عذرا.. دعوهم يعملوا
بالأمس كنت أرى أن الألماني كريتسوف دوم مدرب الهلال السابق من أفضل المدربين الموجودين على الساحة العربية، ولكن كثيرا من جمهور الهلال لم يحب هذا الرجل، لأنه، وإن حقق الانتصارات مع الزعيم، إلا أنها كانت انتصارات صعبة وبشق الأنفس، حسب تعبيرهم، وظلوا ينادون بإقالته حتى تجاوبت الإدارة مع جماهيرها (حتى وإن لم تعلن ذلك علانية) و«فنشته». وعندما جاء كومبواريه، وقبل أن يتسلم قيل إن «جلباب الهلال أكبر منه بكثير»، وإن سيرته الذاتية ضعيفة، وحتى قبل مباراة النصر، كان الآلاف يطالبون بإقالته، لأن إقالة المدربين عندنا هي الحل السحري لكل المشكلات على الرغم من أننا مئات المرات أقلنا المدربين ولم تحل المشكلات، لا في الأندية ولا في المنتخبات، ولكننا بتنا على قناعة بأن المدرب هو الحلقة الأضعف لأي إخفاق.
الغريب أننا نطالب بمدربين كبار وسيرة ذاتية (ترن رن) وعند أول مباراة نتدخل في عملهم في الصحافة ووسائل الإعلام وفي المنتديات وحتى على المستويات الإدارية والفنية، وتجد بعض رؤساء الأندية يجلسون إلى جانبه في البنش خلال المباريات، ولا أستغرب أن يقوموا بالتبديلات نيابة عنه في مشهد غريب عجيب لم أشاهده في أي مكان آخر، سوى عندنا وبعض مناطق وطننا العربي.
سبب الحديث أنني يوم الاثنين الماضي استضفت الإسباني راؤول كانيدا، مدرب الاتحاد السعودي، وطلبت من المشاهدين أن يسألوه عما يرغبون في معرفته، عبر «تويتر»، وجاءتني عشرات آلاف الأسئلة، ثلاثة أرباعها يدور حول تشكيلته، ولماذا يشرك فلانا ولا يعطي المساحة لعلان؟ ولماذا لا يلعب 4/ 4/ 2 أو يضع فلانا ظهيرا أيسر وعلانا ظهيرا أيمن؟ وحسنا فعل عندما رفض الإجابة عن كل هذه التساؤلات، قائلا: هذا تكتيكي وخططي ورؤيتي والنتائج هي الفيصل بيني وبينكم، أما لماذا أترك أحمد أبو عبيد على الخط أو أشارك بنور كمهاجم أو أضع سوزا في الناحية اليسرى أو اليمنى فعذرا منكم، فهذه أمور تخصني وحدي.
وقال: أستغرب الأسئلة التي تطالب وتستنكر وتستغرب وضع سوزا في الجهة اليمنى بدل اليسرى، مثلما كان يلعب في فاسكو دا غاما، لأنني شاهدت 50 مباراة لسوزا ولم أشاهده في واحدة يلعب في الجهة اليمنى!!
وقال: «أين وكيف يلعب سوزا أو شافي أو نايف أو غيره.. فهذا خاضع لرؤيتي لكل مباراة وظروفها وإمكانات اللاعب الذي أتعامل معه وليس لرغبة الجماهير أو الإعلاميين»، الذين أطلق عليهم لفظة راقية ووصف بعضهم (بالخلاقين، أي الذين يختلقون تصريحات غير موجودة أو لقاءات وهمية)، ورفض أن يطلق عليهم صفة «مفبركين»، على الرغم من أن المعنى واحد.
فقط دعونا نعمل ثم حاسبونا على النتائج. هي النصيحة التي نستخلصها من كل مدرب نلتقي به؛ فهل نسمعها ونعمل بها ولو لموسم واحد؟!
نقلا عن جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 17-9-2012
[/JUSTIFY]