الهندي عز الدين : لا نريد أي حديث أو إشارة أو دعوات إلى (حكم ذاتي) أو (تقرير مصير)، أو (مشورة شعبية)
} لسنا متطرفين، ولا مشكلات ولا أزمات (شخصية) ولا مصالح (ذاتية) تحول بيننا وقادة التمرد في (قطاع الشمال) من “مالك عقار” إلى “عبد العزيز الحلو” و”ياسر عرمان”، لسنا من جيلهم، ولا أندادهم، ولا ثأرات أو رواسب سابقات تجعلنا أعداء دائمين لهم، أو خصوماً أبديين.
} ونعترف أننا ساهمنا مع آخرين في (نسف) الاتفاق المعروف بـ(نافع عقار) قبل أكثر من عامين، ويومها قال “ياسر سعيد عرمان” في مؤتمر صحفي بالخرطوم نقله بالكامل تلفزيون جنوب السودان، عقب عودته من مفاوضات “أديس أبابا” التي أفضت إلى ذاك الاتفاق (المفخخ) قال: (إن الحركة الإسلامية التي نعرفها يمثلها “نافع” و”سيد الخطيب” وهؤلاء هم الذين وقعوا معنا الاتفاق، ولا يمثلها “الهندي عز الدين”)!!
} ورغم أنني لم أدعِ وأزعم يوماً أنني أمثل (الحركة الإسلامية) أو (المؤتمر الوطني)، فلهذين التنظيمين ناطقون بالعشرات ومتحدثون رسميون و(غير) رسمين باسميهما، إلاّ أن ذلك (الاتفاق) ذهب أدراج الرياح، وعاد الرئيس “البشير” من رحلة آسيوية طويلة، ومن المطار إلى (بيت الضيافة) ومنه إلى (مسجد النور) بكافوري، حيث أعلن بعد خطبة (الجمعة) للشيخ الدكتور “عصام البشير” أن الاتفاق لاغ، أو كما قال، وأن القوات المسلحة ماضية في أداء واجبها في تحرير كل مناطق التمرد.
} نحن نأمل اليوم، أن يكون قادة (القطاع) قد تعلموا من ذلك الدرس فاستوعبوا أنه لن ينجح اتفاق لا يراعي مصالح (كل) الشعب وليس مصالح (فئة) أو (جهة) أو مجموعات (اثنية) أو (عرقية) محددة، مع ضرورة الابتعاد عن هواية الطرق القديم على وتر (التهميش) و(المهمشين) الذي لم يقدم غير لحن نشاز، قسم البلاد إلى بلدين، وشرد عشرات الآلاف في معسكرات النازحين من دارفور إلى أطراف كردفان.
} لا نريد أي حديث أو إشارة لمصطلحات وتسميات (تفجيرية) من شاكلة (الجنوب الجديد)، فلن يسمح هذا الشعب الجريح بدعاوى (عنصرية) جديدة، أو دعوات إلى (حكم ذاتي) أو (تقرير مصير)، أو (مشورة شعبية) غامضة الملامح، ظلامية المقصد.
} انتهى زمن كل تلك المصطلحات التي قادت إلى النهايات المأساوية، فمن أراد أن يخدم بلده، ويمارس حقوقه في مواطنة عزيزة كريمة، فليأتِ إلى أحضان الوطن دون شرط أو قيد أو سلاح.
} مرحباً بهم جميعاً في رحاب السودان الشاسع الواسع رغم أنف الانفصال.
صحيفة المجهر السياسي