منوعات

في تأبين الحاجة الزينة .. الجميع يتفق على تصعيد ملف الأخطاء الطبية

[JUSTIFY]عبر بوابة صحيفة (الوطن)، كان الدخول للحزن المقيم في المآقي. وقبل الدخول ارتفعت الرؤوس لتلك اللافتة التي تحمل صورة ذلك الستيني، وهو يكتب على ضوء فانوس، والى جنبه رسمت خريطة السودان القديم أرض المليون ميل مربع.. هو الرائد سيد احمد خليفة. فالرجل كان يحمل الوطن في (الوطن) ولا نزيد..هو مكان تأبين الشهيدة الحاجة الزينة محمد أحمد والذكرى السنوية والتي توفيت قبل عام عقب عملية زراعة كُلى في مستشفى (الزيتونة) المملوك لوزير الصحة ولاية الخرطوم مأمون حميدة، اجراها الدكتور كمال ابو سن.
اذن.. هي عبقرية المكان أن يكون التأبين في صحيفة وأن تكون الصحيفة هي (الوطن)، فقط لأنها أول من اهتم بالقضية ومنها خرجت للرأي العام.
في الصف الامامي اصطف ابناء الفقيدة والدمع تحجر في حدقات العيون، يرفعون بصرهم لصورة والدتهم أعلى المنصة ويمنعون في نفس الوقت منع الدمع من النزول.. وجمع من الصحافيين والمهتمين من خلفهم يشاركونهم الحزن ويتحسرون من حال الصحة في هذا البلد.. طلاب المناصير بالجامعات والمعاهد العليا، كانت لافتتهم تجاور صورة الفقيدة في تضامن وحضور طاغٍ.
بعد الافتتاح والترحم على الفقيدة والدعاء لها بالرحمة والقبول، تحدث الكثيرون من اهل الفقيدة شاجبين ومستنكرين.
الدكتور ابو القاسم كروم تحدث حديث المختص بالطب والعلاج، مؤكداً أن المجلس الطبي سيكون له رأي اذا ثبت أن هذا الخطأ من الطبيب يعود للاهمال وسيحاسب المستشفى إن كان هذا الخطأ خطأً ادارياً، ثم ذهب الى اتجاه مناشدة ابناء الفقيدة بالعفو والرضا بقضاء الله فهو خير. ثم علق في سخرية خاتماً حديثه إن هذا البلد يحتاج لاصلاح شامل وليس في الحقل الطبي فقط، متسائلاً(هو في شنو ما محتاج إصلاح)..؟.
تحدث ابن الفقيدة وهو المتبرع بكليته وهو شاب يخطو نحو الثلاثين من العمر، حين النظر لعينيه لا تستطيع تفسير النظرات ولا ما يشع منها هل هو الغضب ام الحزن أم الاثنين معاً، ولكنه بدا متحدثاً بتراجيديا مليئة بالحزن، واصفاً حالة الفرح التي انتابته حين اخبره د. ابو سن بملائمة كليته لامه قبل الزراعة، وكيف انه تخيل انه يضخ الحياة بهذه الكلية في جسد ست الحبايب بإذن الله، ذاكراً انه ما سمع خبراً سعيداً اكثر من ذلك، إلا انه بذات مقدار الفرح كان الحزن.. قالها وهو يواري دمعة عجز عن اخفائها، سكت برهة ثم قال: الذين يدعوننا للعفو كان بإمكاننا العفو والصفح، ولكن تصريحات ابوسن ومأمون حميدة المستفزة منعتنا من ذلك وزادت حزننا. لذلك نحن لن نعفو عن ابوسن ولا عن مأمون حميدة ونثق في القضاء.
تحدث اسامة عمر ممثل شباب وطلاب المناصير قائلاً إن موقف اسرة الفقيدة واصرارهم على اخذ حقهم بالقانون، اضاف كثيراً لقضيتنا كمواطنين حيال الاخطاء الطبية التي اصبحت مخيفة. ذاكراً أن موت الزينة هو تشييع للعلاج الطبي في هذا البلد لمثواه الأخير. وأكد وقوفهم مع ابنائها حتى ينصفهم العدل.
الاستاذ يوسف سيد احمد رئيس مجلس الادارة والمدير العام لصحيفة (الوطن)، تحدث ذاكراً أن تعاطفهم مع ابناء الفقيدة هو موقف انساني في المقام الاول. قائلاً : نحن نشاركهم الاحساس بالحزن لأن والدتنا عليها الرحمة كانت تعاني نفس المرض وتوفيت وكأنها توفيت اليوم. وكانت تُعالج من قبل نفس الطبيب وهو الدكتور كمال ابو سن وهو صديق للاسرة وكان يعاود والدتنا في المنزل ولا علاقة لنا بما يجري في القضاء متمنين أن تتحقق العدالة ويأخذ كل ذي حق حقه، وفي بداية القضية جائنا ابناء الفقيدة بطوعهم فنشرنا الحالة وتابعناها بمهنية وضمير صحافي مثلما اتونا بطوعهم الآن طالبين تأبين الفقيدة بدارنا فسمحنا لهم. وأنا شخصياً أعتبر أن هذه الفعالية، إنما هي تنفيس للغضب ( فش غبينة). وهذا يدعم اتجاه الصلح والعفو. والعفو كما قال الله «خير» ونحن بيوتنا مفتوحة لكل ذي قضية وكذلك بيوتنا وصالون الراحل سيد احمد خليفة، وقبل ذلك قلوبنا ايضاً مفتوحة .. وفي ختام حديثه طلب من الحضور الدعاء والترحُّم على الفقيدة وسماها الشهيدة لأنها ماتت مبطونة.
ايمن عبدالله صباح الخير(كمون)، تحدث بلسان الصحافي الفني والشاعر وهو صحافي في قسم الفنون والمنوعات وهو اول من كتب عن هذه القضية، تحدث كأنه ينظم القوافي في مرثية النيل وأنه قد نضب.. تكلم عن احساس ابنائها فرسم الحزن لوحة على المكان.. تحسر على ما آلت اليه الصحة، فضربت الكفوف الكفوف.. وصف حال التعامل مع مثل قضايا كهذه، فارتفعت الحواجب دهشة، ثم ختم قائلاً إن مؤتمر مرضى الكُلى المقام اليوم وغداً، انما هو بفضل الشهيدة الزينة. ولولا قضيتها لما كان. وقبل أن يقول رئيس تحرير (الوطن) الاستاذ جمال عنقرة الكلمة الاخيرة، كانت هناك مداخلات من عدة صحافيين جاءوا من صحف عدة اتفق جميعهم على تصعيد ملف الاخطاء الطبية، مناشدين الدولة بالاهتمام بترقية الخدمات الصحية وتأهيل الكادر ومحاسبة كل من تثبت ادانته دون محاباة لأحد.
أما الاستاذ جمال عنقرة رئيس تحرير(الوطن)، فبدأ معتذراً عن التأخير والذي كان بسبب وقوفه امام القضاء في نفس اليوم. وللمصادفة كان الشاكي فيها وزارة الصحة الولائية في قضية نشر، ثم قال يجب على الصحافة الاهتمام بهذه القضية -ويعني قضية العلاج- حتى تجد الاهتمام اللازم من الدولة وتحدث عن حالات مشابهة كثيرة وليست قضية الفقيدة الزينة هي الاولى، ولن تكون الاخيرة إن لم يقف الجميع خلف هذه القضية، وتحدث عن معاناة المواطنين في سبيل العلاج مؤكداً أن هناك مواطنين يقطعون مئات الكيلومترات حتى يصلوا أقرب مستشفى. ثم تحدث عن ارتفاع اسعار الادوية وانه يعود لعدم وجود العملة الحرة ولكنه استغرب من توفر ادوات التجميل وعقاقيره، إذ انه ايضاً يحتاج لعملة حرة وهذا يعني الاهتمام باستيراد الكريمات وادوات التجميل لأنها غالية ومطلوبة. وقال ساخراً ( كل البنات في البلد دي دايرات يبقن بيض)!.
ثم واصل قائلاً على الجميع حكاماً ومحكومين، الالتفات لقضايانا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
في ختام فعاليات التأبين تدافع الجميع نحو ابناء الفقيدة وتحول المكان لصيوان عزاء كأنه (رفع الفراش)، وهذه عبارة يريد بها السودانيون انتهاء العزاء.
خرج الجميع وفي رؤوسهم ألف سؤال وسؤال.

رصد: ابراهيم يونس: صحيفة الوطن [/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. أحس الموضوع تشفِّي اكثر من انو تأبين ،،، و اخطاء طبية ،،،
    الاخطاء الطبية واردة ،،،علاج بلا اخطاء دا حلم العالم و الخواجات يلهثو وراهو من سنيييين ،،، بتقل الاخطاء بس يظل علاج بلا اخطاء !!!!!!!؟؟؟؟ صعب شديد ،،، حا تقولو في اخطاء بس ما زي العندنا دي،،،!!! حا اقول هناك عندهم انظمة صحية بس ما زي العندنا دي !!!! قبل سنوات حادثة فظيعة في اكبر مستشفي امريكي ( جون هوبكنز ) . ممرضة تحقن طفلة رضيعة بالعلاج الخطاء و كان العلاج الخطاء قاتل !! توفيت الطفلة في الحال ،،، ادارة المستشفي فورا تكلمت مع الاسرة و ابدت الاسف و وعدت بالتحقيق ،،، تقبلت الاسرة ذلك ،،، اتضح خطاء الممرضة ،،، اعتذرت و قبلت الاسرة ذلك ،،جابو ليها اخصائي نفسي يعالجها من الشعور بالذنب ،،،هل ادارة المستشفي و اسرة الطفلة اخدو كلابيشهم و معاهم الصحافة و منتظرين القضاء يقول كلمتو عشان يكلبش الممرضة ؟؟؟؟؟؟. لا لا لا هههه دي اساليبنا نحن !!! ،، الكل بما فيهم والدا الطفلة و ادارة المستشفي و الاعلام كان همهم نسوي شنو عشان ما يحصل الحصل دا تاني ،،، الممرضة بشر و من ناحية بتخطي تاني ما عايزة كلام ابدا ،،، ( ان تخطي فأنت بشر ) ،، ،، طرحو سؤال بسيط ( هو اصلا الدوا القاتل دا البجيبو في غرفة التمريض شنو عشان يتلخبط علي السستر ؟؟؟؟ ) ،، الاجابة كانت صادمة آلاف الادوية النتشابهة في غرف التمريض بعضها مميتة ،، في كل مستشفيات امريكا ما لقو مادة تنظيمية او لائحة او قانون يرتب الدواء دا،، بل بعض المستشفيات شاركتهم بي حوادث مماثلة لدواء اتلخبط علي ممرض و تأذي المريض،،، انشأو منظمة خيرية بإسم الطفلة يديرها والديها جمعو ملايين ،، تعني بسلامة المرضي ،،، اصدرت الجهات المختصة في امريكا لوائح تمنع وجود الادوية المميتة و التي هي اصلا نادر ما يستعملها الاطباء بعيدا عن المرضي و السسترات ،،، لوائح لشركات الادوية ممنوع عمل عبوات متشابهة لأدوية مختلفة و بداء التنفيذ حيث كل دواء له عبوة تمييزه و غيرها و غيرها ،،
    تقولي لي ناس نحن ههههه اذا حصل الحصل الهم و الشغل الشاغل العملو منو ( الممرضة) ،، و ليس عملو لي (وجود علاج خطر يشابه علاج غير خطر في دولابها ) ،، همنا يا ربي نعمل في الممرضة دي شنو ؟؟؟ و ليس نعمل مع بعض شنو عشان دا ما يحصل تاني ،،،
    في النهاية هم يباركو نتيجة عملهم و نحن نبارك القبض علي الممرضة و بكرة ممرضة و زينة و بعد بكرة ممرضة و زينة و بهدها دكتور و زينة و اولاد الزينة و الاعلام و الصحة و المسؤلين و لا هاميهم