جــرعة واحــدة من الأنســـولين يوميا لضبط ســـكر الكبار
رسائل مهمة كشفت عنها مناقشات المؤتمر الدولي للسكر الذي عقد أخير بدبي, أولها أن علي المصابين بالنوع الثاني من السكر’سكر الكبار’ أن يبدأو مبكرا باستخدام الأنسولين بطئ المفعول بجرعة واحدة يوميا بجانب العلاج المعتاد بالأقراص حتي يصبح البنكرياس أكثر تجاوبا مع العلاج, ويتم ضبط مستوي السكر وتقليل مضاعفاته, طبقا لتوصيات كل من المجموعة الأوروبية للسكر والرابطة الأمريكية للغدد الصماء, والتي تشدد علي عدم تجاوز نسبة الهيموجلوبين السكري6.5%, وضرورة قياسها مرة كل ثلاثة أشهر للوقوف علي مدي التزام المريض بالعلاج والغذاء خلال الشهرين السابقين للتحليل, وعلي مريض السكر تخطي حاجز الخوف من تناول الحقنة الأولي من الأنسولين. وحذر المؤتمر من أن ممارسة مريض السكر للتدخين يزيد احتمالات تصلب الشرايين لديه بمعدل8 أضعاف مقارنة بغير المدخن.
وكشفت نتائج دراسة دولية عرضها الدكتور إبراهيم عازر أستاذ الغدد الصماء بالجامعة الأمريكية ببيروت حول تصرفات مرضي السكر ببعض الدول العربية من بينها مصر, أن71% من المصابين بالنوع الثاني من السكر يعجزون عن ضبطه, مما يعرضهم لخطر مضاعفاته علي أعضاء الجسم المختلفة, وأن18% فقط ممن يعالجون بالأقراص هم الذين يتمكنون من ضبط مستوي السكر, وأن زيادة نسبة الهيموجلوبين السكري عن6.5% تعني زيادة نسبة الإصابة بتصلب الشرايين وجلطات الدماغ وأمراض العيون والكلي والأعصاب, وأن السمنة بمنطقة الخصر تعد من أخطر العوامل المسببة للسكر, وأن43% من مرضي السكر لم يتم فحصهم لمعرفة بداية حدوث مضاعفاته لديهم, وفي دراسة أخري, أكد أن مريض السكر علي عكس ما قد يظن الأطباء لا يخشي حقن الأنسولين, وأن كثيرا من المرضي بحاجة إلي تثقيف للتعامل الآمن مع المرض.
الدكتور جورج ديلي أستاذ ورئيس قسم السكر والغدد الصماء بجامعة كاليفورنيا وممثل الرابطة الأمريكية أكد أن اكتشاف أهمية وجود نسبة من الأنسولين في الجسم لتفعيل الدواء دفع الأطباء للتفكير في حقن مرضي النوع الثاني بالأنسولين خلال العامين الماضيين, وأوصي ببدء حملات التوعية من المدرسة, حيث يؤدي إدمان الأطفال للكمبيوتر والتليفزيون لانتشار المرض بينهم وزيادة ضحاياه بسبب قلة الحركة.
ويعد الأنسولين العلاج الأكثر فاعلية للتحكم في مستويات السكر بالدم, لكنه يستخدم أحيانا بصورة خاطئة بسبب عدم دقة التشخيص من قبل الأطباء أو عدم التزام المرضي بالوصفة الطبية بدقة, مما يؤدي لتأخير فاعليته.
الدكتور محمد الزهيري أستاذ ورئيس جمعية الغدد الصماء بالأردن, أكد أن السكر هو السبب الأول للعمي في العالم في الفئة العمرية بين20 ـ74 عاما, وحذر من فوضي استخدام الأعشاب التي تنتشر عن طريق الفضائيات والإنترنت لعلاج السكر, مؤكدا أهمية وجود فريق متكامل للتعامل مع مريض السكر يضم بجانب الطبيب المعالج إخصائي تغذية وإخصائي قدم سكرية وأخصائية معالجة نفسية, وأن الشفاء يعتمد في90% من الحالات علي المريض نفسه.
يذكر أن هناك مبادرة أطلقت في العام الماضي تستهدف وضع خطة عمل تتناسب مع كل دولة لتحسين الرعاية الصحية لمرضي السكر في المنطقة العربية بشكل عام, وترمي إلي زيادة الوعي العام حول مرض السكر والاستخدام المبكر للأنسولين, خاصة أن معدلات الإصابة بالمرض في6 من دول المنطقة هي الإمارات والبحرين والكويت والسعودية ومصر وعمان تعد من بين أعلي10 معدلات في العالم, وينطبق ذات الوضع علي هذه الدول فيما يخص بارتفاع نسبة الهيموجلوبين السكري, وهي مرحلة تسبق الإصابة بداء السكر مباشرة.
ويهدف علاج المرض إلي تخفيض نسبة الجلوكوز بالدم وتأخير ظهور العديد من التعقيدات التي ترتبط بظهور ما يعرف بمتلازمة التمثيل الغذائي, وهي حالة ترتبط بأعراض أخري أكثر تعقيدا. ويعطي الأنسولين كبديل للأنسولين الطبيعي للجسم في حالات الإصابة بالنوع الأول وكإضافة لرفع كفاءته في حالة الإصابة بالنوع الثاني, ويكمن الهدف الرئيسي من علاج المرض في تجنب مضاعفاته الجسيمة علي القلب والأوعية الدموية والعيون والكلي والأعصاب والتي قد تحدث دون أن يشعر المريض بها.
صحيفة الأهرام