منوعات

سكان المقرن يتفاجؤن بمياه داكنة اللون يفوح منها العفن تنسكب عبر مواسيرهم

[JUSTIFY]إليكم المسألة باختصار غير مخل “فوجئ سكان مربع 4 بالمقرن بمياه داكنة اللون يفوح منها العفن، تنسكب عبر مواسيرهم، وأكد مواطنون يعملون بالمقرن وعدد من سكان المنطقة لـ(اليوم التالي) أن المشكلة ظلت تتكرر في الأيام الماضية عدة مرات خلال اليوم الواحد، مياه داكنة اللون مع الكثير من الشوائب. بالطبع فإنّ مظهر المياه المشبعة بالملوثات حال دون استخدامها لأي غرض، سواءً للطبخ أوالغسيل أو حتّى الوضوء، فهي غير صالحة للاستخدام الآدمي، حسبما قالوا، بل إنّهم أضحوا يتجنّبون مجرّد سكبها حتى في الآنية، عطفاً عن كونها عند اقتراب أي شخص منها سرعان ما تدمع عيناه، ويبدأ بالرشح؛ تفسير الجزئية الأخيرة حسب تحليلهم يعود إلى اختلاط المياه بالصرف الصحّي، وهي مسألة تحتاج إلى تأكيد علمي بالطبع، لكننا نصدّق ما رأيناه رأي العين، من كونها داكنة، المسألة اضطرت الكثيرين للاستعاضة عن مياه الحنفية بشراء المياه المعبأة، ما زاد من معانتهم، فيما اكتفى آخرون بتذويب الثلج لاستخدامه في أغراض الشرب.

وحول وجود حالات إصابات أو ظهور أي نوع من الأمراض المعوية ينفي مواطنو المنطقة المسألة، بيد أنّ التبرير الحاضر لغياب الأمراض المشار إليها يعود إلى حرصهم في المقام الأوّل، كونهم محجمون عن استخدام مياه المواسير بالأساس.

(اليوم التالي) استفسرت دكتور عمر مصطفى، رئيس المجلس الأعلى للبيئة، حول وجود عينات من مياه ملوثة أخذت من مواسير المقرن، فقال بأنّهم لم يصلهم أيّ بلاغ من المواطنين بهذا الصدد، وأضاف بأنّ عينات المياه التي تؤخذ بواسطة المواطنين ليست معتمدة لديهم، لأنّ هنالك طرقاً علميّةً لأخذ العينات، وطمأن المواطنين بأنّ مياه الخرطوم نقية بنسبة (100%)، مضيفاً بالقول إنّ آخر عينة تم أخذها كانت نقيّة تماماً، نافياً بشدة أن يكون هنالك اختلاط بين مياه الصرف الصحّي ومياه الخرطوم بالولاية، مؤكداً على أنّ المجلس لديه معامل ذات جودة وحساسيّة عالية وفائقة الدقّة، وقال إذا كان ذلك صحيحاً ربّما كان تلوثاً في موضع معيّن بسبب الصهاريج، أو لربّما كانت المسألة تتعلق بالحنفية المأخوذة منها العينة التي وصلتكم.

وكانت دراسة للمسح الصحّي الأسري أجرتها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي في وقت سابق، قد كشفت عن تراجع نسبة المياه النقية من (64%) إلى (55%)، فيما أشارت إلى انهيار خدمات الصرف الصحي من (36%) إلى (23%)، بالإضافة إلى تكرار كسر (8) ألف مأسورة مياه بولاية الخرطوم، في فصل الشتاء، وفي تصريحات صحفية مارس 2011، كشف المستشار البيئي بمجلس الوزراء، بروفيسور تاج السر عبد الله، عن وجود مهددات لصحة الإنسان، حدّدها في التغير النوعي لمياه الشرب بسبب الصرف الصحّي غير الآمن، وكشفوا عن أنّ أكثر من (75%) تأتي من أمراض الإنسان العضوية في السودان بسبب تلوّث المياه لوحدها، فيما يقول وزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة، في تقريره الذي قدمه أمام المجلس في وقت سابق عن الفحص المعملي الذي نفّذته الوزارة لعدد (834) عينة من مياه الشبكة العامة، كشف عن وجود (177) مؤشّر للتلوث فيها.. الأرقام عالية يمكن إدماجها مع إفادة خبراء عن أنّ أكثر من (75%) من أمراض الإنسان العضويّة في السودان ناجمة عن تلوّث المياه

صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]