ميرغني أبو شنب : الي متي يمارسون الضحك علي المرضي في المستشفيات؟
وفي وقت قريب جدا ربما يكون عندنا طبيب لكل مريض او مريضين او ثلاثة مرضي ما دام الباب قد بات مفتوحا امام كل من لديه الرغبة في ان تكون له مستشفي ان يبحث له عن عمارة في شارع الظلط ويعين لها بوابا ويبحث بعد ذلك عن المممرضين بعد ان يختار فتاة جميلة للاستقبال..
اقول هذا والله لا لاسخر به من المستشفيات عندنا من كل الدرجات والجنسيات فقد اتاح لي المرض الذي اعاني منه فرصة الطواف علي اكثر من عشر مستشفيات دفعت لها كل ما طالبوني به دون ان اطالب بالتخفيض وتحملت ساعات الانتظار وبكل اسف كانت النتيجة في النهاية صفرين علي الشمال رغم انني عرضت نفسي علي عدد من الاطباء الاخصائيين في العظام والباطنية والمسالك البولية وقبل ذلك سعدت بلقاء طبيب تربطني به صلة اسرية لكنه مقيم في لندن .. وطلب مني اجراء بعض الفحوصات وقبل ان يغادر السودان قام بمراجعة كل الاوراق واكد لي انني لا اعاني من اي شئ.. فقط احتاج لممارسة نشاط رياضي واحرص علي تناول حبوب الضغط في موعدها وحذري من ان استمع بعد سفره لاي طبيب اخر غيره في السودان لان معظم ما يقوله الاطباء للمرضي بات من الخيال ..
لكنني شكوت من الم حاد في معصم يدي فاضطررت الي عرض نفسي علي عدد من الاخصائيين بالمستشفيات الكبيرة لكن واحدا منهم لم يستطع ان يحدد لي اسباب الالم الذي اعانيه رغم كل ما تكبدت دفعه من مال وقبل خمسة عشر يوما تقريبا شكوت من الم في يدي اليمني حسبت انه من التعب والارهاق فلجأت للراحة والاستجمام لكن البعض نصحني باللجوء لاحدي المستشفيات ففعلت وليتني لم افعل لان الاطباء الاجانب الذين لجأت لهم قالوا لي انني اعاني من ارتفاع القاوت وارتفاع الرطوبة وارتفاع الضغط وارتفاع السكر وارتفاع البولينا وخلل في وظائف الكلي ولم يبق لي سوي العيون والانف والاذن والحنجرة والامراض الجلدية وكان طبيعيا ان اضحك من الاعماق واقيف في الدارة وسط الدارة واقول للدنيا ديل اهلي .. اي والله ديل اهلي الذين يمارسون الضحك عليهم في وضح النهار وضحايا الخلل الذي بتنا نعاني منه في مجال الطب والعلاج بات كبيرا جدا.
ابنتي هند توفاه الله لان ثلاثة بروفيسورات لجأنا اليهم قالوا لنا انها تعاني من قرحة في المعدة واستمر العلاج ثلاث سنوات اكتشفنا بعدها ان هند المسكينة كانت تعاني من سرطان في المعدة. وعانت وعانت واخيرا توفاها الله لانه لم يكن ممكنا ان نوفر لها اي علاج لان المرض انتشر بصورة مزعجة والسبب في ذلك الاطباء والبروفيسورات ..ومرضت زوجتي فلجأنا بها الي مستشفي كبير جدا وبعد اربع وعشرين ساعة توفاها الله وقالوا لنا انها كانت تعاني من جلطة. وقال لي طبيب يعمل في لندن ان الذين يدخلون المستشفيات في لندن وهم يعانون من الجلطة يزيد عددهم في اليوم والواحد عن الخمسين كلهم يظلوا احياء لان الاطباء هناك في لندن لا يفعلون بالمرضي ما يفعلونه هنا في الخرطوم التي يتعلق الاطباء بها دائما بالقضاء والقدر والاجل المحتوم.
{ ولقد ذهبت الي مصر مرات عديدة اشكو من المرض وقال لي طبيب المسالك البولية انني اعاني من حصوة في الكلي تحتاج لعملية ليزر وهو جراح لكن الجراحة توقفت ولهذا لابد من ان يبحث لي عن اطباء متخصصين في الليزر من تلاميذه وحدث هذا بالفعل وتمت العملية بنجاح. وذهبت الي مصر اشكو من ضغط الدم وبعد الكشف قرر لي بروفيسور كبير كل يوم حبة مازلت اتناولها بانتظام كل صباح رغم مرور عشرين عاما وذهبت الي مصر اعاني من تضخم البروستاتا وبعد اجراء الفحوصات اللازمة قرر لي الطبيب كل يوم حبة وطلب مني ان اعود اليه بعد اربعة اعوام ووضح لي انه ليست هناك عجلة ولا لهفة .. بل يوجد اطباء .. يقومون باداء الواجب .. بدرجة من الدقة تدعو الي الاعجاب ويحرصون علي صحة المريض واخال ان هذا هو المطلوب عندنا اليوم في السودان خاصة بعد ان ارتفعت تكاليف الكشف والفحوصات وبات الدواء بحاجة الي الملايين ونسأل الله الرحمة لكل مريض ونرجو ان يحقق له الشفاء قبل ان يضطر لان يمد يده للناس!!
صحيفة الدار
ع.ش
منو البفهم كلامك ده …؟