رأي ومقالات

د. حسن التيجاني : السيد معتمد الخرطوم.. هل تسمعني؟!

[JUSTIFY]من الأنباء التي «يؤسف» لها حقيقة أن المجتمع الذي نعيشه اليوم بكل حالاته طفحت على سطحه ظواهر في سلوكيات مكوناته البشرية لا تشبه أخلاق مجتمع السودان.
بدأ الاحتيال ضمن هذه السلوكيات يأخذ طابعاً مخالفاً للشهامة والرجولة والمروءة، وأخذ يأخذ صوراً ذات ألوان مختلفة وأشكال ذات أبعاد تعكس الوجه القبيح للقبلية والعنصرية والجهوية.

لا تخدعك المظاهر ولا تكسرك العاطفة.. هذه شعارات يجب أن يرفعها الداني والقاصي لمواجهة صعوبة التعامل مع مثل هذه العينات البشرية التي لا تشبه أهل السودان في شيء

امتلأت الطرقات بأمثال هذه العينات التي أصبحت تحسب خصماً على السودانيين وليست إضافة لهم.
كلما تميز هذا الشعب وتفرد سلوكاً وفعلاً وقولاً سرعان ما تسرع جهات خفية لتشويه سمعته وسلوكه… في دول الجوار والبعض يعملون بتخطيط لجعل ذلك واقعاً.

حقيقي لا نجزم أننا ملائكة مبرأون من الخطأ.. لكننا في غالبيتنا مازلنا نعض بالنواجذ على سمح خصالنا وعفتنا وكبريائنا… بل ذهبت بعض الشعوب لتقليدنا في بعض هذه الصفات التي تخصنا… وهي حصرياً علينا.

الآن إذا كان الثوب السوداني يمثل زياً قومياً للمرأة السودانية، فقد نشأت مجموعات ترتديه في دول بعينها لتكسب به احترام حكومات هذه الدول باعتبار أنهن نساء من السودان… وفي الكثير فإن المرأة السودانية اشتهرت بأشيائها المتميزة التي لا تشبهها فيها امرأة أخرى غير سودانية.. حتى «ريحة» البخور السوداني الخاص بها مهما اجتهدن في تقليده ومجاراته نجد أن هناك فرقاً كبيراً… فكل نساء العالم حين يأتي الحديث عن المرأة السودانية تأتي الحنة ورسوماتها المختلفة ويأتي الحديث كذلك عنها… وهؤلاء الساقطات باسم أنهن سودانيات سرعان ما يفشلن عند كشف حقيقتهن بالطمع والجشع، فالمرأة السودانية يملأوها «الحياء» مهما كانت.. واللائي بلا حياء فهن غير سودانيات ولكنهن يتشبهن بهن.

القبيلة التي تشحذ وتحترف الشحاذة كمهنة لها… ليست متأصلة… أو لديها مرض اُبتليت به هذه القبيلة وسط القبائل السودانية المتعففة الأبية.

لو راجعت شخصاً يتردد على المساجد لغرض الشحاتة.. لو راجعته بدقة تجد أن أصوله «هايفة» أي ضاربة.. حتى لو كان من أعرق القبائل.. فالعرق دساس و «العود لو ما فيه شق ما بقول طق».
هذا الحديث حقيقة ما قصدت الخوض فيه بهذه الصورة المؤسفة بقدر ما قصدت تناوله بوصفه جزءاً من الظواهر الاجتماعية الغريبة علينا في أساليب الجريمة الاجتماعية، مثل جرائم الاحتيال عبر السلوك الاجتماعي والنفسي.
الآن المتابع للأستوبات في إشارات المرور يلاحظ أن أمام كل محطة من هذه المحطات أرتال منهم، أي من أطفال ونساء وعجزة «بماكينة شبابية» أشكالهم لا تشبه السودانيين، ومعظمهم ظللنا نشاهدهم عبر أجهزة الفيديو، فهم ينهبون ويسرقون و «يَقْتُلُونَ» و«يُقْتَلُونَ»… نحن لا نشبههم لكنا نقصر حين نشاهدهم ولا نسألهم من أين جاءوا… ولا نتخذ ضدهم أية إجراءات تحد من انتشارهم وتوسع رقعتهم… وسبحان الله ضمن هؤلاء لا نشاهد لا أحباشاً ولا إريتريين فهذه شعوب لا تشحذ… لها عفة لكنهم يعملون في أكثر المهن تدنياً لحفظ ماء الوجه ولحمه يوم القيامة.

كل هذا الذي قلته دافعه صورة من صور التسول والشحاتة والاحتيال التي ازدحمت بها طرقات الخرطوم.
بالأمس ذهبت بشارع عبيد ختم، وعند أستوب القسم الشرقي لاحظت كمية من المشردين في أعمار تتراوح بين التاسعة عشر والعشرين عاماً تقريباً في عدد لا يقل عن سبعة تقريباً يزحفون على الأرض بين السيارات على شارع الأسفلت وكأنهم «عجزى» يسألون الناس.. فكان منظراً سخيفاً حقيقة.. ولآخرين محزناً جداً ومفجعاً أن البلد وصلت لهذه الدرجة من السوء… وقد تعاطفت معهم السيارات ومن بداخلها ومنحوهم… لكن لم أكن مقتنعاً بهذا الوضع.. وعندما اقتربت من أحدهم نظرت إلى طرفي رجليه لأتأكد من صحتها وهل هي عاجزة حقيقة؟… العاجزة تكون ميتة الأطراف وشكلها «مكرمش زي العجورة» أما الصحيحة فهي نابضة بالدم والقوة، ولكن المحتال يجرها بذكاء وكأنها ميتة بغرض الاحتيال لكسب عطف الناس.. فتوقفت السيارات لكثرتهم وبطء حركتهم بينها، وقلت أجازف وقمت بمطاردة أحدهم بإظهار شيء من القوة وأني قادم لفضح أمره.. فإذا بهم جميعاً يفرون عندما رأوا أن الخطر يحدق بهم.. فروا فراراً.. وسط دهشة كبيرة من المواطنين الذين كانوا يتعاطفون معهم قبل ثوانٍ.
القصة كلها دايرة وقفة… ووقفة طويلة.
السيد معتمد ولاية الخرطوم.. هل تسمعني؟!

«إن قدِّر لنا نعود»

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. [COLOR=#3800FF][SIZE=4][B]لك الله يا دكتور فلقد طرقت موضوعآ حيويآ وهام جدا يتعلق بسودانيتنا وأتمنى أن تضيف لمقالك هذا ما يحدث هنا فى مدينة جدة بالسعودية والله انا كواحد من الشعب السودانى صرت استحى أن البس الجلابية السودانية غندما اكون طالع الى الشارع فكل ماهو اسمر هنا يدعى انه سودانى وطبعآ بقيت الشعوب لا تستطيع أن تفرق بين من هو سودانى ومن هو غير ذلك وطبعآ كذلك النساء اللائى يمتهن بيع الأطعمة السودانية والشاى والقهوة كلهن يعتدن بانهن سودانيات وهن غير ذلك بالنسبة لنا نحن كسودانين ، وبكل اسف القنصلية السودانية تقط فى سبات اكثر من عميق اذا جاز التعبير.[/B][/SIZE][/COLOR]

  2. الاخ والزميل د.حسن لك التحية وبعد حقا صورة الوطن لم تكن مشرقه بالطبع ما لم يكون هناك حس امنى واجراءات متواصلة وحملات حقيقية وقوانيين رادعه كل شعوب اوالدول الاخرى لا يتلاعبون باقامة اى اجنبى ما لم يحمل اقامه او تصريح عمل هل بلدنا بهذا المستوى لا اظن ذلك؟ والسؤال للمسئوليين ما دوركم ؟ واذا لم تفلحوا سوف تنهار البلد ويكثر فيها الجريمه والظواهر السالبه والامراض الفتاكه من ايدز الخ والله المستعان فى المواطن السودانى لا امن لا ضبط اجتماعى ولا قانونى البلد ماشه فى الهاويه واضح واسال الله الحافظ؟