خطر تناول الأدوية دون الرجوع إلى الطبيب..
اعطاه الصيدلي نوعا من الكبسولات على اساس انها تستخدم للتخفيف من الوجع الشديد ببطنه وأخبره ان مفعولها ممتاز جدا فأخذ منه بعض الكبسولات ولم يشعر بأي تحسن بعده بل زاد الوجع فذهب الى المستشفى ليكتشف أن الكبسولات التي اعطاها له الصيدلي ليست المناسبة.
هذا ما حدث مع المواطن عمر (37 عاماً ) نتيجة تناوله بعض الكبسولات دون الرجوع لاستشارة الطبيب المتخصص مكتفيا بوصفة صاحب الصيدلية الذي توجه اليه رغم أن مهمة الصيدلية صرف الدواء فقط لا غير
ولكن مايحدث اليوم على أرض الواقع أن صاحب الصيدلية هو الذي يشخص الحالة ويصرف الدواء ويقع كثير من المواطنين بالخطأ نفسه عندما يصاب احد افراد الاسرة بألم فيتوجهون الى الصيدلية مما قد يؤدي الى تعرض حياة المواطنين الى الخطر.
ويتابع عمر لــ” دنيا الوطن”:” لم أكن أدرك حجم الألم الذي اصابني حيث ان وصفة الصيدلية لا تنفع، وكنت مخطئا عند لم اتوجه الى الطبيب المختص بدلاً من الذهاب الى صاحب الصيدلية الذي أيقنت بعده ان مهمته الاساسية والوحيدة هي صرف الدواء فقط”
دواء الصيدلاني ضاعف المرض
في حين ان المواطن بسام(28 عاماً ) الذي وقع في نفس الخطأ يقول:” عندما كان ابني يشعر بألم في عينه توجهت الى الصيدلية القريبة من المنزل فأعطاني علاجا له وبعد مرور أكثر من أسبوع لم يذهب الالم فكنت مضطرا الى الذهاب الى الطبيب المتخصص بالعيون وقام بتشخيص الحالة لابني”
يضيف: ” بعد ذلك أخذت الروشتة من الطبيب وصرفتها من الصيدلية ولافتا الى انه بعد ذلك تعلم درسا ان الصيدلية مهمتها صرف الدواء وليس تشخيص المرض ”
وطالب المواطن بسام من اصحاب الصيدليات عدم صرف الدواء للمواطنين الا بعد ان يحضر المواطن وصفة طبية من قبل الطبيب المتخصص
لا نصرف أي ادوية الا بوصفة طبية
صاحب صيدلية الولاء محمد الحنجوري أوضح لدنيا الوطن:”صحيح نحن أصحاب الصيدلية مهمتنا الموكلة الينا هي صرف الدواء للمواطن عبر وصفة طبية من قبل الطبيب المتخصص ولكن ليس معنى ذلك ان صاحب الصيدلية لا يمتلك الخبرة الكافية لصرف أي أدوية للمواطن الذي يتوجه إليه”
يتابع: ” يخطئ من يظن ان صاحب الصيدلية يصف الدواء الخاطئ للمريض من اجل ربح بضعة شواكل مقابل ان يعرض حياة المريض الى الخطر”.
وأضاف لــ” دنيا الوطن” ً:” أنا مارست العمل في العديد من التخصصات الطبية المتنوعة ولا اصرف أي دواء للمواطن إلا أكون متأكدا منه 100 % لأني اعلم ان الله سبحانه وتعالى سوف يحاسبني على فعلتي ولا يمكن أن اخون مهنتي لأني أحببتها منذ الصغر حتى أصبحت صيدليا ماهراً في عملي ”
وأوضح ان هنالك بعض الزملاء من الصيادلة يفتحون صيدلية جديدة ولا يمتلك الخبرة والكفاية اللازمة لصرف أي دواء لأي مواطن يتوجه اليه، الا انه يحتاج الى خبرة عملية على ارض الواقع من خلال العمل في المستشفى أو عيادة طبيب متخصص.
على المواطنين ان يراجعوا الطبيب
في حين أكد استشاري أمراض الباطنة والكلى بمستشفى الشفاء بغزة الدكتور حسام جودة ان المتعارف عليه في كل دول العالم ان مهمة الصيدلية هو فقط صرف الدواء لأي مريض وفق الوصفة الطبية من الطبيب المتخصص
ويؤكد:” عندما كنت في بريطانيا احتجت لعلاج ما فتوجهت الى احدى الصيدليات لطلب الدواء فرفض أن يعطيني الا بإحضاروصفة طبية من الطبيب رغم اني طبيب”.
وتابع لـ” دنيا الوطن ” ان اخطر ما يمكن ان يواجهها المواطن عندما يشعر بألم فيتوجه الى صاحب الصيدلية لتشخيص حالته والعمل على صرف الدواء له بدلا من ان يتوجه للطبيب المتخصص وقد يؤدي الدواء الذي وصفته الصيدلية بحياة الانسان، ولافتا ان المصيبةالكبرى التي تواجه الكثير من المواطنين هو الذهاب الى صاحب الصيدلية لصرف الدواء حتى أصبح الامر عاديا بينهما الا ما ندر”.
وأشار د. جودة أن هناك الكثير من المضاعفات الصحية تحدث من اشخاص تناولوا علاجات تعطى لحالات بسيطة مثل الأنفلونزا او وجع الراس أو التهاب …لأن الشخص المريض قد يشعر بصداع في الرأس نتيجة ضغط العمل مثلاً ويتبين بعد ذلك ان الوجع الذي يشعر به نتيجة ارتفاع او انخفاض في الدم مما قد يؤدي الى تدهور حالاته الصحية، وخاصة اذا كان يعني من السكر أو الضغط، ودعا جميع المواطنين بعدم تناول أي علاج من قبل صاحب الصيدلية لاي سبب كان، بل عليه ان يراجع الطبيب المتخصص في ذلك حفاظا على سلامة حياته.
هذا وحاولت دنيا الوطن التحدث مع نقابة الصيادلة الا انهم رفضوا الحديث في هذا الموضوع.
دنيا الوطن
م.ت[/JUSTIFY]