سكرتير الحزب الشيوعي حول الراهن السياسي «2-2»
ما هو تقيمكم للتعديلات الوزارية التي قام بها المؤتمر الوطني مؤخرًا ؟
– من يغير جلده.. لا يعني بأنه غير جوهره.. فالوطني غير في جلده فقط علي أساس أن يكون مقبولاً ..لأنه علم بأنه مرفوض من كل الجهات، بل وبدأت تحدث تصدعات في داخله فبالتالي هو في اتجاه أن يلملم أطرافه.. ولكنه لم يغير سياساته التي أدت الي هذه الأزمة .
ولكن التغييرات أتت بشباب لأول مرة يستوزروا!! ومن المعلوم أن الشباب لهم طموحاتهم ؟
– المسألة ليست مسألة أعمار.. بل مسألة عقل كيف يفكر الإنسان وعلي هذا الاساس يجب ان يكون أي تغيير فالعقلية التي فصلت الجنوب.. وادخلت السودان في ازمات ما زالت تحكم حتى الآن!!! لذلك نحتاج الي تغيير أفكار وليس أعمار للمواصلة في تنفيذ هذا العمل .
التنازلات التي قام بها المؤتمر الوطني عبر سحب الثقة من بعض قياداته..! ألم تشجعكم علي التنازل والجلوس مع من خلفهم ؟
– نحن أساساً مع الديمقراطية.. وعندما نقول ديمقراطية نعني أن تكون السلطة في يد الشعب..! وأن يكون هوممسكاً بقضاياه، و لديه تنظيمات في شكل اتحادات ونقابات في سبيل أن يشاركوا في صنع القرار.. وهذا غير مكفول الآن،، فالنظام لم يعط القوى السياسية المنظمة حريتها بالعمل وسط الجماهير، وعلي سبيل المثال جريدة الميدان منذ مايو 2011م لم تصدر! وهنالك كتاب أعمدة ممنوعين عن الكتابه..! وهنالك أيضاً «8» مليون مواطن غير مستقرين في مناطقهم !! فكيف في مثل هذه الظروف نجلس معهم!؟ فنحن وجهتنا ان تكون هنالك ديمقراطية حقيقية، والنظام وجهته أساساً لا ترضى بالديمقراطية..! وتعمل علي قمع الرأي الآخر .
يقال بأن جريدة الميدان وقفت لقلة الإمكانيات وليس لأسباب أخرى ؟
– هذه ليست حقيقة فجريدة الميدان الآن يتم تحريرها وتصل حتى المطبعة، لكنها ترجع من المطبعة، وأصبحت تصدرالآن علي صفحات الانترنت .
لماذا فشلت خطة المائة يوم ؟
– لم تفشل خطة المائة يوم فهي مسار نحو التعبئة ونتائجها، هي تراكم العمل السياسي، فالعمل النضالي هو عمل تراكمي، ولم يكن الهدف منها إسقاط النظام في مئة يوم بل العمل في إطار التعبئة في اتجاه إسقاط النظام، وقد أتت أُكلُّها( فهبة سبتمبر) واحدة من نتائج العمل والانتشار وسط الجماهير، بعد ان استطاعت الأحزاب أن تقيم الندوات والإتصالات مع الجماهير، وأن تنظمهم بصورة جيدة، وهذه الهبّة جزء من التراكم الذي سيؤدي الي اسقاط النظام.. ونحن نتحدث دائماً في الفكر فالثورة لا تعني بأن آخر موجة ضربت السد هي التي تهدمه..! ولكن الضربات السابقة تلعب دوراً كبيراً جدًا لإسقاط السد .
مقاطعة … أحداث سبتمبر كانت تلقائية.. والمتابع يرى أن المعارضة تخاذلت! واذا كان هنالك مشاركة للمعارضة لنجحت التظاهرات ؟
– العمل تراكمي.. و لا ندعي بأننا نملك مفاتح اسقاط النظام أو عدم اسقاطه..! فنحن مع هذه الجماهير في سبيل اسقاط النظام، وكل الذي نعلمه تماماً أن هذا النظام سيسقط في يوم ما، وهو نتاج لتراكم نضالي، وليس صدفة تأتي .
ولكن يبدو أن المعارضة تقف في منطقة لزجة لا تستطيع التحرك منها حتى الآن ؟
– هذا ليس صحيحاً .. فرغم التضييق الذي يحدث فإن المعارضة متحركة، وتعقد ندوات ولقاءات وتتبنى قضايا الجماهير.. وفي الجانب الآخر تعمل تضامناً مع الجرحى والشهداء، وتعمل علي علاجهم، ولها دور ورؤية واضحة في كل قضايا السودان، ولديها برنامج بديل ( ديمقراطي) واضح بعد اسقاط النظام، ومتفقين حول المؤتمر الدستوري .
اذا لم يسقط النظام حتى قدوم الانتخابات.. ألن تغيروا خطتكم و تخوضوا الانتخابات القادمة ؟
– لن نخوض الانتخابات .
كحزب شيوعي أم كتحالف ؟
– كحزب شيوعي، وكتحالف لن نخوضها .
ولكن هنالك من سيخوض الانتخابات من داخل التحالف ؟
– الانتخابات ليست أداة للتغيير..! لأن انتخابات 2010م ماثلة أمامنا، وحتى الجهات التي تسند الانتخابات ومنها المجمع الدولي اعترفوا في العام 2010م بأن هذه الانتخابات لا ترقى إلي المعايير الدولية في إجراء انتخابات..! ومع ذلك اعترفوا بها من أجل أن يقفزوا إلي استفتاء فصل الجنوب، فنحن نحتاج الي تفكيك أجهزة الدولة من يد الحزب..! فالآن الخدمة المدنية والأجهزة العسكرية، والأمنية، والعدلية، والقضاء، جميعها تحت هيمنة حزب المؤتمر الوطني.. فإذا لم تكن هذه الأجهزة قومية، فالانتخابات ستكون (مزورة) .. بالإضافة إلي أن الوطني محتكر الاقتصاد، ومسيطر على البنوك، وبهذه الصورة الدخول في الانتخابات ليس من منطلق (الصورة المتساوية العادلة).
ولكن في المقابل يقال هنالك دعم خارجي يأتي إليكم ؟
– نحن لسنا بالحزب الغني..! ولكننا مستورين وشغالين و«ماليتنا» تتكون من اشتراكات العضوية، وتبرعات الأصدقاء، والقوى الديمقراطية التي حولنا .
ألا ترى بأن سياسة الابتعاد التي تمارسونها تساهم في استمرارية النظام ؟
– أي عمل استنهاضي للحركة الجماهيرية لديه ظروفاً موضوعية وذاتية..! ولكن نتيجة لقمع النظام، ومنع الأحزاب االاتصال بالجماهير قد يؤدي لتأخر الانتفاضة علي النظام، وهذا لا يعني بأن الأمور ستدوم.. فالأحزاب والجماهير تستطيع ان تقتلع حقوقها، والآن قد آن الأوان لإسقاطه..! لأن النظام فقد كل مقوماته .
ظهرت حركة الإصلاح الآن، وأصبحت في خانة المعارضة هل لديكم معهم اتصالات أو مشاورات؟ وكيف تنظرون إلي أطروحاتهم ؟
– لم نلتقي بهم وهؤلاء الإصلاحيين كانوا في داخل الوطني ومسؤولون مسؤولية كاملة، عن ما تم خلال الأربعة وعشرين عاماً ، وبالتالي من يريد أن يصحح لا يكفي أن يعترف بخطئه فقط..! ولكن من الضرورة- أن يكشف عن السياسات التي أدت إلي تأزم السودان، ويضع البديل لها ، وحقيقة ما في شك بأنهم يعبروا عن أزمة في داخل المؤتمر الوطني، وصحوة ضمير في عدد كبير جدًا من عضوية المؤتمر الوطني وقياداته .
هل تعتقد بأن الإصلاحيين سيضيفون للمعارضة ؟
– هذا يتوقف علي مدى نقدهم وتقديرهم لما تم خلال الأربعة وعشرين عاماً .. فقد كانت فيها مآس كثيرة جدًا من ضمنها فصل الجنوب، والحروبات التي ما زالت قائمة والوضع الاقتصادي المتردي، وانهيار المشاريع المروية في الجزيرة، والرهد وحلفا الجديدة، وطوكر، و القاش، بالإضافة للأعداد الهائلة من عقول الشعب السوداني التي هاجرت. فعليه من الضرورة- أن يوضحوارؤيتهم، ويعتذروا للشعب السوداني، وينتقدوا كل ذلك.. ثم بعد ذلك نرى كيف يمكن أن نتعامل معهم .
هل أنتم علي استعداد للقاء الإصلاحيين ؟
الحزب الشيوعي لا يرفض اللقاء مع أي جهة .
حتى المؤتمر الوطني ؟
– لن نتحاور مع المؤتمر الوطني..! فقد جربناه! ولا نرفض الحوارلأننا «مكاجرين» بل- لأننا مجربين!! واتضح لنا بأن الوطني يلجأ الي الأحزاب والقوى السياسية عندما يكون في حالة ضيق لتمرير فترة الضيق وبعد انكشاف الأمر يبدأ يتخلى عن كل ما اتفق حوله! ويسير علي خطه وهو محكوم بأيدلوجية وذهنية محددة، لذلك لا يستطيع ان يغير سياساته .
حوار : هبه محمود:
صحيفة اخر لحظة
[/JUSTIFY]