الولايات المتحدة تخفض قواتها في العراق 12 الف جندي في ستة اشهر
وقال الجيش الامريكي في بيان “ان لواءين مقاتلين كان من المقرر اعادة نشرهما في الشهور الستة المقبلة مع قوات الدعم الخاصة بهما من أسلحة مثل الامداد والتموين والمهندسين والمخابرات لن يتم احلال قوات أخرى محلهما.”
وقال مسؤولون بالجيش الامريكي ان خفض عدد الالوية الامريكية المقاتلة في العراق من 14 الى 12 سيخفض بنحو 12 ألفا عدد الجنود الامريكيين الذين يصل عددهم حاليا الى 140 الف جندي.
وبعد ست سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق للاطاحة بصدام حسين يعتزم اوباما سحب كل القوات المقاتلة من هناك بنهاية اغسطس اب 2010 وترك ما بين 35 و50 ألف جندي لدعم وتدريب الجنود العراقيين وذلك في اطار تحويل واشنطن لتركيزها الى افغانستان.
وأمر اوباما الشهر الماضي بارسال 17 ألف جندي اضافي الى افغانستان للمساعدة في التصدي للتمرد المتنامي هناك.
ووفقا لاتفاقية امنية بين الولايات المتحدة والعراق ابرمها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش وبدأ سريانها في أول يناير كانون الثاني يتعين على الولايات المتحدة سحب كل قواتها من العراق بنهاية 2011.
وقال الميجور جنرال ديفيد بركنز المتحدث باسم القوات الامريكية في العراق خلال مؤتمر صحفي ان اربعة الاف جندي بريطاني سيغادرون العراق ايضا في الشهور المقبلة.
وتراجع مستوى العنف في العراق بشكل حاد بعد أن اودى بحياة عشرات الالاف من العراقيين واكثر من 4500 جندي اجنبي منذ عام 2003.
لكن العراق لا يزال مكانا خطرا ويواصل المتمردون شن هجمات متواترة في مناطق مثل الموصل في الشمال.
وقبل ساعات فقط من اعلان المسؤولين الامريكيين عن خطط خفض القوات قتل مفجر انتحاري 28 شخصا عندما فجر نفسه وسط حشد لمجندين جدد امام اكاديمية الشرطة في بغداد في اول هجوم كبير بالعاصمة خلال قرابة شهر.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ “ان ما حدث اليوم لن يقوض التحسنات الامنية الاجمالية.”
ويثير استمرار العنف تساؤلات بشأن مدى استعداد القوات العراقية لتولي مسؤولية الامن قبل شهور قليلة فقط من انسحاب القوات الامريكية المجهزة بشكل افضل والمدربة بمستوى اعلى من المدن العراقية.
وقال المتحدث الامريكي بيركنز ان الجيش سيعيد توزيع القوات في شتى انحاء البلاد مع تناقص عددها. ومضى يقول “سنعيد توزيع القوات في شتى انحاء البلاد… وفقا لمستوى التهديد.”
وتركز القوات الامريكية بمختلف انحاء العراق بشكل متزايد على تدريب القوات المحلية الذي زادت صفوفها بمئات الالاف منذ حلها المسؤولون الامريكيون عام 2003.
وبرغم تحسن الامن ما زال العراق يواجه تهديدات خطيرة لاستقراره منها انقسامات عميقة بشأن السلطة والثروة كثيرا ما أدخلت رئيس الوزراء نوري المالكي في خلافات مع منافسيه السياسيين.
ويمكن ان تتفاقم مثل هذه الخلافات مع استعداد العراق لانتخابات عامة في ديسمبر كانون الاول.
وأشار وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الى انه ينبغي للولايات المتحدة أن تكون مستعدة للابقاء على تواجد عسكري “محدود” لمساعدة القوات العراقية بعد 2011 اذا طلبت منها ذلك الحكومة العراقية.
ولكن الدباغ استبعد هذا الاحتمال فيما يبدو في تصريحاته في حضور مسؤولين امريكيين يوم الاحد قائلا “ان الحكومة العراقية ليس لديها اي نية لقبول وجود قوات اجنبية بعد 2011.”[/ALIGN]