رأي ومقالات

هاشم عبد الفتاح : نبض المجالس.. «مع حسين خوجلي»

[JUSTIFY]إطلالة علي الحاج مطلع أبريل المقبل هو الموعد الذي قطعه الدكتور علي الحاج محمد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي سقفاً لانهاء مهجره القسري في برلين والعودة إلى الخرطوم على أجنحة بعد عودة المياه إلى مجاريها بين الإسلاميين وعودة علي الحاج تعني تصالح الحلفاء الجدد مع عبارته الشهيرة والمزلزلة «خلوها مستورة» تلك العبارة التي أنتجتها تقاطعات المواقف وتنازع الاختصاصات والمسؤوليات في المراحل الأولية التي شهدت تنفيذ مشروع طريق الإنقاذ الغربي.. ولأن القضية كبرى والفساد كبير فإن هذه العبارة ستظل محصنة.. عاد علي الحاج أم لم يعد لا أحد يستطيع أن يفك طلاسمها لا سلطان ولا شيخ أو فقيه طالما أن الإسلاميين في سبيل تحالفاتهم وبناء دولتهم يمارسون فضيلة الصمت وفقه السترة حول ملفاتهم الخاصة.
سيعود علي الحاج حتماً وقريباً جدًا لإعادة إنتاج الحلف القديم خصوصاً أن لقاء البشير والترابي الشهير بقاعة الصداقة عبّد الطريق تماماً لهذه العودة وأوحى كذلك لجماعة الشعبي بأن أبواب القصر مشرعة لهم للدخول في المنظومة الحاكمة.. فهم.. آمنون وأعزاء مكرمين لممارسة السياسة في فضاءاتها بالداخل لا حجر عليهم وهذا هو فن السياسة ومتغيراتها وفصولها وهنا ينتهي السيناريو وتقبر ملفات الحق الضائع إلى الأبد وتأبى عبارة «خلوها مستورة» على التفكيك لأن الذين فشلوا في تفكيكها في مراحل الخصام والأنفاس الساخنة تصعب عليهم المهمة وهم في مراحل التصافي.

«مع حسين خوجلي» أفلح الأستاذ حسين خوجلي في أن يدفع قطاعاً كبيراً من السودانيين وحشدهم أمام شاشة قناته الفضائية أم درمان يحدقون في كل ما يقول وهو ينثر عليهم تجاربه وحكاويه وقناعاته في كل ما يشكل على السودانيين من قضايا وتحديات وهموم.. ليس لأن حسين خوجلي يملك عبقرية أو حلولاً جذرية لكل عزاباتهم ولكن أفلح في أن يتحدث بخطاب مبين يبتعد كثيرًا عن غبش المواقف ويبحر بهم كثيرًا في عوالم الصمت وخلف الظلال وباعترافات جريئة وحقائق بائنة ولكن يبدو أن هناك من هم غير متسامحين مع برنامج «مع حسين خوجلي» ويحاولون محاكمة الرجل بتجاربه وكسبه القديم إبان حقبة الديمقراطية الثالثة ويطالبونه كذلك باعترافات قوية أقرب إلى «التوبة» والشاهد في الأمر أن هناك حالة حرب إعلامية بدأت في الاستعار بين حسين خوجلي وحزب الأمة وطائفة الأنصار وربما أسرة آل المهدي في بعض القضايا وبالأخص قضية تعويضات «آل المهدي» ولكن الأخطر من ذلك كله أن برنامج حسين خوجلي أكد حقيقة الشقة الكبيرة بين ما تقوله الحكومة عبر خطابها الإعلامي وما يقوله حسين .. ولكن لازال المشاهد يبحث عن تلك الشفرة التي دفعت الأستاذ حسين إلى كل هذه الاعترافات وأبقت على البرناج بألقه وجراءته في نبش الملفات الحمراء والمقدسة.
غضبة الكاملين على نار هادئة تجري عملية طبخ لإنتاج قرار وإرادة جديدة لمواطني الكاملين الذين أخذتهم الغضبة حسبما قالت الزميلة «السوداني» للخروج من منظومة ولاية الجزيرة والانتماء إلى ولاية عبد الرحمن الخضر والتي تعاني أصلاً من أمراض التخمة وفقر الأطراف.. والمحاولة تحركها الآن مجموعة من قيادات المؤتمر الوطني بمحلية الكاملين بولاية الجزيرة قالت في تبريراتها إن محليتهم تعاني وبشكل سافر من التهميش وانهيار الخدمات وضياع الحقوق رغم أنها تغذي خزينة الجزيرة بنسبة عالية من الإيرادات ولكن هذه الإيرادات تذهب بعيدًا ولا يرتد منها شيء على المواطن لا في صحته ولا تعليمه ولا تنميته ولا حتى الاعتراف بحقه ولهذا خرجت الغضبة بعد أن ظلت مكتومة لسنين عددا وتجري الآن عملية تسويق الفكرة ولكن الذين يمارسون التهميش ويفرضونه بإرادة قوية لا يبالون ولا يدركون المآلات لأن أخطر ما في هذه القضية أن تتطور غضبة القيادات إلى غضبة جماهيرية فهل يا ترى أن تحرك هذه القيادات مسنود بقناعات المواطن أم هي السياسة وألاعيبها وسباقاتها تجاه المناصب؟ ..لاحقاً تزال الأستار وتبين الحقيقة فالننتظر الخطوة القادمة من أهل الغضبة ولننتظر أيضاً ردة فعل حكومة الزبير بشير طه تجاه هذا الحراك في حدود ولايته شمالاً.
حقائق مزعجة يبدو أن الذي شاهدته وسمعته ووثقته لجنة مجلس الولايات في زيارتها الأخيرة إلى ولايات الشرق الثلاث للوقوف على حقائق تجارة البشر هناك فيه كثير من الخطورة والإثارة والحقائق المقلقة والمخيفة رغم أن بعض الجهات الرسمية حاولت «تلطيف الجو» واختزلت القضية بكاملها في كونها ظاهرة لا تتعدى حدود عمليات التهريب التقليدي وهذا ما قالته حكومة القضارف رغم أن مجلس تشريعها كان له حديث آخر عن هذه الظاهرة ولكن أخطر الاعترافات التي أبلغ بها الأخ محمود محمد محمود رئيس اللجنة القانونية بمجلس الولايات «الإنتباهة».. هي تلك الحقيقة التي أحاطهم بها السيد مجذوب أبو موسى وزير الزراعة ونائب الوالي بولاية كسلا بأنهم ضبطوا خلال الأيام الماضية 70 شخصاً كانت قد اختطفتهم شبكات الاتجار بالبشر وذلك عبر كمين في منطقة ريفي كسلا. وأضاف محمود أن الظاهرة تمددت في عدة مواقع بالشرق وبالأخص في مناطق ريفي كسلا وطوكر بالبحر الأحمر ودوكة بالقضارف وأشار الى أنهم حريصون على متابعة هذا الملف بغية الوصول به إلى معالجات.
دعوة جلال الدقير على نحو من الاستحياء والعجز تحاول قوى الحركة الاتحادية إعادة وحدتها ولحمتها المفقودة وتعالج جراحاتها القديمة والجديدة.. دعوة أطلقها الدكتور جلال يوسف الدقير دون أن يلحقها «بمشهيات» ومعينات مغزاها البحث عن وحدة أحزاب الحركة الاتحادية والدقير ربما يدرك تماماً استحالة هذا العشم وسقوط دعوته في أول امتحان عملي.. فكيف إذن يطالب الدقير بوحدة اتحادية وهو الذي خرج عليها بحزبه المسجل وشق صفها من أجل شراكة سياسية بائسة مع حليفه المؤتمر الوطني؟ كيف تلتئم كل هذه الأحزاب والأجنحة الاتحادية المتناثرة كما الجزر المعزولة وكل فصيل ممكون بجراحاته وأحزانه؟.. صحيح يا دكتور أن الدعوة للوحدة نبيلة ومشروعة لكنكم تريدونها في زمن التراجعات والاستثناءات والمشروعية الغائبة ولهذا وقبل أن تطلقوا العنان لمشاعركم وأشواقكم الوجدانية خاطبوا أولاً عقولكم وعقول غيركم وأبحثوا معهم عن منطقة وسطى تنطلقون منها الى مشروع الوحدة الاتحادية بعد أن تسقطوا كل الرايات وتعلنوا وباعترافات جريئة فشل كل قياداتكم ومبادراتكم للانتصار لذات الحركة الاتحادية رغم تاريخها ونضالاتها في حق الوطن والوطنية ثم أعيدوا مراجعة السفر القديم للقيم والمبادئ التي أرساها الرعيل الأول من جيل الحركة الوطنية.

ثروات على قارعة الطريق هكذا كل ثرواتنا ومدخراتنا على قارعة الطريق منزوعة الحماية تنهش فيها الشركات الضالة وربما الصدفة وحدها هي التي تقود الى كشف الحقيقة فبالأمس ضبطت لجنة الطاقة بالبرلمان إحدى جرائم النهب العام لثرواتنا من قبل شركة تركية.. كيف جاءت إلى السودان؟ ومن الذي اتفق معها وكيف؟ لكنها ضبطت متلبسة بجريمتها ومنذ أكثر من عامين ظلت هذه الشركة التركية تهرب 50% من إنتاجها والدولة لا تعلم، فقط الجهة التي جاءت بهؤلاء الاتراك هي التي تعلم ولكن الجريمة الكبرى ليست في ما تقوم به الشركة فقط من عمليات تهريب ولكن الذين وضعوا شخصاً في مهمة الرقابة على نشاط الشركة بالولاية الشمالية ولكن الرقيب هذا ليس هو عبقرياً ليكتشف الأساليب الفنية في التهريب وقد يكون هذا الرقيب أيضاً تحت ضغط الترهيب والاغراء.. ولو أننا اقتنعنا بان هذه الشركة وطبقاً لإفادات اللجنة البرلمانية في صحافة الامس تنتج كيلو ونصف الكيلو من الذهب في اليوم منذ انطلاقة نشاطها في العام 2012 وحتى الآن وهذا يعني أن الإنتاج المعلن «فقط» لهذه الشركة من الذهب 36 كيلو جرام منذ أن بدأت نشاطها التعديني ولكن نصف هذا الإنتاج ضاع من خزينة الدولة عبر التهريب فإلى متى تضيع ثرواتنا هكذا على قارعة الطريق؟.

صحيفة الإنتباهة
هاشم عبد الفتاح
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. يا أستاذ حسين خوجلي ما زال يتحدث بلسان حال المعري حينما وصفوا له أكل كبد عصفور كعلاج و بما أنه كان نباتياً لم يأكله بل تأمله ملياً وقال قولته المشهورة : استضعفوك فوصفوك ، هلا وصفوا شبا الأسد؟؟؟؟
    فحسين خوجلي يا أستاذ ناصح وما زال يحوم حول الحمى و لم يقترب من عش الدبابير …..