إبراهيم عيسي البيقاوي : “الوثبة الكبري” هي “الربيع السوداني الخالص” هاكم الادلة
أولاً: حسن النوايا وإصلاح ذات البين:
يتضح من تلك الصورة التي شاهدتها الجماهير السودانية وغيرها من الناس في يوم الإثنين 27 يناير 2014م والتي جمعت إخوان وفرقاء الأمس بنعمة من الله وفضل علي صعيد واحد إخواناً مرة أخري, يصدقها قول الله تعالي :”إذ كنتم أعداءاً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً”. وبفضل الله ذهب الجفاء بل ذهب الفجور في الخصومة. وتحقّقت الآية الكريمة “فإذا الذي بينك وبينه عداوة كانّه ولي حميم”. إن الشقاق الذي الذي وقع بين السياسيين السودانيين خلال السنوات الماضية قد حيّرنا نحن المسلمين البسطاء الذين لا نعرف من معاني الدين إلاّ ظاهرها وهو أن إصلاح ذات البين خير من الدنيا وما فيها, وإن إصلاح ذات البين من صفات المؤمنين كما ورد في سورة “الانفال” بسم الله الرحمن الرحيم (يَسألونَك عَن الأنفالِ, قُل الأنفالُ لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينِكم, وأطيعوا الله ورسولَه إن كنتم مؤمنين – إنّما المؤمنون الذين إذا ذُكِر الله وجِلَت قلوبُهم وإذا تُليت عليهم آياتُه زادتهم إيماناً وعلي ربّهم يتوكلون). صدق الله العظيم وبلّغ رسوله الكريم ونحن علي ذلك من الشاهدين.
تحسن مناخ الحريات:
لا يحتاج المشاهد للحياة السودانية في الفترة الاخيرة ان يلاحظ التحسن المتسارع في مناخ الحرّيات العامة مقروءاً من الإستجابة العارمة لبرنامج السيد الإعلامي الشهير/ حسين خوجلي الذي لا تنقصه الصراحة في الشأن العام. وقد لاحظتُ أن كثيراً من الناس الرسميّين والشعبيّين بما فيهم ربّات البيوت واصحاب البقالات والسيوبرماركت وغيرهم, يتحلق حولهم المشاهدين والمستمعين ويتم تداول ما يتم طرحة وتتم الموافقة والتأمين عليه, مع رفع أكف الدعاء لله سبحانه وتعالي لزوال ما ينتقدونه من أوضاع.
ثم تسارع الإيقاع أكثر بعد يوم الإثنين 27 يناير 2014م يوم ميلاد مشروع الوثبة الكبري لنشاهد لقاءات ثنائية بين الشيخ حسن عبدالله الترابي زعيم المؤتمر الشعبي والسيد الدكتور غازي صلاح الدين العتباني زعيم حركة الإصلاح الآن ونشاهد لقاءاً آخر بين السيد الإمام الصادق المهدي والسيد الكتور غازي ولقاءاً آخر مزمع عقده مع الحزب الشيوعي السوداني ثم نسمع أروع حديث تدلي به المعارضة الرئيسية للنظام وهي تقول: خطاب السيد الرئيس إيجابي سنتفاعل معه وأن نضيء شمعة علي الطريق خير لنا من أن نلعن الظلام. ثم تتقافز إيقاعات الحرية لتنبئنا بأن صحيفة “رأي الشعب” التابعة للمؤتمر الشعبي ستعاود الصدور متي ما وفقّت اوضاعها الإجرائية والمالية والتحية لجهاز الامن والمخابرات الوطني وهو يتجاوب مع مناخ الحريات ويتصاعد الإيقاع ليبلغ ذروته ليقول بأن السيد الدكتور علي الحاج سيأتي إلي السودان قريبا وأن عودته قد باتت وشيكة, زليت كل السودانيين في بلاد الغربة عادوا ومعهم دولارتهم وريالاتهم ودراهمهم ويوروهم لدعم مشروع “الوثبة الكبري” وإسناد بلدهم لإخراجه من الورطة الإقتصادية المحيطة به.
لا للفراغ الدستوري:
مهما كان رأي الشعب السوداني في المؤتمر الوطني ومهما كان رأي المعارضة والحركات المسلحة في النظام فإن الدولة السودانية ومكتسبات الشعب السوداني ينبغي ألّا تكون عرضة لللّمس بأرض المعركة السياسية التي دارت في الماضي أو هي دائرة الآن أو ستدور في المستقبل. علينا أن نتذكر ان الله سبحانه وتعالي قد قال في محكم تنزيله: ({ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{26} تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ{27} الآية آل عمران26). وقال بعض الشعراء :
ملك الملوك إذا وهب *** لا تسألن عن السبب.
ولذلك فإنه من أقدار الله تعالي أن تندلع ثورة الإنقاذ الوطني وأن يحكم المؤتمر الوطني السوداني لربع قرن من الزمان وإذا كان السيد رئيس الجمهورية ورئيس حزب المؤتمر الوطني قد قدّم للشعب السوداني بطوعه وإختياره مشروع الوثبة الكبري بلا شروط وقرّر الدخول في حوار مفتوح مع الاحزاب ومع الشعب فتلك نفحة من نفحات الخير علي الشعب السوداني الطيّب الصابر عليه إغتنام الفرصة وإهتبالها وأن لا يدع الفرصة لمرضي النفوس الذي أعيتهم مرارات السنوات أن يحجبوا القبس الذي جاءت به هذه الوثبة العظيمة. وإذا كان هناك أحد من الناس يمكن أن يتنكر لهذه الوثبة ولا يلومه أحد لكان السيد الإمام الصادق المهدي الذي اُنتزعت منه السلطة وهو الرئيس المنتخب ولكنه ظل المدافع الشرس عن سلمية التغيير وعدم استخدام العنف بل ترك أبناءه وشأنهم ليشاركوا في العمل مع النظام الذي أطاح به وهو رجل الفكر والوسطية والإعتدال الذي تعرفة المنابر والمحافل الدولية. بل لو كان ثمة رجل آخر كان يمكن له ان يرفض مشروع الوثبة ولا حرج عليه وهو الدكتور الشيخ حسن الترابي “أبو الإنقاذ والمؤتمر الوطني” ولكن رشح عن حزبه المؤتمر الشعبي هو قولهم : أن نضيء شمعة خير من ان نلعن الظلام. وعلي ذات المنوال تجد مواقف نبيلة عند الدكتور غازي صلاح الدين والعقد الفريد النضيد من السياسيين العقلاء الآخرين.
لإنجاح ربيعنا السوداني الخالص نريد من السيد رئيس الجمهورية أن يبقي رئيسا للجمهورية لفترة كافية نتمكن خلالها من إعادة هيكلة وتشكيل المسرح السياسي بالصورة التي تسمح لنا بإنتاج نظام جديد حر نزيه متفق عليه يمضي بنا نحو مستقبل مشرق. نرجو أن يحفظ السيد الرئيس مسافة متساوية من جميع الاحزاب مع فطم حزب المؤتمر الوطني من ثدي الدولة وتركه ينمو كما الاحزاب الاخري علي نفقة منسوبيه وينال نصيبه من المسئوليات والواجبات علي قدر برامجه والحجم الحقيقي لعضويته.
علينا ان نحافظ علي الوضع الدستوري القائم ولا نسمح بتاتاً بتفتيت أو تبديد حالة الإستقرار الماثلة فلنقتات الحرية ونصبر علي المصاعب الإقتصادية حتي نبني دولتنا علي أسس سليمة. علينا ألّا نسمح بالفراغ الدستوري في أي مرحلة من المراحل, واعتقد أن تجارب الشعب السوداني الماضية تعينه علي تحقيق هذا المطلب.
ما هو المطلوب الآن:
المطلوب من السيد الرئيس وحزب المؤتمر الوطني الصبر وتحمل كل ما يصدر من الشعب السوداني وأحزابه والمضي قدما بهذا المشروع عالي الجودة والجدوي حتي نهاياته تحقيقاً لمراميه وغاياته.
المطلوب من قادة المعارضة والحركات المسلحة المتمردة قبول مشروع الوثبة الكبري والعمل علي تطويره وعدم وضع المتاريس والشروط التعجيزية امامه ويحق لها ان تستوضح مقدمي المشروع بمنتهي الصراحة والصرامة والوضوح عما يستعصي فهم عليهم حتي لا تتكرر الحوارات التكتيكية الحائرة التي لم تفض في السابق إلي شيء سوي تعميق الفرقة والشتات السياسي والإجتماعي والغنهيار الإقتصادي.
المطلوب من الإعلام والصحافة المسئولة سواء في الفضاءات الإسفيرية أو علي الورق أو علي الشاشات البلورية أن تفتح صفحاتها وابوبها للجميع أحزابا ووشعبا للإستئناس بآرائهم دعماص لهذا المشروع.
المطلوب من كافة دول العالم والمنظمات الدولية المعنية بمثل هذا الشأن أن تدعم منشط السلام مع الحركات المسلحة الذي ابتدره السيد رئيس الجمهورية بالإتفاق مع السيد إدريس ديبي رئيس جمهورية تشاد الشقيقة بدعوة كل قادة الحركات المسلحة لللّحاق بإتفاق الدوحة للسلام .
المطلوب من الشباب أن يصحوا جميعا ويستعدوا لإستلام هذا المشروع من جيل الشيوخ الذي الذي سيحدّد معالمه. علينا ان نأخذ الحكمة من هؤلاء الشيوح ونستعد للإنتقال السلس والسهل للمسئوليات والتجارب والخبرات منهم إلينا.
المطلوب من جميع أفراد الشعب السوداني الإهتمام بهذا المشروع واستنهاض الهمم لدعمه وإسناده لأنه أفضل خيار في الوقت الحاضر لإنجاز التغيير المطلوب نحو الافضل لبلادنا الحبيبة.
وأخيراً أسأل الله سبحانه وتعالي ان يعيننا علي إنشاء نظام ديموقراطي تعدّدي يحترم الجميع ولا يقصي أحداً يحترم الدستور الدائم المتفق عليه ويحترم حقوق المواطنة ويحترم الحريات العامة ويحترم السلطة الرابعة “الصحافة” ويتصالح مع كافة دول العالم إلّا من أبي يحترم ثقافة مواطنية بدون تمييز ويحترم الإدارة الاهلية ويحترم تاريخ الامة السودانية حيث ان أمة بلا تأريخ تعتبر أمة بلا حاضر ولا مستقبل.
وثمة شكر خاص أتقدّم به للقادة الذي قدموا دروساً في ادب الإستقالة وزهد المناصب الدستورية (يقول اهلنا ففي دارفور : حُكُم في ساق ولا مال لي ركبة) التحية للسادة: المشير عبدالرحمن سوار الذهب الذي انحاز للشعب ثم ترك السلطة بعد عام من الإنتفاضة التحية للأستاذ علي عثمان محمد طه الذي استقال مرتين من منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية وهو المفكر السياسي المحامي عفيف اللسان رجل السلام والدكتور الصديق عبدالحميد موسي كاشا الذي استقال عن وظيفته كوالي لولاية أكثر سكانها من أهله. والشكر لكل من يتنازل ويبتعد عن السلطة طواعية.
وأخيراً جداً أتمني أن تصمت الاصوات النشاز وتنهض الاقلام الحرة النزيهة الداعية للسلام والوسطية والإعتدال في السودان.
والله المستعان.
أعدّه المهندس/ إبراهيم عيسي البيقاوي.
م.ت[/JUSTIFY]
جزاك الله خيرا يا البيقاوى و انشاء الله نشوف ربيع اخضر يكون بردا و سلاما علي هذا البلد الطيب اهله …آميييييييييين