نضال حسن الحاج : شـــــكــــراً لهذه الروح !!
} شكراً لأنها هي التي كانت حينما لم أكن بعد!!
} شكراً لأنها حاورت الكون وجادلته حتى آمن بوجودك في خاطري وبين أشيائي كلها!!
} شكراً لهذه الروح!!
} هذه الروح التي استمعت لصوتك المخنوق الذي أتى من غياهب الآتي متعباً ومضطرباً، وأيقنت أنك أنت رغم امتلاء الكون بالضوضاء الفارغة!!
} صوتك المسافر عبر أوردة الفضاء يخرج فارداً يد الشوق من ناحية وقابضاً نبض القلب من ناحية أخرى!!
} كل هذه المخلوقات الكونية التي تسبح لله بالعشي والأبكار تدرك معي ما معنى الحاجة والشوق المعاند!!
} هذه الحروف التي حرضتها عليَّ تؤرق نومي ليلاً وتستبيح سكوني نهاراً فتفجر أنهاراً من الهمهمات والكلام!!
} أفواه النار تفتح ذراعي طامة قادمة تدعى البوح!!
} سأبوح بك وألوح بك على مدى الطريق القادم!!
} سألوِّنُ بك فراغات لوحة عجز عن إكمالها رسامو العالم كلهم، فأوكلت أنت لي مهمة إتمامها عبر رواق الذاكرة السري الذي يربط بيننا.
} سميتك ريد
نقاط ووريد
وبيان قرو ناس السوق في السوق..
سميتك روح وبناية ولوح..
مويه وجلد الأفراح محروق..
سكَّتَّ بنات الدم بالهم..
وعلمت ضجيج حوا الماليني يهجّس كلما تمر ويروق..
وبنيت ليك عاشر بيت في البيت.. رحيتلك ما أوتيت من قدرة..
عشم لي بكرة.. والساس كان جد جد أمتن ساس..
كان عرق إحساس..
ووفاء وإخلاص..
تقدير بالكوم.. ومحنة.. وشايلنك في الرأس..
وكيف تاني أسمِّيك المعشوق؟!
} حينما كتبت هذه الأبيات قبيل أيام قليلة، كنت أعاني من حمى العجز، وكان داء الصمت يكتسح مقاومة اللسان وحشرجات الصوت، ويكبل قدرة التعبير علناً، لذا اكتفيت بعبارة (كيف تاني أسميك المعشوق)، فالعشق ليس إلا روح إحساس عميق يخرج من بين أحاسيس عدة، أما ما يربط بيني وبينك فهو ليس روح إحساس، إنما هو أحساس روح!!
} الروح أمرها لا يعلمه إلا الله.. والعشق يعلم أمره كثير من عباد الله!!
} والروح تغادر الجسد المعتل أو السليم وتتركه ميتاً، مما يثبت عظمة شأنها، أما العشق فلا يغادر ولكنه لا يمنح الموت إن غادرك ذات يوم.
} لذا أنا وأنت روح لروح، فدعني أخبر عنك أجيالاً ممن يبحثون عن حقيقة كونية قيمة، أنك أنت قيمة الحقيقة!!
} دعني أحدثهم عن رجل قلما يجود به الزمن، وقلما تسانده ذاكرة القدر في الحضور!!
} دعني أطمئن بك الروح، لأنك ستظل معها هي أكثر من أن تكون معي.. فأنت وهذه الروح، تمثلان روح بقائي!!
صحيفة المجهر السياسي
ت.إ[/JUSTIFY]