رأي ومقالات

سد أسوان العالي المصري وأثاره المدمرة على مصر

[JUSTIFY]إن المشاكل البيئية التي حدثت بمصر و الفجوة الزراعية والمائية التي ستعيشها مصر في المستقبل إنما هي بسبب سد أسوان العالي الذي بنوه وليس بسبب أي سدود أخرى أقيمت على النيل أو أي من ورافده.

لقد تعرضنا في مقالين سابقين (انظر الحاشية في اسفل المقال) إلي الثروات المائية والزراعية في سوداننا العزيز , وقمنا بطرح بعض الأسئلة على المختصين ممن يمثلون السودان بأن يراعوا مصالح السودان ليتجنب كل ما يمكن أن يكون من أثار سلبية على امننا المائي و الزراعي والغذائي والبيئي.

وكنا أيضا قد ذكرنا في تلك المقالات كيف أن إهمالنا في الإدارة الصحيحة لمواردنا الطبيعية والصناعية التي أنعم الله تعالى بها علينا , أدى إلى تدهور حياتنا واقتصادنا وتحولنا من بلد زراعي ومنتج ذو اقتصاد قوي , إلى أمة ضعيفة , تتناهشنا المطامع من جيراننا قبل أعدائنا.

ونرى هذه الأيام فورة مصرية ضخمة, يقوم فيها إعلامهم بشحن شعبهم , بتلفيق أكاذيب برعوا في إبداعها, وبيان أنفسهم أنهم ضحية لظلم قادم من الحبشة , وضحايا لمطامع سودانية في أرض حلايب التي احتلوها ظلما وعدوانا في عهد رئيسهم البائد مبارك.

والتاريخ المعاصر مليء بالأمثلة على تكرار جيراننا في شمال الوادي لهذا النوع من التزوير الفاضح في ضحالته , حتى أن كل ذي عقل وبصيرة وحكمة وأخلاق, يعف عن مجاراتهم في منهجهم الفج. ولعل ما يحدث في أرض مصر في هذه الأيام , من قمع شديد, مسنود بالة إعلامية غارقة في الكذب والتضليل, لهو أكبر دليل على كيدهم الذي لا يفترون عنه.

ونحن هنا لا نريد أن ننساق إلى المستوى الوضيع الذي يمترغ فيه هؤلاء.

ولكننا نريد أن نهيب بالسياسيين السودانيين , سواء من كان منهم في الحكم, أو المستشارية أو المعارضة , أو ممن إحترف الفكر الإستراتيجي والأكاديميين والصحفيين والكتاب الوطنيين : نريد أن نهيب بهم جميعا أن يضعوا مصلحة السودان نصب أعينهم , والعمل بشدة , واستعداد لا مثيل له, لصد الهجوم الفكري, والديبلوماسي والسياسي والقانوني, وربما العسكري الذي سيأتي من جيراننا في شمال الوادي في مستقبل الأيام. وكل ذلك سيكون نتاجا للصعوبات التي ستعيشها مصر بسبب إستراتيجيتها الخاطئة في العقود الماضية.

وكل ذلك مرده إلى أن مصر مقبلة على أيام عصيبة في المستقبل, لن تقل عن الصعوبات التي واجهها السودان خلال الثلاثين سنة الماضية , وربما تزيد. وهذه الصعوبات سببها في الأساس السياسات الخاطئة وقصيرة النظر التي إنتهجها الحكم العسكري في مصر منذ قيام ثورة يوليو في عام 1952 في القرن الماضي. ولن يسمح المجال في هذا المقال القصير لسرد هذه السلبيات ولكننا سنركز على اسوأها الذي سبب لنا الأذي هنا في السودان خصوصا لأهلنا في حلفا, وسبب الكثير من الأذى الحاضر والمستقبل في مصر : إلا وهو مشروع سد أسوان العالي المصري.

إن مشروع سد أسوان العالي مشروع قصير النظر من الناحية البئية , حيث أن تصميم هذا السد كحاجز منيع للمياه وللطمي , وهذا النوع الذي يسمى DEAD STORAGE أدى إلى حرمان أرض مصر من الخصوبة التي نعمت بها الآف السنين على طول ضفتي نهر النيل .

كما أن انعدام الطمي زاد من معدل تاكل دلتا النيل , التي يقيم بها حوالي نصف شعب مصر, حيث يزحف البحر الأبيض المتوسط جنوبا بمعدل مخيف يكاد يبلغ الثلاثين ياردة في العام الواحد. وهذه تعد بكافة المقاييس كارثة بيئية ضخمة. وبالرغم من أن هذه الكارثة البيئية مثبتة في العديد من الأبحاث والمقالات العلمية المنشورة , إلا أننا لا نجد أي اهتمام إعلامي مصري بسلبيات سد أسوان العالي. ولعل ذلك مرده إلى النظرة التمجيدية التي ينظر بها جيراننا في شمال الوادي إلى أنفسهم , وأنهم معصومون من الخطأ.

ولعل من عجائب الحقائق التي يتجاهلها جيراننا في شمال الوادي هو أن السدود التي أقيمت في السودان , وهذا السد الذي ينوي الإثيوبيون بناءه في أرضهم, كلها تساعد في التقليل من الآثار السلبية التي يخلفها سد أسوان العالي في مصر. وذلك لأن السدود السودانية بتصميمها التقدمي تسمح بمرور بعض الطمي مما يقلل من الضغوط على سد أسوان العالي , ويزيد من عمره الافتراضي , الذي ربما لا يتجاوز بضعة عشرات من السنين قبل أن تنطمر بحيرة ناصر تماما بالطمي إلى الأبد.

وربما وجد جيراننا في مصر أنفسهم في موقف صعب يجدون فيه أن خيارهم الوحيد للتقليل من دمار سد أسوان العالي هو إزالته بالكامل حتي يتمكنوا من إنقاذ ما يكمن إنقاذه مما ألحقوه من ضرر بأنفسهم وبإيديهم فقط, كما نقول في السودان (التعملو بإيدك يغلب أجاويدك).
وفي خلاصة الأمرنقول لجيراننا في مصر أن سد أسوان العالي هو سبب مشاكلكم وحل هذه المشكلة هناك في سد أسوان العالي وعلى أرضكم وليس للسودان أو أثيوبيا أي دور أو مساعدة يمكن أن يقدموها لكم في هذا الصدد. وعلى نفسها جنت براقش.

في السابق قال أحدهم: ( الحمد لله الذي جعل السودان جنوب مصر, فلو كانت مصر تقع جنوب السودان لحرمونا من المياه منذ أمد بعيد)– هؤلاء الجيران الذين لم نر منهم إلا السوء على مدى العقود والسنين– يريدون أن يغطوا فشلهم برمي اللوم على غيرهم- وهذا ما يحدث الآن– يريدون أن يظهروا أن سد النهضة والأثيوبيين والسودانيين هم سبب مشاكلهم,, في حين أن ما جلب و سيجلب المشاكل لمصر , هو سد أسوان العالي المصري — الذي صمم ونفذ على عجل دون رؤية مستقبلية– مما انعكس بضرر بالغ على زراعتهم وأرضهم ودلتا نيلهم. فنقولها لسياسيينا في السودان بأعلى صوت — الحذر الحذر الحذر من هؤلاء وما يمكن أن يكيدوه لنا في مستقبل الأيام.

والله ولي التوفيق.

مهاجر في بلاد الله[/JUSTIFY]

‫8 تعليقات

  1. هذا بيت الكلاوي فهل من متعظ، لم نرى من جيراننا في الشمال إلا الخبث والطعن في الظهر وتبير المكائد، وما العقوبات التي يزرح تحتها السودان إلا نتاج مجهوداتهم الدولية، الله يكفينا شرهم بما يشاء، فهم يخطط لهم الآن الصهيونبة العالمية والتي لن ترضى عنهم إلا إذا دخلوا فب حرب مع السودان وهم يهيئون الوضع الآن لذلك، حمانا الله بعزته وجبروته وقوته منهم أجمعين

  2. السلام عليكم مقال قوي ورصين ويتناول موضوع مياه النيل والسدود من زاوية كبرى – وفيه من النصح للمسئولين في السودان – عسى أن يقرؤه بأعينهم ووجدانهم- وكما انه يضع المصريين امام حقائق من صنع أيديهم وستكون السبب في مشاكلهم — وشكرا

  3. الله يكثر من أمثالك مقال ممتاز ورصين ويا ريت الحكومة تنتبه إلى كلام المفكرين والكتاب والسياسيين خارج دائرة السلطة.

  4. احسنت ليت المسؤلين ينتبهوا لذلك يجب تصنيف مصر عدو رقم واحد للسودان وان لانثق فيهم ابدا لاشعب ولاحكومة

  5. السلام عليكم
    ماذا جنى السودان من ما يسمى بالسد العالي؟؟؟؟؟؟؟؟!!!
    1/ تدمير مدينة تاريخية عظيمة (حلفا )
    2/استقطاع جزء من اراضي حلفا
    3/ تخزين مياه السد في اراضي السودان حلفا بالتحديد [B][HIGHLIGHT=#F2F22F]و[SIZE=3]معلوم أن من استغل ارضاً لايملكها فإنه يدفع ايجاراً مقابل عملية التخزين [/SIZE][/HIGHLIGHT][/B]

  6. هذة هى المقالااااااااااات ولا بلاااش مش تقول لى مصر خط احمر ياالهندى عز الدين والله انت طلعتة هندى صحى صحى شوف الكلام دة كيف مظبوط مية مية وموضوعى يخخليك تحتار تقراة كيف (( قال خط احمر قال هه))

  7. السلام عليكم اولا يا اخي معاهدات المياه معاهدات دولية وتتدخل فيها الامم المتحدة وتقسم على اسساس التعداد السكانى ولهذا السبب مصر لها نصيب الاسد الشى الاخر الاهل فى مصر يمرون ببتلاء شديد كونو نقاش موضوع حلايب السودانية مع حكومة ليس لها ادنى احترام للانسان ليس له اى جدوى