سياسية

مسؤول أممي: طرفا النزاع في جنوب السودان ارتكبا “انتهاكات جسيمة” ضد حقوق الإنسان


اتهم مسؤول أممي طرفي النزاع في جنوب السودان بارتكاب “انتهاكات جسيمة” ضد حقوق الإنسان خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد منذ منتصف الشهر الماضي.

وفي مؤتمر صحفي في جوبا، عاصمة جنوب السودان، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إيفان سيمون، إنه زار مدينتي “بانتيو” (عاصمة ولاية الوحدة) و”بور” (عاصمة ولاية جونقلي شرق) فوجد أن “الطرفين مارسا جرائم قتل جماعي ضد المدنيين”.

وأضاف أنه حصّل خلال زيارته لجنوب السودان – التي بدأت قبل نحو أسبوع – علي تقارير تفيد بوجود “اعتقالات تعسفية وارتكاب لجرائم القتل الجماعي، واستخدام الاطفال في الأعمال العسكرية عن طريق استغلالهم كجنود، إلي جانب وقوع حوادث اختطاف وعنف جنسي”.

وتابع: “حدث تدمير للحياة في بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، فالبلدة أصبحت عبارة عن مدينة أشباح”.

وأوضح مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أن “تلك الجرائم ترتبت عليها مآسي إنسانية بالغة حيث تم تشريد ونزوح مئات الآلاف من المدنيين”، مشيرًا إلي أن هناك أكثر من 70 ألف مواطن يطلبون الحماية في مقرات بعثة الأمم المتحدة، وأن 30 ألفًا منهم موجودون الآن بالفعل في معسكرين تابعين للأمم المتحدة بجوبا.

ونوّه إلى أن الأزمة بدأت سياسية، لكنها أخذت بعدًا إثنيًا بعد ذلك.

وذكرت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس)، في تقرير لها، الأربعاء الماضي، أن نحو 355 ألف شخص اضطروا للنزوح في جنوب السودان منذ اندلاع الصراع بالبلد الأفريقي قبل شهر بين قوات الرئيس سيلفا كير والقوات الموالية لنائب الرئيس السابق ريك مشار.

وأوضح التقرير أن الشهر الأخير شهد زيادة ملحوظة في أعداد هؤلاء النازحين، إذ ارتفع عددهم في الأسبوع الأخير من 200 ألف نازح إلى 355 ألفا، تحمي منهم البعثة الأممية ما يقرب من 65 ألفا داخل 10 قواعد أممية بالبلاد.

ومنذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، تدور في جنوب السودان مواجهات بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، وذلك على خلفية اندلاع قتال بين وحدات مختلفة من الحرس الرئاسي في العاصمة جوبا، امتد لاحقا إلى أنحاء أخرى في البلاد، بعدما اتهم رئيس جنوب السودان لنائبه المقال ريك مشار بالتخطيط لانقلاب عسكري لإسقاطه، وأعقب ذلك قيام الحكومة باعتقال عدد من الشخصيات قالت إنها “متورطة في عملية الانقلاب”.

ولم تتمكّن مفاوضات السلام الجارية في أديس أبابا منذ عدة أسابيع، بمشاركة طرفي النزاع، من التوصّل إلى اتفاق سلام في الدولة التي انفصلت عن السودان عام 2011.
جوبا / أتيم سايمون / الأناضول