رأي ومقالات

أحمد يوسف التاي : أورام سرطانية بدأت تنمو بداخلنا


[JUSTIFY]«هناك أمراض بدأت تنمو بداخلنا وهي الجهويات والعصبيات ، ونريد أن تكون الهوية الأولى هي السودان».. بهذه العبارة ختم رئيس الجمهورية أمس خطابه أمام الاجتماع الطارئ بهيئة شورى المؤتمر الوطني، والأسئلة التي تطرح نفسها الآن بكل وضوح وقوة هي: كيف نمت وتسللت هذه الأمراض الفتاكة إلى الجسد السوداني المعافى؟ وكيف انتشرت وتحولت إلى أورام سرطانية عصية على العلاج؟ ومن المسؤول عن انتشارها بهذه الدرجة؟

أما عن كيف نمت هذه الأمراض بداخلنا نقول إنه وفي غمرة الاستقطاب السياسي الحاد عمد الحزب الحاكم «المؤتمر الوطني» إلى ضرب خصومه السياسيين تحت الحزام وأمعن في قصقصة أجنحة القوى المنافسة وتقليم أظافرها وخلع أنيابها بغرض إضعافها، وذلك من خلال استقطاب قياداتها وكوادرها وقواعدها في معاقلها ومراكز نفوذها على أساس جهوى وقبلي، فكان استدراج القبائل والمناطق نحو «البيعة» من خلال بعض سماسرة السياسة من أبناء تلك القبائل والمناطق، وطبقاً لذلك تسابقت كثير من القبائل والمناطق نحو تقديم البيعة للرئيس وحزب المؤتمر الوطني، ومن قبل كانت البيعة قدمت ومعها فرائض الولاء والطاعة لـ «الشيخ حسن الترابي» ولكم سمعنا الوفود القبلية والمناطقية تردد عبارات البيعة الشهيرة: «نُبايعك على أن تُقيم فينا الدين كله…الخ»، ومع ذلك لا دين أقيم كما ينبغي، ولا عدل تحقق ولا ظلم رُفع، فكانت البيعة شأناً سياسياً استقطابياً وسباقاً ماراثونياً نحو أهداف سلطوية بحتة لا شأن لها بـ «بيعة» لإقامة الدين .

ونتيجة طبيعية للتسابق نحو البيعة قفز الثقل القبلي والوزن المناطقي فوق كل الاعتبارات والمعايير وأصبح متقدماً على معايير الكفاءة والخبرات في شغل المناصب الدستورية والتوزير، وتسللت القبيلة إلى مراكز صناعة القرار السياسي، فكان لها تأثير كبير على القرارات، فكان لا بد من الترضيات السياسية وفقاً للمناطقية والجهوية والموازنات القبلية، ونتيجة حتمية لهذا المسلك السياسي غير الرشيد تنامت العصبيات وانتشرت التكتلات الجهوية والقبلية، وأصبح الاستقطاب والتنافس والكسب السياسي مرهوناً باستمالة واستقطاب تلك القبيلة وتلك المنطقة ذات الثقل والوزن، وهذا الوضع البائس تعايش معه بعض كبار المسؤولين فأصبحوا «راعين» لروابط جهوية وقبلية تحمل أسماء «قبائلهم» فيغدقون عليها بالمال في تبرع سخي ويمضون الساعات الطوال في حفلاتها الساهرة ليلاً ، واجتماعاتها الصاخبة نهاراً .

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. أضف الي ذلك .. نظام الحكم الولائي القائم حاليا … فكل منطقة عاوزه يحكمها من اهلها لا الخبرة ولا الكفاءة مما خلق ترهل وظيفي قاتل في ولايات لاتستطيع ان تدفع رواتبهم … واخري تعج بالكفاءات ولكن لاعمل لهم ؟؟ مثلا ولاية النيل الابيض القضارف وشمال دارفور والنهر النيل وسنار … ولايات فااااشلة ويجب ضمها لأخري او الاحسن … هو أستعادة الاقاليم ونظام الحكم المركزي وشكرا ..