من ناحية المعنى والمضمون والهدف والنتيجة «المؤمن كيس فطن»، نحن نواجه حملة إعلامية وفكرية يستهدف فيها أعداء الدين ذات المصطفى صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وأفكاره في فضاء الإعلام الواسع. ولا تختلف الوقفات التي وقفتها كثيرًا عن ما يفعله أعداء الإسلام من إساءة للدين ولعلماء المسلمين حيث إنها في نظري من التخذيل أو هي مما ينشر الإحباط بين أهل الملة. وردًا على مقالتيك وبما أنني لست من أهل العلم بالحديث وعلوم الشريعة رجعت إلى كتاب «الجامع للأدلة القرآنية والسنة الصحيحة المحمدية وخلاصة الأقوال الفقهية» لجامعة إمام السنة العلامة العبد عبد الله محمد سعيد رحمه الله، واستعنت بتلامذته للحصول على الأدلة ومصادرها. ونبدأ بتوقيف هذه الوقفات فقد ذكر الكاتب الآتي:
الوقفه الخامسة:- ذكر الكاتب فقال «إن هذا المولد فيه مشابهة واضحة لدين النصارى الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح عليه السلام. وقد نُهينا عن التشبه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم» رواه أبو داود والنسائي وابن حبان ومخالفة الكفار فيما اختصوا به من الأصول المهمة في دين الإسلام.
الرد:- إذا كان ذلك كذلك فإن الكاتب غارق في متابعتهم إلى النخاع وذلك أنه صدر اسمه بكلمة «دكتور» وكلمة دكتور كلمة غير عربية وهي مما اختص به النصارى فما باله تابعهم، ثم إن له «إيميل» والإيميل مما ابتدعته النصارى فما له لم يتنزه عنه.
ثم إنه يكتب في الجرائد واليهود والنصارى يتخذون الجرائد ويكتبون فيها فهل تشبهه هذا من السنة أم أنه يؤمن ببعض النصوص ويترك بعضها.
الوقفة السادسة:- ذكر الكاتب:- فقال قال:- صلى الله عليه وسلم: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما انا عبد الله ورسوله»، فقد نهى عن تجاوز الحد في إطرائه ومدحه وبين أن هذا مما وقع فيه النصارى وكان سبب انحرافهم.
الرد:- فالكاتب إما جاهل بلغة العرب أولا يحسن الاستدلال، لأن الإطراء يختلف تمامًا عن المدح وعن تذكر يوم ميلاده وبيان سيرته وفضائله. فإن الإطراء في اللغة: هو مجاوزة الحد في المدح بشيء ليس في الممدوح وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث وإنه كما فعلته النصارى والنصارى قالوا: المسيح ابن الله وجعلوه مساويًا له في درجة الألوهية كما هو معلوم، وأما المسلمون فبحمد الله لم يبلغوا ذلك، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم «لا تمدحوني» بل قال «لا تطروني» وبينهما بون شاسع. وفي صحيح مسلم «2490» عن عائشة قالت: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { لحسان } إِنَّ رُوحَ القُدُسِ لاَ يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحَتْ عَنْ اللهِ وَرَسُولِِه }. وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم شعراء يمدحونه وينافحون عنه منهم: حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة وكعب بن زهير وغيرهم رضي الله عن الجميع وأشعارهم معروفة ولا يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه نهاهم عن ذلك ولا حثا في وجوههم التراب بل أكرم كعب بن زهير ببردة فسميت قصيدته «البردة» وحين أراد عمر رضي الله عنه أن ينهى حسان بن ثابت عن انشاد المدح في المسجد قال له: كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك يعني النبي صلى الله عليه وسلم كما هو ثابت في صحيح البخاري. والاقتداء بهم في ذلك سنة نبوية من صميم الإسلام ليست من النصرانية في شيء. والغريب أن هؤلاء الوهابية يحتفلون بعيد الوطن وبأسبوع محمد بن عبد الوهاب ولا يرون ذلك من البدع ولا من متابعة النصارى.
ثم ذكر الكاتب أشعارًا من المدائح وأن فيها نوعًا من الإطراء ذكر ذلك إما جاهلاً بمعانيها وإما مدلسًا على القراء لإيهام الإطراء وكلاهما شنيع.
وذكر الكاتب: أن القيام لزعم حضوره عليه الصلاة والسلام الذي يردده الختمية «مرحبا بالمصطفى يا مسهلا»
الرد: – فإن القيام والجلوس عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه نص شرعي بالكراهة فضلاً عن أن يكون إطراء وإن كان غير ذلك فعلى الكاتب إقامة الدليل الصحيح. وقد كان السلف يعظمون النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره وقد وجد القيام عند ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم من عالم الأمة ومقتدى الأئمة دينًا وورعًا الإمام تقي الدين السبكى وتابعه على ذلك مشايخ الإسلام في عصره فقد حكى بعضهم أن الإمام السبكي اجتمع عنده جمع كثير من علماء عصره فأنشد منشد قول الصرصري في مدحه صلى الله عليه وسلم

قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب *** على ورق من خط أحسن من كتب
وأن تنهض الأشراف عند سماعه *** قيامًا صفوفًا أو جثيًا على الركب

فعند ذلك قام الإمام السبكي رحمه الله وجميع من في المجلس فحصل أنس كبير بذلك المجلس ويكفى مثل ذلك في الاقتداء السيرة الحلبية «ج 1 ص 137» وقد كان الإمام مالك لا يتكلم في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتنظف ويتعطر ويلبس أحسن الثياب ويجلس ويستقبل القبلة وما ذاك إلا إجلالاً وتعظيمًا لذكر النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان الصحابة أشد تعظيمًا للنبي صلى الله عليه وسلم من السلف كلهم عندما يذكرونه، كما في سنن الترمذي: «أن شفياَ الأصبحي سأل أبا هريرة حديثًا سمعه من رسول صلى الله عليه وسلم ليس بينه وبينه أحد فقال لأحدثنك حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا البيت ما معه أحد غيري وغيره ثم نشق أبوهريرة نشقة شديدة ثم مال خارًا على وجهه قال فأسندته عليّ طويلا ثم أفاق فقال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم … وذكرالحديث مطولاً. صححه الترمذي. انظر كيف تعظيمهم لذكر النبي صلى الله عليه وسلم. وفي صحيح البخاري رقم {2581} عن الْمِسْوَرِ بن مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ قالا خَرَجَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ.. وفيه أن عروة بن مسعود أتى أهل مكة فقال مانصه: أَيْ قَوْمِ والله لقد وَفَدْتُ على الْمُلُوكِ وَوَفَدْتُ على قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ والله إن رأيت مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ ما يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُحَمَّدًا والله إن تَنَخَّمَ نُخَامَةً إلا وَقَعَتْ في كَفِّ رَجُلٍ منهم فَدَلَكَ بها وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ وإذا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وإذا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ على وَضُوئِهِ وإذا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وما يُحِدُّونَ إليه النَّظَرَ تَعْظِيمًا له…….} بل كان السلف يعظمون ذكر الصالحين ناهيك عن النبي صلى الله عليه وسلم روى الإمام الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد {ج 6ص 110} والسمعاني في الأنساب «1/258» والذهبي في سير اعلام النبلاء{7/381} أن أبا زرعة عبيد الله بن عبد الكريم قال سمعت أحمد بن حنبل وذكر عنده إبراهيم بن طهمان وكان متكئًا من علة فاستوى جالسًا وقال: «لا ينبغي أن يذكر الصالحون فنتكئ. » فهذ الإمام يستوي قائمًا أو جالسًا عندما يذكر الصالحون فكيف عند ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يكون في حالة غفلة، وقد أمر الله عز وجل في محكم التنزيل بتوقيره، وتوقير كلامه وسيرته من توقيره، فترك التوقير بأي وجه كان فيه مخالفة لدين الإسلام وهو مما اختصت به الفرق الضالة وأخذته النصارى عنهم وصاروا يبثون الصور الشنيعة لما رأوا في عدم توقيرهم لنبيهم. والله المستعان

ثم ذكر الكاتب أيضًا من الغلو ببيت البصيري وهو قوله:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به *** سواك عند حدوث الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم.

الرد:- فالكاتب جاهل بلغة العرب وقليل الاطلاع فقد بين معناه إمام العربية في هذا البلد الأستاذ عبد الله الطيب رحمه الله وقال: يخطئ بعض الجهلاء ويقول إن البصيري قد كفر بقوله يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم. حيث لم يدروا أن الحادث العمم هو يوم القيامة فإن كل الناس يلوذون به يوم القيامة.إهـ ومعلوم أن كل الخلق يلوذون به صلى الله عليه وسلم ولا ينفرج الكرب إلا به وهذا وارد في أحاديث الصحيحين وغيرهما بالغة حد التواتر من أنكرها كفر كما قال العلماء.

: وأما علمه بعلم اللوح والقلم. فالكاتب منكر لهذا الكلام ويراه شركًا له في الربوبية وهو من محض الجهل وإليك الأدلة
عَنِ بن عَبَّاسٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتاني ربي عز وجل اللَّيْلَةَ في أَحْسَنِ صُورَةٍ أَحْسِبُهُ يعني في النَّوْمِ فقال يا محمد هل تدري فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى قال قلت لاَ قال النبي صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ بين كتفي حتى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْن ثديي أو قال نحري فَعَلِمْتُ ما في السماوات وما في الأَرْضِ………الحديث }

وعن عبد الرحمن بن عائش:مثله وفيه« حتى تَجَلَّى لي {فعلمت } ما في السماوات وما في الأَرْضِ: خرجه الدارمي «2149» وأحمد {4/66-5/378} والطبري في تفسيره {7/247} والطبراني في مسند الشاميين {597} وابن عبد البر في التمهيد {24/322-323} وشرح السنة {924} وفي لفظ: ابن عباس:{ فَعَلِمْتُ ما بين الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ } خرجه: الترمذي برقم {3234} وأبو يعلى {2608} وفي لفظ: عن أبي أمامه: فَعَلِمْتُ في مَقَامِي ذلك ما سَأَلَنِي عنه من أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. خرجه الطبراني في الكبير {8117} وابن عبد البر في التمهيد {24/324} وفي لفظ: عن معاذ: فَتَجَلَّى لي كُلُّ شيء وَعَرَفْتُه. خرجه احمد {5/243» والبخاري في التاريخ الكبير «1554» والترمذي {3235} وكل هذه الأحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم وثابتة عنه فهل يخرج علم اللوح والقلم عن ما في السموات والأرض وعن أمور الدنيا والآخرة وعن تجلي كل شيء له عليه الصلاة والسلام

صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]

‫8 تعليقات

  1. اولا هذا الذي يدعي شيخا رجل انصرافي و قليل الفكرة و المعرفة اذا كان الاحتفال بالمولد بدعة أو ضلالة أو ليس كذلك ماذا نستفيد نحن و ماذا يستفيد الدين من ذلك.
    ثانيا كل شئ من صنع النصارى فماذا صنعت أنت ملبسك و مشربك و مسكنك و أدوات نظافتك و وسائل تحركك كلها من النصارى….. اسكت الله يغرفك.

  2. [SIZE=4][FONT=Tahoma]” وبما أنني لست من أهل العلم بالحديث وعلوم الشريعة رجعت إلى كتاب «الجامع للأدلة القرآنية والسنة الصحيحة المحمدية وخلاصة الأقوال الفقهية»”
    ياخي الكريم وكت انت ما من اهل العلم بالحديث وعلوم الشريعة ماتجي تلبس على الناس دينهم لكن ليك حق تقول الرسول بيعلم الغيب [/FONT][/SIZE]

  3. سئل الشيخ رحمه الله عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي ..
    الإجابة: فأجاب قائلاً : أولاً : ليلة مولد الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، ليست معلومة على الوجه القطعي ، بل إن بعض العصريين حقق أنها ليلة التاسع من ربيع الأول وليست ليلة الثاني عشر منه، وحينئذ فجعل الاحتفال ليلة الثاني عشر منه لا أصل له من الناحية التاريخية.

    ثانياً : من الناحية الشرعية فالاحتفال لا أصل له أيضاً لأنه لو كان من شرع الله لفعله النبي ، صلى الله عليه وسلم، أو بلغه لأمته ولو فعله أو بلغه لوجب أن يكون محفوظاً لأن الله- تعالى- يقول 🙁 إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فلما لم يكن شيء من ذلك علم أنه ليس من دين الله ، وإذا لم يكن من دين الله فإنه لا يجوز لنا أن نتعبد به لله – عز وجل – ونتقرب به إليه ، فإذا كان الله تعالى – قد وضع للوصول إليه طريقاً معيناً وهو ما جاء به الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، فكيف يسوغ لنا ونحن عباد أن نأتي بطريق من عند أنفسنا يوصلنا إلى الله؟ هذا من الجناية في حق الله – عز وجل- أن نشرع في دينه ما ليس منه، كما أنه يتضمن تكذيب قول الله – عز وجل-: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )

    فنقول :هذا الاحتفال إن كان من كمال الدين فلا بد أن يكون موجوداً قبل موت الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، وإن لم يكن من كمال الدين فإنه لا يمكن أن يكون من الدين لأن الله – تعالى – يقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ومن زعم أنه من كمال الدين وقد حدث بعد الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، فإن قوله يتضمن تكذيب هذه الآية الكريمة، ولا ريب أن الذين يحتفلون بمولد الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، إنما يريدون بذلك تعظيم الرسول ،عليه الصلاة والسلام، وإظهار محبته وتنشيط الهمم على أن يوجد منهم عاطفة في ذلك الاحتفال للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، وكل هذا من العبادات ؛ محبة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، عبادة بل لا يتم الإيمان حتى يكون الرسول، صلى الله عليه وسلم ، أحب إلى الإنسان من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين ، وتعظيم الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، من العبادة ، كذلك إلهاب العواطف نحو النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من الدين أيضاً لما فيه من الميل إلى شريعته ، إذاً فالاحتفال بمولد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من أجل التقرب إلى الله وتعظيم رسوله ، صلى الله عليه وسلم ، عبادة وإذا كان عبادة فإنه لا يجوز أبداً أن يحدث في دين الله ماليس منه ، فالاحتفال بالمولد بدعة ومحرم ، ثم إننا نسمع أنه يوجد في هذا الاحتفال من المنكرات العظيمة مالا يقره شرع ولا حس ولا عقل فهم يتغنون بالقصائد التي فيها الغلو في الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، حتى جعلوه أكبر من الله – والعياذ بالله- ومن ذلك أيضاً أننا نسمع من سفاهة بعض المحتفلين أنه إذا تلا التالي قصة المولد ثم وصل إلى قوله ” ولد المصطفى” قاموا جميعاً قيام رجل واحد يقولون : إن روح الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، حضرت فنقوم إجلالاً لها وهذا سفه ، ثم إنه ليس من الأدب أن يقوموا لأن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، كان يكره القيام له فأصحابه وهم أشد الناس حبّاً له وأشد منا تعظيماً للرسول ، صلىالله عليه وسلم، لا يقومون له لما يرون من كراهيته لذلك وهو حي فكيف بهذه الخيالات؟!

    وهذه البدعة – أعني بدعة المولد – حصلت بعد مضي القرون الثلاثة المفضلة وحصل فيها ما يصحبها من هذه الأمور المنكرة التي تخل بأصل الدين فضلاً عما يحصل فيها من الاختلاط بين الرجال والنساء وغير ذلك من المنكرات.

  4. (فكيف لا يكون الاحتفال بالمولد في هذا الزمان ضرورة. يجب أن ينظر العلماء إلى المولد النبوي من ناحية المعنى والمضمون والهدف والنتيجة «المؤمن كيس فطن»، نحن نواجه حملة إعلامية وفكرية يستهدف فيها أعداء الدين ذات المصطفى صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وأفكاره في فضاء الإعلام الواسع.)
    هذا الكلام ينبئ تماماً عمن تكون ومن ولأي جهه تنتمي يامتشدق يامتنطع، تكتب وترد على هواك وتأتي بكلام الحق وتريد الباطل….
    يسألك الله أمام الموقف العظيم كن رجلاً وأجب على أسئلتي التالية بصدق ولو بينك وبين نفسك حتى:-
    1-هل تعتقد من الافضل أن نري العالم مكانة نبينا عندنا كما تزعم بإتباعه واتباع تعاليمه الغراء أم بالرقص والنطيط ومناداة الميتين؟.
    2-هل احتفل الصحابة الكرام ومن تبعهم من التابعين وتابع التابعين ولو مرة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم؟.
    3-هل ترضى لأمك وأختك بأن تذهب الى المولد في وسط تلك الزحمة من الخلق مابين صعلوك وحرامي نشال؟… فاعلم انك اذا رضيت ذلك تكون دخلت في دائرة الدياثة والعياذ بالله.
    4- ولد الرسول صلى الله عليه وسلم وتوفي في نفس اليوم فهل نحتفل أم نحزن… أخبرني عن نفسك ماذا تفعل؟.
    أجب بالله عليك

  5. لم اٌقرأ غير الوقفة الخامسة وحسبي ذلك
    بئس الشيخ انت يا ابا عبيدة عمر وبئس الرد ردك
    الا تفرق يا شيخ بين ما هي امور دنيوية بحته مما هو مباح كاستعمال الانترنت والكتابة في الجرايد واستخدام لفظ دكتور …..الخ
    وبين ماهو ديني تعبدي كالصلاة والاحتفال بالعيدين وتعظيم شعيرة الجمعة…الخ والاخيرة هذه امور توقيفية اي نعملها لانها وردت في القرءان اوالسنة او فعلها الصحابة وتابعيهم ولا يجوز الاضافة لها باي حال

    ان كنت تحتفل بالمولد النبوي كما نحتفل بعيد الاسنقلال او كما يحتفل البعض باعياد ميلادهم فهذا شأنك
    اما كنت تحتفل به كشعيرة دينية فلا حجة لك الا ان تأتي بدليل من الكتاب والسنة

    كم من الناقرين للطار في ربيع الاول يذكر مولد الحبيب المصطفى كل يوم اثنين اقتداء بسنته في الصيام؟

  6. من يحب رسول الله صلي الله عليه وسلم عليه باتباع هديه وسنته وليس بالاحتفالات البدعيه وكلنا وجميعنا يعرف ما يحصل في الموالد من فتن ومنكرات يشيب لها الولدان

  7. انا لله و انا اليه راحعون
    علي العموم الشباب ردوا عليك جزاهم الله خيرا
    انا كنت اريد ان اقرا المقال لكن ركاكة الاسلوب و ضحالة الفكر جعلتني استفرغ ……
    فض الله فاك يا كاذب
    اذكرك بقول الله تعالي (( )وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ) اتق الله و اصمت

    اتحداك ان تذهب الي احد الميادين التي يحتفل بها ثم تأتي من غير ان ترتكب اثم ؟

    اهل السنة يصومون كل يوم اثنين صياما شرعيا لانه يوم ولد فيه صلي الله عليه وسلم انتم ايها البخلاء احتفلوا يوما واحدا في السنة اخذاكم الله …

  8. رسالتي إلى الدكتور صلاح الدين البدوي الشيخ الخنجر
    وإلى من قرأ مقالته بعنوان: ( عبد الحي يوسف والخط الأحمر )
    وهي في سياق بيان خطورة النهي عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
    وإلى من لم يقرأها أيضا

    كتبها: حيدر عيدروس علي

    الحمد لله ولي الصالحين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، أما بعد:
    فقد اطلعت على مقالة للدكتور/ صلاح الدين البدوي الشيخ الخنجر، بالعنوان المذكور، وهي في سياق بيان خطورة النهي عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ويظهر لي من اسم الدكتور أنه من أبناء ولاية النيل الأبيض، التي أنتمي إليها، وهو أيضا – فيما يبدو لي إن صدق حدسي – من المنتمين إلى المدرسة السمانية التي كنت أنتمي إليها في سنين مضت، موافقة لوالدي الشيخ العيدروس – رحمه الله -، وكان والدي قد أخذها عن الشيخ محمد ود الشيخ مالك، والد شيخي وأستاذي الشيخ ياقوت، وقد نال والدي إجازة منه، كما نلت أنا إجازة من الشيخ ياقوت، وهو أمر يؤهل والدي ويؤهلني لأن يكون لنا مسيد كما للشيخ الخنجر – رحمه الله – ولأبنائه، ولغيرهم من شيوخ السمانية، ولكننا أعراب بادية لم نكن نتق إلى ما تاق إليه سائر الناس، فلم نفكر في ذلك البتة، فإن لي عمة اسمها (اليمن بنت عوض الله) كانت تقول عند سماع الرعد: (يا ربي نحن لا عمد ولا سلاطين؛ عربا مساكين)، وإن كان كلامها يحتاج إلى إعراب وتخريج، إلا أنه أقوى وأنفع من السلك الأرضي في صرف الصواعق، وأُشبِّه نعمة الله عليها بصرف الصواعق عنا، بما أنعم الله به عليَّ وعلى والدي في صرفنا عن التفكير في عمل (مسيد العارف بالله سيدي الشيخ العيدروس، وخليفته الهمام العارف بالله سيدي الشيخ حيدر الشيخ العيدروس)، فالحمد لله الذي صرفنا عن مجرد التفكير في ذلك، وما هي إلا خاطرة عرضت أثناء كتابة هذه الرسالة، والحمد لله رب العالمين.
    ولم تكن موافقتي لوالدي وشيخي في أخذ الطريق السماني إلا بعد أن اتفقنا جميعا على أن أنظر في شأن القوم فإن وجدتهم على حق تبعتهم، وإن لم أجدهم على حق نصحتهم وتركتهم، ولي عليهما أن يرجعا إلى الحق إن ظهر لهما، ووالله ما شككت أبدا أن والدي كان سيقبل كلامي ويرجع إلى الحق، ولكنه توفي قبل أن تتضح لي الأمور، فأسأل الله العفو الكريم الغفور الرحيم أن يتقبله بصدقه ونيته، وقبل ذلك برحمته الواسعة.
    وقد أرشدني شيخي بعد هذا الاتفاق إلى قراءة كتاب الرسالة لأبي القاسم القشيري، وكتاب المنقذ من الضلال للإمام الغزالي، وشرط عليَّ أن يكونا بتحقيق فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود الإمام الأكبر شيخ الأزهر رحم الله الجميع، ثم تائية السلوك إلى ملك الملوك لأحمد عرب الشرنوبي، فبهرتني تلك الكتب بما فيها من جوانب طيبة، ولم أكن قد تأهلت قبلها لإعمال النظر فيها، وسبر أغوارها، وأغوار غيرها مما أمرني الشيخ باقتنائه، فعرفت مؤلفيها قبل أن أعرف أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبا الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، وشيوخهم، وإخوانهم في الطلب، وتلامذتهم من حراس السنة المشرفة، وهم الذين فرحوا برسول الله صلى الله عليه وسلم واحتفوا به أفضل وأكرم وأحسن مما يفعله أهل الخرطوم في ميادينها وساحاتها في مثل هذه الأيام من كل عام، والذين أصبح أكثرهم يعرف الحق من الباطل بفضل الله تبارك وتعالى، ثم بفضل جهود الشيخ عبد الحي يوسف وإخوانه من الوهابية والسلفيين وغيرهم من الدعاة المخلصين ممن لا يأبهون بالانتماء إلا إلى الإسلام الحق، بعد أن أضحت المعرفة حكرا على من لا يملكها.
    والحمد لله فقد دار الزمان، فنظرت في رسالة القشيري، ووجدت فيها من الأمور ما يستدعي التنبيه عليه، فقمت بدراسة نصوصها وأسانيدها على نسختين خطيتين، وللحقيقة فإن أبا القاسم القشيري من العلماء الثقات الأجلة، ولكنه ينقل عن ضعفاء في رسالته، فتضمنت أقوالا ونقولا لجمهرة من الكذابين، مثل أبي الحسن علي بن عبد الله ابن جهضم الهمَذاني صاحب كتاب بهجة الأسرار، وأبي الحسن أحمد بن محمد ابن مِقْسم المقرئ، وأبي الطيب محمد بن الفرخان بن روزبة، وعمر بن واصل الصوفي، وأبي بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز ابن شاذان الرازي، وقد أكثر القشيري من الرواية من طريق الأخير تبعا لشيخه أبي عبد الرحمن السلمي، وخلاصة ترجمة أبي بكر الرازي في لسان الميزان تفيد بأنه ادعى أنه من نسل محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، لأن ابن الضريس كان إماما جبلا، مع أن جد أبي بكر الرازي كان أيضا عالما، ولكن لم يكن له شهرة مثل ابن الضريس، مع العلم بأن ابن الضريس هذا لم يعقب ذكرا قط، فوقعت في الرسالة – على غير قصد من مؤلفها رحمه الله – أكاذيب في أبوابها على جهابذة من الأئمة الكرام، مثل؛ عون بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود الهذلي، والإمام مالك، والإمام الشافعي، والإمام أحمد – رضي الله عنهم، أما على أئمة التصوف الكبار من أمثال الجنيد وذي النون المصري، والشبلي، وأبي بكر الواسطي، وأبي يزيد البسطامي، وغيرهم من أساطين الزهد – رحمهم الله – فإن الأكاذيب لا تكاد تحصر.
    وقد اضطررت لذكر هذا التمهيد لأنني والدكتور صلاح الدين كنا نلتقي في الطريقة السمانية، عند الشيخ النور ود عربي – راجل ريبا، رحمه الله – إن لم أكن مخطئا في مشيخة الشيخ الخنجر – رحمه الله، ولا شك أن الشيخ النور ود عربي والشيخ الخنجر والشيخ الإمام من أهل الصدق والعزم، وكذلك كان آباؤنا – كما نظن والله حسيبهم – ولعلهم – من حسن طواياهم – كانوا لا يتوقعون أن أحدا يأكل بدينه، حتى يجرؤ على الكذب على الله تعالى، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى نهج هؤلاء الكرام نشأنا، فعُرف السودانيون في الأوساط الثقافية بأنهم قَرَأة يلتهمون كل كتاب، فراجت الكلمة المشهورة بين الناس: (القاهرة تكتب، وبيروت تطبع، والخرطوم تقرأ)، وينبغي علينا ألا نفرح إلا إذا قيل: (إن الخرطوم تقرأ على بصيرة فتقبل الصحيح، وترفض غيره)، وإلا فنتيجة القراءة المطلقة هو الواقع المؤلم الذي نعيشه الآن في الخرطوم وفي غيرها من بلاد العالم الإسلامي، إلا من رحم ربي!
    أكثر من عشرين سنة أمضيتها في صحبة السمانية وأنا فيها مثلك أخي الدكتور صلاح الدين في حب الصوفية والتصوف، وبغض السلفية والوهابية ومن نحى نحوهم، بيد أنني شعرت بعدها بكل أسف بأن الصوفية – في وضعهم الراهن – لم يعطلوني ويعطلوك أخي الدكتور فحسب، بل عطلوا قبلي وقبلك الإمام الجهبذ جعفر بن محمد بن نصير الخُلدي – راوية الإمام الجنيد – رحمهما الله – وهو من جلة من تخرج بالجنيد، وهو الذي قال: لو تركني الصوفية لجئتكم بإسناد الدنيا، مضيت إلى عباس الدوري وأنا حدث، فكتبت عنه مجلسا واحدا، وخرجت من عنده فلقيني بعض من كنت أصحبه من الصوفية، فقال: إيش هذا معك؟ فأريته إياه، فقال: ويحك تدع علم الخرق، وتأخذ علم الورق؟ قال: ثم خرق الأوراق، فدخل كلامه في قلبي، فلم أعد إلى عباس.اهـ.
    ونتيجة لأنماط من التربية – تعرفها أخي الدكتور صلاح الدين – ما كان لي ولأمثالي أن يستفسروا عن كثير من الأمور خوفا من وصمهم بالتعنت، ولأجل ذلك فقد حبستُ أسئلتي واستفساراتي في صدري فلا تكاد تخرج إلا على حياء، ثم لا تجد مجيبا.
    وفي ظل هذا الاحتشام، والحياء والأدب فقد سلمت في الثاني من شهر شوال من عام اثنين وثلاثين وأربعمائة وألف أسئلة إلى شيخي ياقوت بن الشيخ محمد وفقه الله، فما تلقيت إجابات عليها حتى اليوم، ولا أعشم في إجابته وإن عشت بقدر عمر سيدنا نوح عليه السلام، بل علمت أن شيخي قد غضب عليَّ غضبا ما غضب مثله من قبل على أحد، والحمد لله أنه لم يسلبني نعمة الله عليَّ بالإيمان، ولا قليل علم حصلته بتوفيق الله تعالى، كما يزعم بعض المريدين المغترين في مسايد السمانية وغيرها من الطرق؛ اغترارا بما روجه الشعراني في لطائف المنن، ومن ذلك أن الفرغل المجذوب سلب الحافظ ابن حجر العسقلاني، لما غضب عليه، فنسي الحافظ كل العلوم الزاخرة التي حواها صدره، ولم يعد يذكر منها حرفا واحدا، وهي فرية مضللة أصدرتها القاهرة، وربما أسهمت في طباعتها بيروت، فالتهمتها الخرطوم على عمى، ولا تصح أبدا عن شيخ الإسلام ابن حجر الذي مات ولم ينس حرفا واحدا، ولا طرأ عليه الزهايمر رضي الله عنه، وسأنشر تعليقي عليها وعلى أكاذيب غيرها في كتب الشعراني قريبا إن شاء الله، فترقبها أخي الدكتور صلاح الدين، لتقبلها إن كانت سائغة، أو لتردها إن كانت غير صحيحة، ولا يهمني كما لا يهم الشيخ عبد الحي يوسف أن نوصف بالسلفية أو الوهابية، فهو شرف لا ندعيه، واتهام لا ننفيه.
    كل هذا ونحوه – أخي الدكتور صلاح الدين – جعلني وكثيرين مثلي يحبون فضيلة الشيخ عبد الحي يوسف السلفي الوهابي خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة التي كان يرأسها فضيلة العلامة الشيخ ابن باز رضي الله عنه، فتخرج منها الشيخ عبد الحي الذي تستهزئ به الآن وبشيوخه وإخوانه، لأنه أشرع بابه لإجابة السائلين، ولم يجعل بينه وبينهم من الحشمة ما يجعلهم يستحيون من سؤاله، ولا من إخفاء التسبيح بالسبحة أمامه، ولا جعل لنفسه من الأُبهة ما يجعلهم يخشون من السلب والعطب.
    ولما كانت أسئلتي التي بعثت بها لشيخي قد طواها النسيان، فإنني أحيلها إلى الدكتور صلاح الدين، ولكن قبل أن أفعل أقف مع مقالته الساخرة وقفة خفيفة، فقد أشار الدكتور إلى ثبوت الحديث الذي ورد فيه (أنه صلوات ربي وسلامه عليه عقَّ عن نفسه بعد البعثة)، وهذا يعني أن الحديث ثابت لا علة فيه، والحقيقة خلاف ذلك تماما، فقد ذكر العلماء فيه خلافا طويلا جدا، يمكن نظره في مسند الحافظ البزار، وشرح مشكل الآثار للإمام أبي جعفر الطحاوي، والسنن الكبرى للحافظ البيهقي، وفتح الباري للحافظ ابن حجر، وهي كتب غائبة عن ساحات أهلنا، ولا شك أن دراستها والعكوف عليها من أحسن أنواع الاحتفاء والفرح بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل تبصرهم كيف يكون الاحتفال والفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم، أما الاحتفال بالمولد على النحو الذي يجمع بين (الحاوي، والغاوي)، فهو يصرفني ويصرفك يا فضيلة الدكتور عن لذة حراسة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من عبث عبد الله بن المحرَّر الجزري الذي ركله علماء الحديث بسبب روايته لحديث العقيقة المذكور، ويحفظني ويحفظك من سرقات داود بن المحبَّر الذي روى نفس الحديث من الطريق الأخرى التي اغتررت واغتر بها كثيرون غيرك، فوجدتم فيها بصيص قبس لصحة إسناد الحديث المذكور، باعتبار أنه ثابت عن الهيثم بن جميل رحمه الله، والهيثم وإن كان ثقة جليل القدر فقد تغير وترك، وإلى ذلك أشار الحافظ ابن حجر في التقريب، ويعضده ما قاله الحافظ ابن عدي في الكامل، وما أحسب أن رواية عمرو بن محمد الناقد، وأحمد بن مسعود الخياط، والحسن بن عبد الله بن منصور البالسي لهذا الحديث عنه إلا في وقت تغيره، لأن الحسين بن نصر رواه عنه فخالفهم في إسناده، والوجهين محل الاختلاف تجدهما في شرح مشكل الآثار للإمام الطحاوي، ولعل هذا ما أغرى السارق المعروف داود بن المحبَّر فشاركهم الرواية، ولو كان هذا الحديث صحيحا لما كان رأي الإمام مالك – رضي الله عنه، وهو أعرف الناس بأحاديث المدنيين – لما كان رأيه في وجوب العقيقة على النحو الذي تعرفه أخي الكريم، فقد ذكر ابن رشد في البيان والتحصيل أن مالكا سئل عن العقيقة عن الكبير، فقال: أرأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لم يُعق عنهم في الجاهلية، أعقوا عن أنفسهم في الإسلام؟ هذه الأباطيل.اهـ. وحديث الهيثم بن جميل رجال إسناده الثلاثة مدنيون، ما عدا الهيثم نفسه، فكيف يقال إن مالكا يجهل حديث أهل المدنية؟! والحافظ البيهقي لما روى هذا الحديث من طريق عبد الله بن المحرَّر، أشار إلى الوجه الآخر وهو رواية الهيثم، فقال عقب ذلك: وليس بشيء.اهـ. فيا أُخي اركب معنا ولا تقتدي إلا بالسلف، فطريقهم أسلم وأقوم، ولا عاصم اليوم من الجهل إلا في اتباعهم، وكن كما قال شاعركم: (ما عجبوني ديل ما عجبوني ديل عجبوني الفاتوا قبيل).
    إن أسئلتي السجينة إليك فضيلة الدكتور صلاح الدين، هي طليعة كتابي الحزين (الكاشف في أسانيد الطرق الصوفية)، والذي تتبعت فيه إسناد الإجازة التي أجازني بها شيخي الأستاذ الشيخ ياقوت لتسليك المريدين، مما يراد به تأهيلي للتصدر لإرشاد السالكين المساكين الذين يقنعون من الذكر بالهمهمة والطمطمة، وذكر الأنفاس، فركلتها لما وجدت فيها قريب الله السائح، وعائذ الفاتح، وزاد نفوري عنها لمَّا علمت أن الدار التي يسكنها محمد بن عبد الكريم مؤسس الطريقة السمانية ليست هي بدار سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كما ادعى، فضلا عما قيل بأنه من ذرية الصديق، وكل ذلك يهون أمام الطامة التي تمثلت في حديث مكذوب خطه محمد بن عبد الكريم السمان في كتابه (النفحات الإلهية في بيان سلوك الطريقة المحمدية)، متفردا به عن أي مصدر آخر، ولم أجده حتى في كتب الموضوعات المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث لو اعتقده المريدون لخرجوا من رحاب الإيمان وحلاوته إلى ساحات الزندقة وظلماتها، وهو في الصفحة السادسة عشرة من الكتاب المذكور الذي طبع في مطبعة الآداب والمؤيد بمصر في سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف من الهجرة المباركة، أي قبل أكثر من مائة سنة، فيا ترى كم سالك سلك بهذا الحديث طريقه إلى الضلال والزندقة، وفحوى الانحراف في هذا الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم تكمن في الرد على سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما سأل عن أمثل الطرق – كما زعم السمان – فجاء الرد المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا علي عليك بما نلتُ به النبوة! فقال: وما هو يا رسول الله؟ فقال: مداومة ذكر الله تعالى في الخلوات …)، ثم ألحق به بعض نص حديث في صحيح مسلم حتى ينخدع من ينخدع، فيظن أن النبي صلى الله عليه وسلم نال النبوة بالاستغراق في الذكر، وهو قول الفلاسفة المارقين، والزنادقة الهالكين، ولا عجب إذا علمنا أن الشعراني يوجه بتوقير الفلاسفة وينهى عن الإرزاء بهم، كما صرح بذلك في كتبه، ونقله عنه تلميذه المناوي في ترجمته في الكواكب الدرية، كل ذلك أخي الكريم حملني على تخريج أحاديث كتاب النفحات الإلهية للسمان، وقد وجدت فيه من الموضوعات والمناكير الكثير على قلة مجموع الأحاديث في الكتاب، وسيصدر قريبا بعنوان: (نظم الجمان في تخريج أحاديث نفحات السمان) بعون الله تعالى وتوفيقه.
    وهذه أسئلتي إليك أخي الدكتور صلاح الدين؛ شامخة غير حيية، وأرجو أن تجد إجابات شافية منك أنت وليس غيرك، فقد عجز شيوخ الطريقة السمانية من قبلك عن إجابتها:
    1- من هو قريب الله السائح، ومن أبوه، وأين ومتى ولد، وفي أي قرية عاش، وأين ومتى مات، ولماذا هذه التسمية؟ ومن هو أول من ذكره وأورده في الإسناد السماني؟
    2- من هو عائذ الفتاح؟ ومن أبوه، ومن أي بلد هو؟ ومتى ولد ومتى مات، وما هو مدلول لقب الفتاح؟! ومن هو أول من ذكره وأورده في الإسناد السماني؟
    مع العلم أن هذين العلمين مجرد مثالين لكثير من الأسماء المهملة في إسناد الإجازة السمانية، وما أحسبهما من بني آدم.
    وأرجو ألا تتكئ على كلام الشيخ الحفيان – رحمه الله – في النظرات، فقد رددت على ذلك بتتبعي لأسانيد ابن عقيلة ووجدتها هي نفسها لا تُكِنُّ من قر ولا حر، فلذ بغير نظرات الحفيان، فإنها لا متكأ لك فيها ولا راحة، فإن الكاشف قد كشف عن سجف السند السماني، وإليك رشفة طيبة منه، هي أحلى لك من رشفات المدام؛ فإنني في معاناتي في تدوين الكاشف وجدت نسخة من (المواهب الجزيلة في مرويات ابن عقيلة)، ذكر فيها أنه (أخذ عن الشيخ قاسم بن محمد البغدادي، وقاسم أخذ عن علي القادري، وعلي القادري أخذ من يد ابن عمه السيد إبراهيم القادري…)، ولم أجد ذكرا لعائذ الفتاح، ولا لقريب الله السائح في المواهب الجزيلة، فإن لك أجرا عظيما إن أسعفتني بأول من قال: إن قاسم البغدادي أخذ من عائذ، وعائذ أخذ عن قريب الله، وأزيدك من الشعر بيتا؛ فأنني أميل إلى أن قائل ذلك هو محمد بن عبد الكريم السمان، ولا أحد غيره!
    3- الإسناد في فرعكم السماني والفرع الذي كنت آوي إليه، فرع الشيخ الإمام – رحمه الله -؛ يقول: إن أبا الفضل التميمي أخذ عن أبي بكر الشبلي – رحمهما الله -، ولكن أبا الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمي ولد بعد وفاة الشبلي بنحو ست أو سبع سنين، ويتبين ذلك أخي الكريم بالنظر في تاريخ بغداد فقد ترجم الخطيب للرجلين، وهذا الانقطاع البين في السند هو أحد أسباب عدة في زهدي في الإجازة، وخروجي عن الطريق السماني.
    ولما سلَّم ابن عمي فوزي عثمان ود رحوم أسئلتي إلى فضيلة الدكتور الشيخ الجيلي الشيخ الحفيان – قواه الله على الإصلاح والتصحيح الصحيح إن عزم على ذلك كما روى عنه بعض الأفاضل – قام بإحالتها إلى دائرة البحوث السمانية، فذكروا أنهم وجدوا في كتاب طبقات الأولياء للحافظ ابن الملقن أن أبا الفضل التميمي أخذ عن والده، ولكنني لم أقنع بهذه النتيجة من دائرة البحوث السمانية، لأنني أعلم أن والد أبي الفضل من الكذابين المعروفين كما في ترجمته في تاريخ بغداد أيضا، وقد أثبت كذبه الإمام الحافظ أبو الحسن الدارقطني، والحافظ ابن شاهين، ذكر ذلك الحافظ ابن رزقويه، ودونه الخطيب البغدادي في التاريخ أيضا، وليس لك الحق أن تنهال على الخطيب بالسباب كما فعل الكوثري، فإنني أحسبك تخشى من ذهاب حسناتك التي ستضاف في سجل حسنات الخطيب من حيث لا يحتسب رضي الله عنه، وإن كان هو فيما هو فيه من فضل الله وكرمه ورحمته ليس بحاجة إليها إن شاء الله!
    وسؤالي: كيف يقبل الدكتور صلاح الدين البدوي، والشيخ الدكتور الجيلي الشيخ الحفيان، وشيخي الأستاذ الشيخ ياقوت، وشيوخ السمانية قاطبة مثل هذه الوصلة الفاسدة، بعد أن طواها الزمن المديد، ثم يعدل الإسناد بعد مئات السنين؟ إنها ورطة لم يقع في مثلها الشيخ عبد الحي، ولا أحد من السلفيين الوهابية، فهل في الإمكان الرجوع إلى الحق؟! ووالله إنه ليغلب على ظني أن الحافظ ابن الملقن – رحمه الله – برئ من هذا القول، وما أرى ذلك إلا من مطابع بيروت والقاهرة، التي لم تجد في الخرطوم من يتأمل، وينتدب لحراسة دين الله من عبث الكذابين، وهي ثغرة فُتحت بعد موت كبار الحفاظ من أمثال الشهاب ابن حجر العسقلاني، والشمس السخاوي، والجلال السيوطي – رحمهم الله – ليجئ مثل داود روبيني اليهودي الحاقد إلى سنار – بعد موت آخرهم وهو الجلال السيوطي بسنوات قليلة جدا فيزعم بأنه مسلم، وأنه من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيجد التكريم عند الملك عُمارة دنقس وأهل سنار، ولو لا لطف الله بأن غيض أحد أشراف مكة الذي تصادف وجوده في سنار مع زيارة داود روبيني ليكشف عن أمره لكان في إمكانه – فيما هو محتمل – أن يأخذ العهد من الناس على الطريقة الداودية الروبينية – وانظر أخي الدكتور صلاح الدين كتاب السودان عبر القرون للأستاذ مكي شبيكة – رحمه الله – صفحة (59 وما بعدها)، ولكنه لما لم يفعل جاء بعده تاج الدين البهاري بالطريقة البهارية فذبح الخراف فداء لمن يأخذ عنه البهارية من أهل السودان المحبين، فأضاف لك سؤالا آخر عن معرفة كنه هذا الرجل المحير!
    4- كيف يسوغ القول بأن المدرسة السنجارية التي استغلها محمد بن عبد الكريم السمان وسكنها: إنها هي دار سيدنا أبي بكر الصديق؟! وقد ثبت أن داره رضي الله عنه قد احتواها المسجد النبوي الشريف منذ خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه، بأبرك وأكرم مما احتوى النيل درة الخرطوم، أم أنكم تتفقون معي بأن المدرسة السنجارية هي الزواية القادرية التي كانت للشيخ محمود القادري، كما ورد في تحفة المحبين والأصحاب لأبي زيد الأنصاري، وهي التي طُرد منها الشيخ محمود المسكين، فخرج هائما على وجهه يستجدي العشيرة إلى أن مات في بغداد، قبل أن يعود إلى زوايته السليبة، لتؤول بموته لآل السمان سطوا وجورا، ثم قيل بهتانا وزورا: إنها دار الصديق رضي الله عنه، إنه مربط الفرس أيها الولد المحب!
    ويمكنكم أخي الدكتور صلاح الدين للوقوف على هذا المكر الرجوع إلى فتح الباري بشرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر، والتحفة اللطيفة للحافظ السخاوي، ولتحفة المحبين والأصحاب بمعرفة ما للمدنيين من أنساب لأبي زيد الأنصاري، وذلك كفاء ما اقترحته لنا من مراجع في مقالك المذكور.
    والعذر معك – أخي الدكتور – إذا كانت السمانية من أسباب عجزك عن الإجابة على هذه الأسئلة، فقد سألت قبلك البروفسور الشيخ حسن الشيخ الفاتح – رحمهما الله – عن بعضها، ولم أجد عنده جوابا، ثم سألت شيخي ياقوت من قبل كما أسلفت عن كثير منها فحار ولم يجد جوابا، ولاذ بغضبة مضرية، ولا عليَّ في ذلك من حرج إن كنتُ على حق، فأنا الذي سمتني أمي حيدرة ونادتني بليث الليوث القسورة.
    إن الإجابة على هذه الأسئلة إذا جاءت بخلاف ما دونته في كتابي الكاشف الساطع، وكانت علمية محكمة مقنعة فسأكون ممتنا لكم كثيرا، وسأرمي بأوراق الكاشف في تنور ابن أبي الحواري – رضي الله عنه – غير آسف على سنين عشر أو تزيد أمضيتها في تأليفه، لكوني أمضيت أكثر من ضعفها حبيس الهيام والظلام، وإلا فلن يظل الكاشف حبيسا في قفصه، لأن من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار، وأسأل الله العلي العظيم أن يكون كاشفا ينير الطريق لكثيرين يمشون في الأرض كمشي السوام.
    أخي الدكتور صلاح الدين الخنجر، إن التزام السنة ليس حكرا على السلفيين والوهابية، بل هو أمر واجب على كل محب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن انحراف الكبار عن السنة والطريق المستقيم بمثل ما ورد في حديث السمان، وحديث العقيقة المتقدمين، والممارسات المنحرفة التي لا إخالك تكابر في نفيها؛ كانت سببا في فتنة كثير من الناس وصدهم عن سواء السبيل، فمنهم من لاذ بالعَلمانية مذهبا، ومنهم من ولى وجهه شطر موسكو فوقع في الكفر والإلحاد، ومنهم من لاذ بباريس ولندن وبرلين فوجد فيها مرابع العشاق، أما الذين لاذوا بالمدنية المنورة، ومكة المكرمة فما عليهم من حرج إذا وصموا بالسلفية أو الوهابية، {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، وأسأل الله العلي القدير أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأختم رسالتي بهدية أرجو أن تقبلها، وهي تتمثل في الخاتمة الحسنة التي وفق الله تبارك وتعالى الإمام الجنيد – رضي الله عنه – إليها، وهي أنه كان قد أوصى عند موته بدفن جميع ما نسب إليه من علم، فقيل له: ولم ذلك؟ فقال: أحببت أن لا يراني الله وقد تركت شيئا منسوبا إليَّ وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم.اهـ. وهي أيضا مما أورده الخطيب رضي الله عنه في ترجمة الجنيد في التاريخ، أما ما نجده من منثورات الجنيد في حلية الأولياء، ورسالة القشيري، وطبقات السلمي، فنشكرهم على المسند منها، وعليك وعلى أمثالك أن تجتهدوا في تنقيته من أكاذيب ابن مقسم، وابن جهضم، وأبي بكر ابن شاذان، حتى لا يساء الظن بهذا الإمام الجليل، وأمثاله من الأئمة، ولسنا ملزمين بكل المعلقات عن الأكابر التي أرسلت بغير خطام، ولنا في الإمام الشافعي أسوة لما قال: يقولون: نحابي، ولو حابينا أحدا لحابينا الزهري، وإرسال الزهري ليس بشيء، وذلك أنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم.اهـ.
    والزهري – كما تعلم أخي الدكتور صلاح الدين – إمام جبل لايقاس به أحد من أصحاب الكتب المذكورة على جلالة قدرهم، ولكنهم ضربوا على مرسلات الزهري، لأنهم وجدوه يروي عن سليمان بن أرقم، وسليمان من المتروكين!
    وفي الختام أسال الله جلت قدرته أن يمتعنا وإياك والسلفيين من الوهابية وغيرهم، وجميع المسلمين بالاحتفاء برسول الله صلى الله عليه وسلم على مر السنين والشهور والأيام، وبالفرح بالإسلام، والذود عن سنة خير الأنام
    إنه سميع مجيب.