رأي ومقالات

ضياء الدين بلال: سوداني يشتكي شرطة المرور وينفق 50 الف جنيه ويكسب القضية لاسترداد (ألف جنيه فقط.. لا غير)!

لا أحد من أهل الشأن العام من الفاعلين أو المتابعين، لا يعرف الأستاذ المحامي الضليع عمر عبد العاطي.
الرجل شغل منصب النائب العام في أصعب الأوقات، إبان حكومة الانتفاضة (85-86)، برئاسة الدكتور الجزولي دفع الله. عبد العاطي وقتها أغضب الشيوعيين ولم ترضَ عنه الجبهة الإسلامية!
للأستاذ/ عمر عبد العاطي قصة مثيرة، وسابقة قانونية فريدة، حدثت خلال الأيام الماضية، تستحق أن يطّلع عليها القراء، لما فيها من عبر، وما بها من طرافة، قادرة على انتزاع الابتسامة من ثغر الأسد الهصور!.
القصة بتفاصيلها، تشبه شخصية الأستاذ عمر عبد العاطي المحامي، وهي شخصية تجمع بين صرامة القانونيين، ولطافة ظرفاء المدن.
عبد العاطي رفع قضية على شرطة المرور بولاية الخرطوم، وصلت إلى أعلى درجات التقاضي، لاسترداد مبلغ ألف جنيه فقط!.
المفارقة ليست في ضآلة المبلغ منسوباً لواحد من أثرياء حقل المحاماة في البلاد (عينّا باردة والله يزيد ويبارك)!
المفارقة أن هذا المحامي الذي تنوء أرفف وأدراج مكتبه بمئات القضايا والملفات، من ذوات الأوزان الثقيلة؛ أنفق من زمنه ووقته الساعات والأيام، ومن ماله أكثر من 50 ألفاً، لاسترداد ألف جنيه فقط، أخذت من ابنه جراء تسوية في مخالفة مرورية!.
ملخص القصة أن شرطة المرور أمسكت ابن الأستاذ/ عمر عبد العاطي، وهو شاب خريج قانون، داخل عربة أمام أحد المتاجر، وطلبوا منه دفع ألف جنيه، بحجة أن العربة مُظلَّلة.
وحينما رفض الشاب دفع مبلغ التسوية، حُجزت العربة بقسم الشرطة.
وعندما فشلت الاتصالات والتبريرات بنفي التظليل عن العربة، قام عبد العاطي بدفع المبلغ، واستلم إيصالاً بمخالفة المادة 46.
تقدم المحامي بإنذار وفقاً للقانون لوزارة العدل، وبعد مكاتبات واتصالات، فوجئ عبد العاطي برد من رئاسة الشرطة: (الجأ إلى القضاء إن شئت)!.
(صاحبنا ما كضّب)، ذهب عبد العاطي إلى القضاء جلسة بعد جلسة، ومرافعة بعد مرافعة، حكمت المحكمة لصالحه، وأعادوا إليه مبلغ الغرامة، مضافاً إليه رسوم المحكمة وأتعاب المحاماة.
وعندما استأنفت وزارة العدل الحكم الصادر لمصلحة عبد العاطي وابنه، تم شطب طلب الاستئناف إجازياً!.
الأستاذ عمر عبد العاطي، شرع في كتابة تفاصيل هذه القضية في كتيب صغير، حتى تصبح ذات قيمة مرجعية لطلاب الحقوق وعامة المواطنين، وكتب على المقدمة:
(لم تكن حماقة مني، قصدت أن أثبت موقفاً، وقصدت أن أنجح في تحريض المواطنين على عدم الاستكانة للأوامر الظالمة، وعلى الإصرار على أخذ حقوقهم كاملة، وعدم إطاعة الأوامر التي تخالف القانون).
0530b793e8a7ed عمر عبد العاطي

دروس وعبر:
*القصة على بساطتها، تعزز فكرة ومبدأ المطالبة بالحقوق، وعدم التساهل فيها، مهما كانت المترتبات، ولو أنفق الطالب من ماله ووقته، ما هو أكبر من قيمة المطلوب.
*ثقافة إخضاع أجهزة الدولة للقانون، خاصة الأجهزة المعنية بتطبيقه وحمايته، تعطي مؤشراً إيجابياً على سلامة المنظومة العدلية في البلاد.
*(ليس من العدل أن تطلب من الآخرين ما لست أنت مستعداً لفعله).
إلينور روزفلت
أخيراً:
*قبل الوثبة السياسية، لا بد من وثبة عدلية، تُصان خلالها كل الأوعية العدلية في البلاد، من حيث القوانين والتطبيق. الناس سواء: لا ضعيف يضام، ولا شريف ينجو من العقاب، إن كان من مخزوم أو بني كلاب.
التحية في هذه القضية لمثابرة عبد العاطي، ولرحابة شرطة المرور، ولنزاهة القضاء السوداني.
ضياء الدين بلال

‫11 تعليقات

  1. [SIZE=4]عليكم الله ورونا عمر عبد العاطى ده يصلوهو كيف , والله يا ناس المرور امانة ما تعبتو [/SIZE]

  2. [RIGHT][SIZE=4][RIGHT]واحد مسكين زينا لو رفض يفلفلوا ليهو عربيتو صامولة صامولة و بعدينك المستندات و الرخص سطر سطر و لو ما لقوا أي ثغرة يسلبطوا فيهو ويعملوا ليهو مخالفة القيادة بإهمال و دي متروكة لتقدير شرطي المرور [/RIGHT][/SIZE][/RIGHT]

  3. كونوا ينفق 50 الف جنية فى قضية قيمتة الف جنية تعد خسارة بحسابة التجار لكن تعد نصرا وفخرا للاسترداد الحق ونصرة الحق واظهار الوجة القبيح للشرطة المرور وظلمة واستبدادة

  4. [SIZE=4]الأخ ود الكامل ….التحية
    ليست عوارة :
    1- فالرجل أثبت حقا ولن يضيع حق وراءه مطالب

    2- ستردع المتلاعبين

    جزاه الله خيرا
    *******************

    الأخ ممكون
    وما بعيد عليهم يتسلبطوا بوجود مواد فاضحة في الجوال !!!
    ا[/SIZE]

  5. التحيه للأستاذ عبد العاطي وماضاع حق وراءه مطالب فليت كل الناس تقف وتعطي من غال وقتها من اجل الحق فأنا شخصيا لي تجربه مشابهة مع مرور القطينه وصلتها المحكمة والقاضي اصدر حكمه لصالحي وشطب البلاغ وأعاد الإيصال للشرطي رغم ماخسرت من مصاريف متابعة القضيه وزمني الغالي لكن انتصر تلحق ومازال القضاء السوداني بخير ونشرت الفصه بتفاصيلها في النت وكان ذلك يوم 28/:2/2-13م فبجب اي إنسان صاحب حق المطالبة به ولكل سي ضريبه والساكت عن الحق شيطان اخرس وألما عارف حقه مايستحقه فيجب الا نفضل الأموال علي الحقوق ودعم الظالم مانيلا عاش اكثر من ربع قرن خلف القضبان من اجل حقه وحقوق الآخرين

  6. [SIZE=5]بصراحة انا كنت محبط احباط شديد لكن عندما ظهر لنا كل من الاستاذ ضياء الدين واخيار من جيله انتابني بعض من الراحة النفسية لان كل صحفينا لا اسميهم سياسيين او منظمين بل تبع تبع تبع ركاكة الاسلوب والتعبير حتى على مستوى الرياضه سبب دمار المؤسسات بالبلد مشارك فيه غالب الصحفيين سوى كانت رياضية او خدمية او غيرها اذا تم تسليط الضوء على مؤسسة الله يكون في عونها والمحزن ليس غرض شريف وتصحيح ما هو خطا او معالجته لكن ترصد ثم (توهك) يشجعون الكرة يمدحون الاداريين الاخر يذم وكلهم دمروا الكرة حتى كادوا ان يخلقوا فتنة بين المشجعين لكن بحول الله كان وعي المواطن اكبر . اذا لم تقوم مؤسسات الدولة بالحساب والمحاسبة ابتداء من المسؤول لن نفلح في نيل ثقة المواطن[/SIZE]

  7. رساله الى كل الشعب السودانى – ممنوع بالقانون خلع اوفك اونزع لوحة اى سياره وكل الزى يقوم به رجال المرور فى هزا الاجراء غلط – لاتسمح لرجل المرور بهزا الاجراء وطالب بحقك

  8. حسب علمي يجب على شرطة المرور دفع الاتعاب عبارة عن الخمسين الف زائدا الالف زائدا تعويض عن اضاعة الوقت والاذى النفسي يعني لو لم تلزم المحكمة المرور بدفع على الاقل متين مليون فالقضية خاسرة و السيد عمر عبد العاطي خسر القضية ولكنه حافظ على ماء وجهه باسترداده الالف جنيه
    هو قايل نفسو في دولة قانون اصحى يا عمر انت في غابة ضباعها هؤلاء التنفيذيون اسد واحد ما بقدر عليهم لازم كل الاسود تجهز عليهم