رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : وفد «عرمان» والشمالية ونهر النيل أولى

[JUSTIFY]هي ما تبقى من ورطة «قضية الجنوب».. هي قد كانت مداً غير موضوعي لقضية الجنوب.. حتى قضية الجنوب لم تكن هي قضيته. هي قضية النفوذ الغربي الذي انتقل من يد لندن إلى يد واشنطن التي أضافت إليها أصابع إسرائيلية.. ما تبقى من ورطة قضية الجنوب هي قضية المنطقتين. فهل هما أسوأ منطقتين في شمال السودان القديم من حيث التنمية والخدمات؟ هل المستوى الخدمي في ولايتي نهر النيل والشمالية كان أفضل منه في المنطقتين حينما أرفقت مع قضية الجنوب أو قبل ذلك؟

ألم يكن إدراج الشمالية ونهر النيل وأيضاً ولاية النيل الأبيض البائسة ألم يكن إدراجها في ملف قضية الجنوب أولى من المنطقتين التي يقود وفد التفاوض بشأنها الآن من جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان؟ إن عرمان تعود جذوره بعد دخول العرب السودان إلى ولاية نهر النيل، وأولى أن يدافع عن ولايته الأساسية لأن المنطقتين ليستا مستعمرتين وإنما هما ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق وأهلهما أولى بالتحدث باسمهما من عرمان وحتى الحلو. لكن مثلما أراد الغرب صاحب المؤامرة أن تكون المنطقتان جزءاً قريباً وجسماً غريباً في ملف قضية الجنوب فيراد لها الآن أن تكون بتجاوز أهلها الأصليين كرت ضغط على حكومة الخرطوم لانتزاع المحاصصة والامتيازات، ثم بعد ذلك التنازل عن شعار السودان الجديد، ويعود الأمر إلى الحكومة السودانية.. اللهم إلا إذا انتفضت مجموعة جديدة ستحاربها الحكومة مع قطاع الشمال مستقبلاً.

وحينما نتحدث هنا عن بروز مجموعة جديدة ربما تنتظر وصول قطاع الشمال الى اتفاق مع الخرطوم لكي ترث تمرده ومقعده في الجبهة الثورية، فهذا ما يشاركنا فيه الرأي والرؤية بطريقة غير مباشرة السيد رئيس الجمهورية. فأثناء مخاطبته الجلسة الافتتاحية لاجتماعات مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية يوم الأربعاء الماضي قال: «إن افتعال النزاعات والصراعات والحروب الداخلية في البلدان الاسلامية يهدف لإضعاف المسلمين.. وكلمة افتعال يمكن تأويلها بشأن السودان بحيث تعني أن الوصول الى اتفاقيات مع كل المتمردين يعني إفساح المجال لمتمردين جدد. فإلى وقت التأهب الى التوقيع على اتفاق ميشاكوس الإطاري بين الحكومة السودانية وحركة جون قرنق لم يكن في حسبان الناس اشتعال تمرد في دارفور وهي مسلمة بنسبة مائة بمائة. إن مشروع مؤامرة افتعال النزاعات والصراعات والحروب الداخلية في البلدان الاسلامية قد امتدت أنيابه إلى دارفور المسلمة. ترى هل يستوعب رئيس وفد التفاوض لقطاع الشمال ياسر عرمان هذه المؤامرة أم أنه يتجاهل الأمر؟ إن عرمان ينتمي إلى قوم يحسبون جيداً أغراض القوى الأجنبية في القارة الإفريقية لكنه لا يأبه.. يسد دي بطينة ودي بعجينة.. فلا فرق بينه وبين المرتزقة الذين دخلوا أم درمان والخرطوم في عهد نميري بعد أن انطلقوا من معسكرات المعارضة في ليبيا القذافي.

الفرق في أن تلك المعارضة المسلحة بعد هزيمتها النكراء في شوارع أم درمان انتهت بمصالحة يوم السبعات الطويلة يوم 7/7/1977م، لكن معارضة قطاع الشمال تمضي عبر أجندة التفاوض نحو توقيع على اتفاقية وليتها لا تكون جوفاء بلا عنصر أمن واستقرار وبلا أداة تمزيق لفاتورة الحرب. وإذا تحقق هذا فلا فرق بين عرمان وغيره، بل حتى ولو كان رئيس وفد قطاع الشمال هو باقان أموم، فهو أصلاً الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان. ولولا الظروف القاسية التي تمر به الآن ما ترك وفد قطاع الشمال يذهب الى اديس أبابا بلا وصايا وإملاءات. وهل يعقل أن يجد قطاع الشمال الدعم والتمويل من هناك ولا يأتمر بأوامر من يدعم ويمول؟ هل تملك القيادة العليا للحركة الشعبية منظمة خيرية تعطي ولا تأخذ؟ ألم يكن قطاع الشمال الآن صديقاً للحركة الشعبية مثلما كانت حركة جون قرنق الحركة الشعبية نفسها أيام التمرد صديقة لمنقستو ثم لحكومة يوري موسيفيني؟

لكن ماذا ينبغي أن تفعل الحكومة السودانية؟ إن دورها المفيد هو الدور الإعلامي، أي أنها تقدم في كل المنابر التفاوضية والإعلامية والمحافل الدولية والاقليمية المنطق المقنع، وتركز على أن دول إفريقيا ليست حبيبات للقوى الأجنبية ودول الاستكبار. وهذا يكفي. وغيره لا يفيد.. وها هو الرئيس يتحدث عن افتعال النزاعات والحروب في القارة.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. يا جماعة الخير ويا مسئولي بلادي !!
    ولاية نهر النيل (عطبرة – خليوة) تعاني معاناة شديدة من كثرة البعوض الناقل للملاريا,اذهبوا بأنفسكم وشاهدوا وسوف تجدون : أنه بين كل بيت وبيت هناك اثنان مصابون بداء الملاريا ولا علاج – تلوث البيئة في كل مكان المواسير ضاربة في الشوارع والمياه الآسنة في معظم الشوارع ولمدة طويلة جداً دون أن تجد من يصلحها والغريب في الأمر أن الجبايات لا تتوقف أبداً (فاتورة المياه يتم رصدها فوراً بدون تأخير) اي دكان مغلق لم يجد من يؤجره – صاحب الدكان يدفع عليه ايجار شهري للمحلية الى آخر الرسوم والضرائب في كل شيىء – لم يتبقى لنا إلا الهواء الذي نتنشقه ليتم الدفع مقابله للمحلية – الميادين تم الاستيلاء عليها من قبل متنفذين وتم بناء مساكن عليها وتم توزيعها للذين لا يشعرون !!.
    يا سيد عمر البشير إما أن تتداركنا بالعلاج فأبناؤنا وأمهاتنا في خطر الاصابة بمرض الملاريا ، والوالي وموظفيه لا يشعرون بمعاناة الشعب ، وإما أن تغير الوالي ومعه جميع موظفيه وإما أن تنتدب لنا الوالي الهمام محمد طاهر ايلا ولو لسنة واحدة ومعه موظفوه – حتى نخرج من هذا التردي المريع الذي وصلنا إليه بطمع موظفي المحلية بعطبرة !!