منوعات
الحوت يشارك في توزع مليون علم سوداني لحظة تنكيسه بالجنوب
وقال : في بادئ الأمر لأبد من التأكيد علي أن الفنان الراحل محمود عبدالعزيز.. كان فناناً وطنياً غيوراً علي وطنه بصورة عميقة جداً.. حيث أنه شارك في مشروع توزيع علم السودان في ولاية الخرطوم بنشاط وهمه يحسد عليها.. وأتذكر أنني كلفت به فأخطرته بفكرة المشاركة في الساعة الحادية عشر فرحب بها ترحيباً مبالغاً فيه رغماً عن التوقيت الذي يجب أن يحضر فيه لنقطة الانطلاقة من أمام المتحف القومي بالخرطوم الذي كانت ترابط أمامه العربات المستخدمة كمسرح متحرك في الشوارع العامة من مساء اليوم الذي سبق التحرك من هناك وكان أن قلت للحوت الحضور في الزمان والمكان الساعة السابعة صباحاً ونسبة إلي صعوبة التوقيت لم أتوقع أن يتمكن محمود عبدالعزيز من الحضور إلا أنني تفاجأت به يتصل عليّ هاتفياّ في تمام الساعة السادسة والنصف وعندما نظرت في شاشة هاتفي وجدته الحوت يؤكد لي بما لا يدع مجالاً للشك أنه الآن يقف أمام المتحف القومي بالخرطوم ..وأنتم غير موجودين علي حسب ما أشرت لي أمس.. فقلت : امنحني خمس دقائق وسأكون معك في الحال ورغماً عن ذلك قلت في غراره نفسي هل سأتمكن من اللحاق به وأنا الذي لم أتحرك من منزلي بعد إلا أنني استدركت أن لدي سائقي ( الدفارات ) يرابطون من اليوم السابق لحواري مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي لم أكن مصدقاً أنه سبقني إلي هناك بأي حال من الأحوال لذلك قمت بالاتصال بأحد سائقي (الدفارات) وقلت له : أرجو أن تنظر من مكانك أن كانت هنالك عربة تقف بالقرب منكم فقال : أبداً لا توجد أية عربة فقلت : كيف لا توجد والفنان محمود عبدالعزيز كان يتحدث معي قبل دقائق من اتصالي فطلبت منه أن يتأكد بالترجل من العربة والبحث عن بكس دبل كاب في المنطقة المحيطة بالمتحف القومي مشدداً عليه بأن يترك الهاتف مفتوحاً حتى أطمئن علي وصول الحوت فقال السائق في بادئ الأمر : لا يوجد أي شخص قريب منا أو أية عربة فقلت : اصلو ما ممكن فهو أي الحوت كان يتحدث معي قبل قليل من اتصالي بك وأكد أنه في المكان داخل عربة تايوتا ( دبل كاب ) لذلك دقق النظر أكثر حتى تتبين لك الرؤية عن قرب.. وأثناء ذلك قال لي هنالك عربة بكس دبل كاب مظللة يقف علي مسافة بعيدة منا فقلت : أذهب نحوه وكان أن فعل وقال : العربة مغلقة النوافذ فقلت : أطرق له نافذة العربة وكان أن فعل ذلك ثم بدأ في الصياح ( الحوت.. الحوت.. والله العظيم دا محمود عبدالعزيز… لا.. لا ما ممكن ) .. وظل علي هذا النحو دون أن يعود إلي مرة أخري.. عموما تأكدت أنه وصل فتحركت إليه بسرعة شديدة..وعندما وصلت وجدت الحوت أول من كان حاضراً.. فهو كان يوم مفصلي ﻷنه يصادف تنكيس علم السودان في الجنوب ويرفع بدلاً عنه علم الدولة الجنوبية الوليدة التي قررت الانفصال عنا بموجب الاستفتاء الذي اجري وسط المواطنين الجنوبيين.. وقمنا بالتزامن مع ذلك بتوزيع مليون علم متنوعة منها اللاصقة المصنوعة من البالستيك والمصنوعة من القماش في الشمال.. حيث تحركنا في موكب غني من خلاله الفنان الراحل محمود عبدالعزيز وكأنه لم يغن من قبل لافتا الأنظار إليه وللمشروع بصورة مذهلة جداً حيث أنه غني الكثير من الأغاني الوطنية أبرزها ( وطني سأفني هاهنا ).. وكان يرتدي في ذلك الوقت لبسه مفصله علي نسق علم السودان.. وظل يغني في الشوارع بحس وطني عالي إلي أن وصلنا إلي الشيخ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية الأسبق الذي استقبلنا أمام منزله الذي دلف له الدكتورين عبدالقادر سالم وحمد الريح بالإضافة لنا نحن منظمي هذه التظاهرة بقيادة الفريق عبدالقادر يوسف مساعد المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني ومن هناك توجهنا مباشرة إلي منزل الفريق أول مهندس محمد عطا مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني الذي أيضاً استضافنا في منزله بعد أن أصر علينا إصراراً شديداً حيث كان معدة لنا فيه ضيافة كاملة ثم تحركنا منه نحو وجهتنا إلي أن افترقنا أمام المتحف القومي بالخرطوم.
الخرطوم : سراج النعيم
[/JUSTIFY]