[JUSTIFY]
دخلت«ش» فتاة بالمرحلة الجامعية إلى قاعة المحكمة لتورطها في قضية ترويج مخدرات، ويبدو على ملامحها التوتر والقلق باعتبار أنها لأول مرة تدخل سور المحكمة، فكيف ستأتيها الشجاعة اليوم للقدرة على الوقوف في قفص الاتهام. و«ش» البنت الكبرى عند والديها وهي تدرس بإحدى الكليات التي لها وضع اجتماعي ومستقبل مزدهر الأمر الذي جعل أسرتها تفتخر بها من بين فتيات العائلة، وكل شخص منهم يأتي لخطبتها يقابل بالرفض لعدم توافق المستوى التعليمي بينهم إضافة إلى حلم والدها بأن «ش» ستتزوج رجلاً له مكانته في المجتمع ووضعه المادي ممتاز حتى يعوضها سنين الشقاء والحرمان التي مرت بها. وفي لحظة طيش وتهور دمرت «ش» كل أحلام أسرتها وكل الأماني التي وضعوها لها عندما التقت في الجامعة بعدد من زملاء وزميلات الذين لم تحسن اختيارهم وصارت العلاقة بينهم قوية وتعلق قلبها بأحدهم «ح» عندما أوهمها بالزواج ووصلت العلاقة بينهما لمعرفة كل تفاصيلهما، وبعد مرور عامين من تعرفهما ببعض قرر «ح» مصارحتها بأوضاعه المادية وطريقة تفكيره لتحسينها وأخبرها أنه لا يمكن أن يتزوجها ما لم يتحسن وضعه المادي، وأنه مسؤول عن أسرته المتعسرة العيش وتسكن بإحدى الولايات وكانت الصدمة عندما سمعت منه أنه لجأ لتجارة المخدرات حتى يتحسن وضعه وأن هذه التجارة تعود بفائدة مالية كبيرة وتحقيق الربح بها مضمون، وأخبرها أنه لجأ لذلك بعد أن أغلقت كل أبواب العمل أمامه، بجانب أنه عمل في المحال التجارية لإكمال دراسته، وبعد أن قدم الكثير من المبررات لاتجاهه لهذا العمل تقبلت «ش» الأمر. وبعدها بدأ «ح» يروج المخدرات داخل الجامعة ووجد إقبالا كبيرا حتى أصدقاؤه صاروا مدمنين لها و«ش» تراقب من على البعد وليس بإمكانها أن تفعل شيئاً لمنعه وبعد مرور عام تقدم الشاب لخطبتها من أهلها وتمنع والدها في بداية الأمر لكن عندما وجد أن ابنته وافقت عليه وقالت له لن تتزوج بغيره وافق مبدئياً على الخطبة على ألا يتم اي نوع من مراسم الزواج حتى يأتي بأهله ويتقدم بصفة رسمية حسب التقاليد والأصول المتعارف عليها، واحتفل «ح وش» داخل الجامعة ووسط زملائهم بخطبتهم، وواصل «ح» تجارته وترويجه للمخدرات حتى تسربت معلومات للأمن بالجامعة الذين أبلغوا الإدارة ووضعت مراقبة مشددة عليه ومتابعة دقيقة لتحركاته حتى تم القبض عليه وقدم الى الشرطة التي اتخذت الإجراءات القانونية في مواجهته وإحالة ملف القضية الى المحكمة وبعد جمعها لكل الأدلة أصدرت حكما قضى بالسجن لمدة ثلاث سنوات الأمر الذي أصاب «ش» بالصدمة وانكسار وسط أهلها الذين رجعوا ورفضوا استمرار «الخطوبة» مما أدى لسوء حالتها النفسية، لكن عاطفتها منعتها من التخلي عنه وظلت تزوره في السجن باستمرار، وفي يوم زيارتها أخبرها انه لا يملك شيئاً من المال وطلب منها أن تقابل أحد معارفه الذي سوف يعطيها «كيس» به بعض الحشيش وتحاول إدخاله للسجن فارتبكت ولكنه طمأنها بأن صديقه سيدبر الأمر، وأعطاها رقم هاتف صديقه لتتصل به ويتم التنسيق بينهما وبعد خروجها منه اتصلت على صديقه وحدد لها موعد اللقاء وسلمها المخدرات التى ادخلها في«باكيت من السكر» وعند وصولها بوابة السجن وهي تحمل السكر باعتبارها زيارة طبيعية لأحد النزلاء قام الحرس بتفتيشها ووجدوا المخدرات مخبأة داخله وتم القبض عليها وقدمت للمحكمة ووقفت «ش» في قفص الاتهام وبخوف شديد كانت تجيب عن الأسئلة التي تقدم لها من قبل المحكمة وبعد فترة من الوقت حاولت أن تسترد جزءاً من شجاعتها لتسرد للمحكمة التفاصيل الكاملة حول قضيتها التي أفادت ألا علم لها بما حدث وغدر بها صديقها ولم تكن تعلم انها تحمل المخدرات إلا أن المحكمة استندت في حكمها إلى أن المخدرات ملك لحاملها، وقضت لها بالسجن عاماً، وكانت حسرة كبيرة على والديها.صحيفة الإنتباهة
نجلاء عباس
ع.ش
[/JUSTIFY]
الحب الأعمى نهايته مؤسفة