حوارات ولقاءات

جنابو سلطان عرب : أنا أحرف سياسي سوداني عشان كدا ما بدي صوتي لزول

[JUSTIFY]تختلف نظرة الناس، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساء لـ(المجانين، الشماسة، والمصابين بأمراض نفسية) فهناك صبيه صغار يرمونهم بالحجارة وآخرون يتأملون شخصياتهم بدافع من الشفقة والتضامن أو السخرية والرثاء، وآخرون يهابونهم ويخشون ردود أفعالهم، يفسحون لهم الطريق ويلوذون بالفرار من أمامهم، فقط لأنهم يرتدون ملابس بالية ورثة ويحدثون أنفسهم همساً أحياناً وجهراً أحايين أخرى. ليس الأطفال وحدهم، فهنالك كبار أيضاً لا يجيدون فن التعامل مع هذه الشريحة من المجتمع، فيعزلونها ولا يعيرونها اهتماماً، ويسخرون منها، وربما بعاملونها بقسوة شديده.
هذه الشريحة من الناس، توجد في كل المدن والأرياف، لا تكاد منطقة تخلو منها، وهكذا فإن مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب درافور تحظى بكثيرين منهم:
مدجج بالنياشين اخترت الجلوس إلى أحدهم، شخص يبلغ من العمر 68 عاماً تقريباً – كما قال لي لاحقاً – رأيته يتجول في شوارع نيالا بكل ثقة واضعاً على رأسه قبعة (بوريه أخضر)، يرتدي بذلة عسكرية كامله مثبتاً على جيبيها ديباجة (الجنود) وعددا من الميداليات الحربية، يحتذي (بوت) صقيلا، ويضع على كتفية رتبة عسكرية.

كل شيء فيه يوحي أن لديه علاقه بالعسكرية، يضع مكان (الطبنجة) خنجراً، ويمشي بخطوات منتظمة وقوية، ظللت أرصد خطواته وحركاته وأحصيها، حتى اقترب مني، فرفعت يدي بالطريقة العسكرية تحية له، فرد علىّ بأحسن منها، ما شجعني أن أطرح له الأمر على النحو الآتي: رأيك شنو يا حاج أعمل معاك (حوار) للجرايد الفي الخرطوم؟
فاجأني بأنه لا يمانع، بل رحب بي ترحيباً شديداً، اصطحبته إلى منزلي، بضع دقائق من الدردشة (خارج الحوار) قرأت فيها الملامح الرئيسة لشخصيته ثم جلست دارت هذه الدردشة:
إسمك منو؟ سلطان يوسف الحلو رضوان الحاج (سلطان العرب)
عمرك كم، يا سلطان العرب؟ 68 سنة
إنت من وين أصلاً؟ أنا من نيالا، يعني حأكون من وين؟
بالله، من نيالا دي ذاتها، طيب ساكن ياتو حي؟ هههه، ها – ساكن حي السجن
أنا من بعيد عجبني لبسك العسكري.. شنو قصتك مع اللبس دا؟ أولاً بالتبادي، أنا رجل وصلت حتة في العسكرية دي، ما في زول وصل ليها، والخدمة الخدمتها فيها ما في زول خدم زيي كدا.
يعني دا السبب الخلاك تحب العسكرية؟ والله أنا المرحلة الوصلت ليها والاحترام الوجدتو من الناس الاشتغلت معاهم، خلاني أحب العسكرية، وحأحبها لحدي آخر يوم في حياتي، وما بتخلى عنها نهائي، أها رايك شنو؟
اتعلمت العسكرية دي وين يا (جنابو سلطان)؟ في القيادة الغربية، وبعدها تنقلت لجهات كتيرة جداً..
كان قائد الغربية في الفترة ديك منو؟ واحد إنجليزي اسمة مستر إستمبر.
ورتبتو كانت شنو؟ لواء.
يعني كدا انت اشتغلت معاهو؟ أيوه هو لمن جاء القيادة الغربية، أنا كنت موجود، وكان زول صعب شديد، وكان عندي معاهو صور كتيرة لكن حرقت كلها.
عندك أولاد يا سلطان العرب؟ أيوه عندي، وأولادي الآن كلهم جنود في الجيش.
هنا في نيالا؟ لا أغلبيتهم في في الخرطوم..
هم كم أصلاً؟ قول ما شاء الله ثلاثة أولاد وأختهم، وكلهم في الخرطوم.
طيب نزلت أنت في المعاش، وأولادك في الخرطوم، ساكن مع منو هنا؟ انا عندي بيوت كتيرة يا استاذ، أنا اساس نيالا دي كلها.
السياسه كيف معاك؟ يعني شنو؟
يعني بقصد بتفهم في السياسة؟ آي طبعاً، أنا زول عاصرت الإنجليز معقوله بكون ما بفهم سياسة، أنا اتحدى أي يزول هنا في نيالا يفهم في السياسة زيي، لأنو هي منطق شفت كيف، وعشان أوريك أنا بفهم في السياسة دي كيف، من ما الله خلقني ما حصل صوت لي لزول..
لكن ليه كدا ماحتضيع حقوقك؟ يا زول هوي، أنا حر على كيفي شغال في الحكومة من مراسل لحدي ما بقيت ضابط كبير، ما حصل صوّت لحدي اللحظة دي لي زول، مالي ومالهم يا خي!
طيب رأيك شنو، في الأوضاع البتمر بيها دارفور الآن؟ الناس عقلهم فاير لأنو إذا كان عقلهم ما فاير ما كان واحد بيقتل أخوه عشان قروش أو عشان بقر.
شايفك يا سلطان بتدخل في ونستك بعض الكلمات الإنجليزية؟ أنا بتكلم إنجليزي أحسن من الأساتذه البدرسوا الآن في المدارس..
طيب يا جنابو (سلطان) أكيد حتكون سافرت وشفت مناطق كتير، كدي أحكي لينا مشيت وين وأنت عسكري؟ أول حاجة حضرت فتح تونس وطرابلس، وبعدها توريت في الجنوب دي، يمكن اتمردوا ثلاثة مرات، المرة الربعة أنا استعفيت فيها.
رأيك شنو في انفصال الجنوب؟ غلط.
ليه؟ أول حاجة بلدهم أرقى من بلدكم، وتانياً هم واعيين أكتر منكم..
لكن بعد الانفصال تعبوا شديد؟ تعبانين تعبهم شنو؟ تعبانين إنتو.. بلدهم فيها أكل، إنتو هنا عندكم الدخن والمرايق بس.
في نهاية حوارنا دا داير تقول شنو؟ داير أقول إنو القذافي يكتلوا في عشان مسألة حكم دا اكبر غلط.

()

وأخيراً رغم أن سلطان عرب أبدى حذراً كبيراً في إجاباته على أسئلتي، لكن استمتعت بالجلوس إليه خاصة عندما يتحدث الإنجليزية بطريقته الرائعة، كما أنه (خبير سياسي) على طريقته الخاصة، وله خبرة واسعة إذ تنقل بين العديد من المناطق بالسودان وخارجه أثناء عمله، حتى وصل الآن لمرحلة بالقرب من الشيخوخة يعيش في منزل لوحده، طلبت منه حوارا آخر، فوافق على الفور، لكنه انصرف أيضاً على الفور، واكتفيت بذلك .

صحيفة اليوم التالي
حاوره بنيالا: المقداد سليمان
ع.ش
[/JUSTIFY]

‫5 تعليقات

  1. الفراغ الصحفى جاب ليه حوارات مع ناس فاكى منها سلك وكضيعة لوقت الكاتب الى هو اصلا متفرغ للفارغة والقراء الساكين يملو وقت فراغهم

  2. يا ناس النيلين التعليقات بتاعة الصفحة الرئيسية بتنزلوها سريع، لكن تعليقات أخبار الرياضة الجانبية والمقالات، دي يبدو اللي مسئول عنها قاعد يجي بالليل، يعني شغال part timer لو رسلوا ماكوك يمشي القمر ويجي وتعليقك ما ينزل، الناس بقو شغالين (بالثانية) .. الحساب بقى بالثانية

  3. كيف اشتغل مع الانجليز وعمره 68 سنة..الله يطول في عمره اظن المقصود 86 سنة اصلا جرايدنا بتقلبب الارقام

  4. والله صحفى صبور ـ ياحبذا لو كان اخبرنا ذلك الصحفى الطموح كم استغرق من الوقت لاستخلاص هذا الحوار ؟ المرجح فى رأيى على ضوء اجابات عمنا انه مصاب
    بعلة نفسيه مزمنه من نوع ال schizomaniaوذلك يظهر بوضوح فى استفحال جنون العظمة فى اجاباته وتطير الافكار والقفذ بالمواضيع وعدم تجانسها وحب الاسراف فى الكلام -شفاه الله واعفاكم ولو فى طريقه ساساهم فى علاجه انشاء الله ـالعلاج عادة بطريقة مبسطة ب-kombinationمن Haloperidol -Haldol وlithium – مثلأ -Hypnorexطبيب من المانيا