قبل فوات الأوان
يوم الأحد 28 أكتوبر (تشرين الأول) جرت مباراة قمة الدوري الإنجليزي بين تشيلسي المتصدر وصاحب الضيافة ومانشستر يونايتد الوصيف، وقادها الحكم مارك كلايتنبيرغ، الذي كان نجمها الأول والأخير بطرده للاعبَيْن من تشيلسي خلال 5 دقائق، هما العملاق الصربي براتيسلاف إيفانوفيتش – وكان طردا مستحقا – ثم المهاجم الإسباني فيرناندو توريس الذي اشتراه تشيلسي بـ50 مليون يورو، أي ما يعادل ربع مليار ريال سعودي، وكان طردا جائرا غير مجريات المباراة نهائيا، بعدها احتسب هذا الحكم هدف الفوز لمان يونايتد سجله المكسيكي خافيير هيرنانديز من تسلل أجمع العالم على عدم صحته، باستثناء الحكم، ومع هذا انتهت المباراة (الملحمية والمثيرة لكل أنواع الجدل) بالمشهد الحضاري المعهود، وهو المصافحة بين اللاعبين، ولم يتعرض أحد لأحد ولم يهتكوا أعراض بعض بالسب والشتم والضرب وفعل المتضرر ما يعرفه، وهو الشكوى للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم حول تلفظ الحكم بعبارات (غير لائقة)، ولم يتم وصفها بغير هذه الصفة.. غير لائقة وليس سفيهة أو عنصرية أو حقيرة أو شوارعجية.
يومها، كتبت بالحرف في حسابي بـ«تويتر»: «لو كان هذا الحكم يقود إحدى مبارياتنا وفعل ما فعل فما الذي كان سيحدث؟».
حكم مباراة «الشقيقين» اللدودين الأهلي والاتحاد في إياب نصف نهائي دوري أبطال آسيا، لم يفعل ربع ما فعله الحكم مارك كلايتنبريغ، وهو أخطأ في بعض الصافرات، ولكن الحدث كله لم يكن فوز الأهلي بهدفين ولا تأهل فريق سعودي للنهائي، بل (المعمعة التي حدثت في النهاية بين إبراهيم هزازي ومنصور الحربي ودخلها طارق كيال مدافعا عن لاعبيه، حسب تعبيره، ومن بعدها منظر البعض يحاول الاعتداء على رئيس الاتحاد الرجل الهادئ والمحترم محمد الفايز)، وانشغال وسائل الإعلام بمعرفة من تسبب وإعادة اللقطات وانتزاع التصريحات من المشاركين في «الهوشة»، التي أثبتت أن هناك خللا كبيرا في كيفية هضم الخسارات، أيا كان نوعها والتعامل معها والتهيئة النفسية لها والتعاطي الإعلامي (المتعصب جدا)، مع ما يحدث حتى لو على حساب الحقيقة نفسها وبالتالي خلل في كل المنظومة، كما ذكر أحد المنتمين لها الكابتن سامي الجابر في حديثه لبرنامج «صدى الملاعب» قبلها بأيام، وأيضا وقبلها وبعدها سنسمع كثيرا من التصريحات من المتضررين مما يحدث اليوم، وهم أنفسهم «ربما»، وأقول ربما، كانوا مستفيدين في أيام سابقة، ولكن ما يهمنا هو أن تكون الرياضة والروح الرياضية بمفهومها الأعم والأشمل والعودة للقانون وروحية القانون هي الأساس في التعامل بين أفراد هذه المنظومة، وليس الذراع والفتوات واستخدام الفنون القتالية والضرب بالعقالات.
صحيح أن كرة القدم كمنظومة تضم في جنباتها شيئا يدعى الشغب وفلتان الأعصاب والتعصب، ولكن كل ما زاد عن حده نقص ووجب علاجه قبل فوات الأوان، وقبل أن يتحول إلى مرض عضال يصعب استئصاله.
[/JUSTIFY]