تحقيقات وتقارير

مباراة بايرن ميونخ والمريخ والنتيجة المشرفة للسودان

[JUSTIFY]قبل فترة أعلن أن فريق المريخ الفائز بكأس السودان وكأس الدوري الممتاز سيلعب في الدوحة عاصمة قطر في اليوم التاسع من شهر يناير الجاري مباراة دولية ودية مع فريق بايرن ميونخ بطل ألمانيا وبطل أوربا والعالم. ولعل البعض أخذوا يرددون همساً أو جهراً أن المريخ أو أي فريق آخر إذا كان في مكانه سيهزم هزيمة نكراء تسير بذكرها الركبان وتصبح مصدر سخرية على مدى الأزمان، وقد سبقوا الحوادث وهم يجرون مقارناتهم الخاطئة ونسوا أو تناسوا أن هذه المباراة تحقق للسودان مكاسب معنوية لا تقدر بثمن، وقد تحدث اختراقاً تكون له نتائج إيجابية ومادية محسوسة وملموسة في المديين القريب والبعيد. وكالعادة جرت بين إعلام الناديين النديين مناوشات تفاوتت بين المخاشنات والمداعبات والملاطفات ولكن من الواضح إن إدارة نادي المريخ والطاقم الفني للفريق ولاعبيه ومشجعيه في الداخل والخارج قد أخذوا المسألة مأخذ الجد وتعاملوا معها بمسؤولية لأن مجرد إقامة المباراة مع بطل العالم مهما تكن نتيجتها فإنها تعتبر كسباً أدبياً وإعلامياً عالمياً كبيراً للسودان عبر كل الوسائط المرئية والمسموعة والمقروءة يسهم مساهمة كبيرة في تغيير الصورة الذهنية عن السودان في الغرب. وأن الآلة الإعلامية الغربية الأخطبوطية رسمت صورة سيئة عن السودان وبثت سموم حقدها وأكاذيبها عن سفك الدماء والتصفيات العرقية والاضطهاد الديني وكلها أكاذيب مختلقة إذ لا يوجد هذا الاستئصال العرقي إلا في عقولهم المريضة، وأن السودان منذ القدم يتمتع بتسامح ديني لا مثيل له في المنطقة والإقليم، وعندما تتجه أنظار الغربيين للفضائيات المختلفة لمشاهدة هذه المباراة ستتبدد أوهامهم تلك وهم يرون أمامهم لاعبين سودانيين من مختلف الأمشاج والملل والنحل ولا يمكن لدولة غارقة في الدماء المسفوكة أن تمارس فيها الرياضة ولعبة كرة القدم بهذه الطريقة مما يدحض تلك الافتراءات. وأن الرياضة تلعب دوراً كبيراً في إذابة وإزالة جبال الجليد في العلاقات بين بعض الدول كما فعلت مباراة في البنج بونج بين أمريكا والصين، وكانت سبباً ومدخلاً للاعتراف بينهما وتبادل الزيارات على أعلى المستويات والتي تبعها تبادل للتمثيل الديبلوماسي وتطبيع العلاقات بين البلدين، وبذات القدر نأمل أن تسهم المباراة بين المريخ وبايرن ميونخ في إحداث اختراق وتغيير للصورة الذهنية السالبة لأخرى إيجابية توطئة لفتح صفحة جديدة، ومما هو جدير بالذكر أن الحملة الإعلامية المسعورة ضد السودان كان لألمانيا قصب السبق في إطلاق شرارتها الأولى ثم إشعال نارها بتحريض من بعض أبناء السودان العاقين، ونأمل أن تنجح الرياضة عبر هذه المباراة الهامة في المبادأة والمبادرة في إزالة تلك العقابيل وتكون قد لعبت دوراً مقدراً في الديبلوماسية الشعبية.

وشهد السودان في تاريخه الحديث إقامة مباريات هامة أضحى الجيل بعد الجيل يرويها ومنها المباراة التي أقيمت في منتصف خمسينات القرن الماضي بين فريق الهلال وفريق الهونفيد المجري بقيادة كابتنه اللاعب الشهير بوشكاش، وكان يلعب للهلال نجمه الساطع صديق منزول وبقية الأفذاذ وولجت في شباك الهلال أهداف عديدة ولم تكن النتيجة مهمة ولكن إقامة المباراة في حد ذاتها تعتبر حدثاً رياضياً تاريخياً هاماً. وكتب بعد سنوات طويلة عن تلك المباراة الشاعر الراحل الأستاذ النور عثمان أبكر الذي ذكر أنه كان يومئذ طالباً بمدرسة حنتوب الثانوية، وكان ناظرها مستر براون حازماً ويسود المدرسة انضباط مع منع تام للغياب إلا بإذن لأسباب قاهرة مقنعة، ومن يغيب بغير إذن فإنه يعرض نفسه لعقاب صارم. وذكر الأستاذ النور أنه توكل على الله سبحانه وتعالى وجازف بمصيره متوقعاً عقوبة الجلد أو الفصل واعتلى ظهر أحد اللوارى واتجه من ود مدني للخرطوم وكان الوصول إليها شاقاً في ذلك الوقت، وحضر المباراة وعاد لحنتوب وذكر أن ميدان أم درمان الذي أقيمت فيه تلك المباراة التاريخية امتلأ عن آخره حتى لم يعد هناك موضع لقدم بعد بدء المباراة وقد أتى مشجعون كثيرون من بعض المدن بالقطارات أو باللواري والبصات على قلتها في تلك الأيام وهذا الاهتمام يؤكد أنها كانت مباراة تاريخية.

ومن المباريات التي وجدت اهتماماً كبيراً وما زالت مختزنة في ذاكرة الكثيرين، تلك المباراة التي أقيمت في عام 1973م بين فريق الهلال الذي كان يقود لاعبيه كابتن جكسا وفريق سانتوس البرازيلي الذي كان يضم اللاعب الأسطورة بيلية الذي كانت شهرته العالمية وشعبيته تفوق شعبية كل رؤساء دول أمريكا اللاتينية التي ينتمي إليها، وكانت أنظار كل المشجعين والمشاهدين متجهة للشاشة البلورية وشاهدوا اللاعب الشهير بيلية وكان كالأسد ولكن اللاعب شواطين شدد رقابته عليه وقيد حركته ومنحت تلك المباراة شواطين وهجاً إعلامياً وارتبط بها ولولاها لسقط من الذاكرة فور اعتزاله للعب، ولكن تلك المباراة كانت بالنسبة له كمكرمة آل تغلب التي أنستهم كل مكرمة وتمنى الكثيرون في تلك المباراة أن يدع شواطين بيليه ليصول ويجول في الميدان وتساءل البعض ليلتئذ هل كان بيلية متكبراً في تلك المباراة أم حسب أن مجرد مشاركته فيها تكريم للفريق الخصم والمشاهدين أم انه كان حذراً خشية أن تكون من مرامي شواطين هي كسر رجله متعمداً أو تعويقه بأية صورة فآثر السلامة، ولكنه عندما تحرك نتج عن تحركه هدف ذهبي في مرمى الهلال. وقد ظلت تلك المباراة التاريخية محفورة في أذهان جميع من شهدوها مباشرة أو عن طريق الشاشة البلورية.

وأن المباراة التاريخية الأخيرة بين المريخ وبايرن ميونخ قد وجدت اهتماماً بالغاً منقطع النظير في الداخل والخارج، وكان تشجيع السودانيين داخل استاد جاسم بن حمد بن خليفة بالدوحة تشجيعاً حماسياً قوياً بدوافع وطنية خالصة وهم يدركون أن فريق المريخ يحمل شعلة السودان ويرفع اسمه وذكره خفاقاً في ذروة شامخة في تلك المباراة مع بطل العالم التي تبثها القنوات والإذاعات في كل أرجاء العالم، وكانت مباراة قوية من الطرفين أسكتت كل التخرصات التي رددها البعض همساً قبل المباراة بأنه ربما تحدث مهادنة من بطل العالم، ولكن ثبت أنه لعب بكل حماس وخرج بعض لاعبيه وعلى وجوههم بعض سمات الحزن والغضب لأن فريق المريخ لعب بقوة ونافسهم وقد أضاع فرصة لإحراز هدف أو هدفين ولكن بالمقابل فإن حارس المريخ أكرم الهادي سليم قد صد عدة هجمات وأنقذ مرماه من عدة أهداف وذكر الجميع بأيام الحارس الأسطورة سبت دودو وصيحات المذيع طه حمدتو «أنت لست سبت فقط بل أنت إسبوع بحاله»، وقد فاز بطل العالم بهدفين في المباراة ولكن الفائز الحقيقي هو المريخ بل هو السودان الذي حصل على هذه النتيجة الباهرة التي تضافرت فيها بانسجام وتعاون جهود كل الأسرة المريخية بقيادة ربان سفينتها الأستاذ جمال الوالي، ونأمل أن يلتقط فريق الهلال وبقية الفرق الكبيرة قفاز التحدي لرفع اسم السودان في المحافل الدولية، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .

صحيفة الإنتباهة
صديق-البادي[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. كﻻم جميييل جدا وسرد للاحداث اكثر من رائع
    التحية ﻻبطال المريخ والزعيم العالمى الذين شرفوا القارة السمراء قبل ان يشرفوا السودان
    وقد اشاد بهم عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقى
    وقد اشاد الفريق العالمى البافارى بمستوى الاحمر ..، التحية والتقدير والاجﻻل لكل من يرفع اسم السودان عاليا فى المحافل الدولية…

  2. دا كلام سياسي ساكت وتطبيل .. نحن ناس رياضيين وأنا مريخابي .. المريخ ماشاف الكورة .. يا جماعة خلوكم ناس موضوعيين .. المباراة ودية وما ممكن فريق يطلب فريق وديا ويمطره بالأهداف .. انا وكل الناس المعاي الحضروا الكورة كانوا متأكدين انو البايرن كان ممكن يضيف أهداف زي ما عاوز في شوارع المريخ العريضة .. الزول القلبو علي المريخ وعلي الكورة السودانية عموماً بيعرف إنو نحن لسه بعيدين من العالمية .. أكرم الهادي لم يكن جيدا كما تصوروه .. أكرم كل ما يطلع لي كورة عرضية بيجليها .. ودي مشكلة لازم المريخ يعالجها .. المريخ حيبقي عالمي لو الناس قعدت في الواطة وشافت الناقص شنو وتمتو .. لكين تركبوا في رأس الأولاد ديل إنو انتو عالميين وأحرجتوا البايرن والله تاني يطلعوا لينا في رأسنا وما يعرفوا يدقوا كورة ولا يسمعوا كلام مدرب .. الكتابة الصحفية يجب أن تكون بمنأي عن السياسة .. عشان ما تخربوا لينا الكورة زي ما خربتوا البلد ..

  3. البايرن عامل حسابه للدوري الالماني وللاصابات مع فريق لا يعرفه ولم يسمع به قبل كدة نسبة استحواذ الكرة 87% الى 13% بعدين المريخ هو المريخ الجديد شنو عشان يكون فريق عالمي …اين الكرة السودسانية من العالمية