الدكتور عبد الحليم إسماعيل : ناصرتُ البشير من منظور فكري وشيخ حسن ” ما زعلان مني “
الانشقاق لن يتم رتقه لأن الخلاف على كرسي واحد
لم أكن سببًا في اعتقال شيخ حسن (لانو ما بعتقلوه بي لجنة الأمن حقتنا)
لا أميل للعمل السياسي وكل ما أتمناه أن تتركنا السياسة كما تركناها
شيخ حسن أكثرنا علمًا لكن إمامة المفضول جائزة ولا ينبغي للذي يُفضِّل المفضول أن ينازعه في الإمارة
ليس لي شك في أن الرئيس يعرف قدرة شيخ حسن وفكره وتمنيت لو أن المفاصلة كانت مسرحية
في هذه السلسلة من الحوارات نحاول أن نسلط الضوء على الجوانب الخفيَّة في حياة بعض الذين ارتبطوا لدى الذاكرة الجمعية للشعب السوداني بالإشراقات وربما الإخفاقات. ونسعى من خلال ذلك إلى تتبع سيرة من أسهموا سلبًا أو إيجابًا – في حركة المجتمع والسياسة، وبالطبع نهدف الى تقليب أوراق حياتهم المرتبطة بالجانب العام، دون أن نتطفل على مخصوصاتهم، حال لم تكن ذات علاقة مباشرة بالشأن العام. دافعنا في كل ذلك أن نعيد كتابة الأحداث والتاريخ، بعد أن تكشّفت الكثير من الحقائق المهمة، حول كثير من الوقائع التي أثرت في المشهد السياسي السوداني.
الحديث عن أنك تُعتبر من أكبر رجال المال والاعمال لم يعد همسًا، وهناك من يقول إنك استفدت من نفوذك الحكومي؟
أستطيع أن أقول ـ بثقة ـ إنني لم أكن أمتلك أي نوع من (البزنس) حتى العام 2000م، ولما أصبحت وزيرًا للصناعة بدأت أشعر أن لي مسؤولية تجاه أبنائي، وأن راتب الحكومة لا يكفي، لذا فكرتُ في الدخول في مشروعات لا تتعارض مع التكليف الحكومي، فقررت أن آخذ إجازتي السنوية، وأذهب كل عام إلى أروبا لشراء المعدات الثقيلة.
بصراحة شديدة هل أنت المالك فعلاً لشركة المتعافي التجارية، أم أنك شريك فقط؟
بعض الذين يطلقون مثل هذه الأحاديث لهم أجندة لا تزعجني، وأؤكد لكم أنه لا علاقة لي بـ(المتعافي التجارية) لأنها خاصة بأخي عبد المحمود إسماعيل المتعافي، وبالمناسبة هو دفعة حسين خوجلي، وتخرج فيأم درمان الإنجيلية التجارية، وبعد أحداث شعبان أضحى مطاردًا من جهاز الأمن، فقرر أن يذهب إلى ليبيا في العام 1976م، قبل أن يعود في العام 1980م، وأسس (المتعافي التجارية) وهو أميز رجل أعمال في الأسرة.
تبدو كمن ينفي أي علاقة بينك وبين (المتعافي التجارية)، هل تقصد أنك لست شريكًا في الشركة؟
تجارتي كانت محصورة في استيراد المعدات الثقيلة من أوربا في إجازتي السنوية، ولم أدخل مطلقًا في شراكة أو أي بزنس مع أخي عبد المحمود إسماعيل المتعافي. وفي العام 2007م أخذت إذنًا من الرئيس، وعملنا أنا وأشقائي مزرعة النيل الأزرق. والرئيس قال لي ازرع لأنك لا تزرع في ولاية الخرطوم.
ثمة معطيات توفرت لك وحدك وجعلت منك مستثمرًا ناجحًا. وكثيرون يرون أنك تغامر بالدخول في مشروعات ليست في متناول اليد لأنك تتفيأ ظلال السلطة؟
ثقتي في نفسي مستمدة من إيماني بما أعمل، وهذه واحدة من أسباب نجاحي. ثم إنني لا أهاب النتائج لأنني أدخل إلى المشروعات وفقًا لدراسة مفصلة. فمثلاً مزرعة المتعافي التي أشار إليها الرئيس البشير كنموذج للاستثمار الناجح، موَّلتها بـ(400) ألف جنيه، وقمت باستعادة رأس المال في العام الأول، وفي العامين التاليين قمت بسداد كل المديونيات، وبعدهاأسست مزرعتي بغرب أم درمانوإن شاء الله سوف أعمل فيها مشروع المعاش.
جدل كبير يدور حول استثماراتك، وبصورة ربما لا تتوافر مع غيرك، هل تظن أن كل ذلك ينبع من فراغ؟
جئت إلى ولاية الخرطوم بقناعة راسخة وهي ألا أدخل في أي عمل يمكن أن يجر عليّ أحاديث الناس، وفي بالي أن المواطنين لا يستوثقون مما يقال ويصدقون كل شيء، وأغلب السودانيين عندهم قناعة بأن السياسيين لا يقومون بعمل أي مشروع خدمي أو تنموي وخلافه إلا إذا كان لهم به علاقة أو فائدة، فعندما قمنا بعمل مشروع نظافة ولاية الخرطوم قال الناس إن العربات التي تعمل في المشروع هي ملك للمتعافي، وعندما قمنا بعمل مشروع البصات الداخلية قالوا أيضًا إنها بصات المتعافي.
حسنًا.. لكن لماذا يُقال هذا مع المتعافي وحده، ولماذا لا يتم الربط بين الوالي الحالي عبد الرحمن الخضر أو قبله الراحل مجذوب الخليفة وبين مشروعات ولاية الخرطوم.. لماذا أنت دائمًا محل تشكيك؟
حكاية أن يتم الربط بين المتعافي وبين مشروعات ولاية الخرطوم نابعة من أنه أنجز الكثير من المشروعات. أما لماذا لا يتم الربط بين الولاة الآخرين فهذا مرده لأنهم لم يفعلوا ما فعله المتعافي. وأقولها بصدق العبارة الراحل الدكتور مجذوب الخليفة لم يكن مهمومًا بإنجاز المشروعات، وكان مشغولاً بالعمل السياسي.
خلال مسيرتك في الجهاز التنفيذي لحقت بك الكثير من الاتهامات والظنون غير الحميدة، فهل تحس بأن ذلك انتقص منك؟
خلاصة القول في هذه الجزئية، أنه لا يمكن أن أشرح لكل سوداني أن ما يُشاع عن استثمارات المتعافي، هو محض اجتهادات غير صحيحة واستنتاجات خاطئة، وأذكر أنني في مرة كنت أنتوي الذهاب إلى المزرعة خاصتي، فتوقفت في أحد المحال التجارية لشراء فراخ للعمال، وقلت للبائع (أنا عايز خمسة كيلو فراخ)، فقال لي (من حقك أم من حق الشركة العربية). فقلت له (فراخي دة كل يوم بأكل منو اديني حق الشركة العربية).
دخلت في معارك حامية الوطيس في أكثر من وزارة، آخرها قضية القطن المحوَّر وراثيًا، فلماذا أنت مثار جدل دونًا عن الوزراء؟
دائمًا أقول إن بعضًا من الحملات التي تعرضت لها هي في الأصل نتاج للغيرة سواء من السياسيين أو الأكاديميين، وهذا تجلى بصورة واضحة في أزمة القطن المحور وراثيًا، على الرغم من أنه تمت إجازته في الدوائر العلمية، وكل الضجة التي أُثيرت حوله لأنه كان بحاجة إلى دعم سياسي، وعندما شرعتُ في ذلك مع الرئيس البشير ونائبه الأول لم يعجب الذين يطمحون لتولي كرسي وزير الزراعة.
ذلك ما يراه المتعافي، لكن كثيرين غيره يعتبرون أن القطن المحور وراثيًا يُعاني ـ فعلاً لا قولاًـمن مشكلات علمية، وأنه لم يُثبت نجاحًا في دول كثيرة؟
ذهابي من وزارة الزراعة وابتعادي عن الجهاز التنفيذي سيثبت أن الذين ملأوا الدنيا ضجيجًا هم مجموعة لها مصلحة من عدم زراعة القطن المحور وراثيًا، وسيتأكد للناس أن هناك من له ارتباط بالتجارة في هذا المجال، وهؤلاء يمكن أن يتضرروا من القطن المحور، وهناك من يعمل في مجال الرش الجوي ومجيء القطن المحور يمكن أن يقلل من تجارته، لأن القطن المحور وراثيًا أقل حاجة للرش، وهناك أيضًا من أخذته الغيرة السياسية.
راجت أحاديث كثيرة حولك، ولاحقتك الأزمات في كل منصب، ومع ذلك تتحدث عن وجود كيد سياسي.. ألا يبدو تبريرك هذا غريبًا؟
رهاني دائمًا على أدائي، ولا ألتفت كثيرًا لغير ذلك، ورهان غيري على أن يتعرضوا لمسيرتي كيفما اتفق. السياسيون لا يتركون المؤامرات وهي جزء من طبعهم، وبعضهم يكون قلقًا على مواقعه ويتوهم دائمًا وجود المهددات التي تهدد مواقعهم. وعن نفسي فقد كنت أدري كيف تُحاك المؤامرات ضدي ومن يقوم بذلك ولماذا يفعل ذلك.
زاولت نشاطك في الجهاز التنفيذي باكرًا وتحديدًا منذ مجيء الإنقاذ، وهذا جعلك ضمن التشكيلة الأساسية لفريق الحكومة، فهل تعتقد أن ذلك سبب في أن تكون أحد الوجوه التي يُقال حولها الكثير؟
زي ما قال الرئيس البشير إن الذي يعمل ويجتهد يكون هدفًا للمشكلات والأزمات، حتى أنني أذكر قول الرئيس بالحرف في هذا الموضوع، وذلك عندما قال لي (الجماعة ديل مالهم متلحنك براك، وهناك أكثر من عشرين وزيرًا). وأؤكد لكم أنني على قناعة بأن أي مسؤولية لها ثمن، وأنه إذا كان الإنسان خاملاً فلن تأتيه مشكلة.
سرت أبناء عن أن الرئيس البشير كان حريصاً جداً على تطييب خاطرك بعد أن تم إعفاؤك من الوزارة، لدرجة أنه قام بزيارتك في المنزل من أجل ذلك؟
سرّني جدًا أن يزروني الرئيس البشير في منزلي، على الرغم من أنه لم يجدني حينما جاء إلى داري، لأن الزيارة لم تكن معلنة ولم تضمن في البرتكول وأنها كانت عفوية.
وعندما عدت إلى المنزل علمت بأمر الزيارة، وبناء على ذلك قمت برد الزيارة له. لكن دعني أقول لكم إن الرئيس لم يقم بزيارة المتعافي وحده، وحسب عملي فإنه قام بزيارة كل الذين كانوا في الحكومة وتم إعفاؤهم.
شغلت قرارات الرئيس البشير بإعفاء الجهاز التنفيذي الساحة السياسية، لجهة أن الرئيس قام بخطوات لم تكن متوقعة بعد أن أنهى تكليف نائبيه ومساعده، كيف ترى ذلك؟
شخصياً أعي كل الدوافع والأسباب التي أدت إلى أن يقوم الرئيس البشير بإعفاء الطاقم الوزاري بما في ذلك نائبيه ومساعده، وأعلم لماذا فعل الرئيس كل ذلك في هذا التوقيت تحديدًا، وأتفهمه تماماً، وأقبله وأنا سعيد بكل هذه التطورات التي يراها كثيرون مباغتة ومفاجئة.
صادفت قرارات الرئيس بإعفاء الجهاز التنفيذي هوىً في نفوس كثيرين، أبرزهم الدكتور الترابي، كونها أزاحت وجوهاً ظلت تحول دون وحدة الإسلاميين؟
صعود بعض المتغيرات إلى الساحة السياسية في هذا الظرف تحديدًا لا يعني بالضرورة أنها ذات علاقة بإعفاء الطاقم الحكومي. صحيح أن إعفاء علي عثمان محمد طه أراح الترابي، لكن هذا لا يعني أن التقارب بين المؤتمرين الوطني والشعبي سببه إنهاء تكليف الطاقم القديم. وعموماً أي اجتهاد لا تستطيع أن تحكم عليه الآن وهذا متروك للمستقبل.
ضرب الإسلاميون مثلاً حول نجاعة قرار الرئيس بإنهاء تكليف طاقمه الحكومي بما حدث من تقارب بين المؤتمرين الشعبي والوطني، بعد أن ظل ذلك عصياً على التحقق منذ مفاصلة الإسلاميين الشهيرة؟
ضاق بعض الإسلاميين ذرعاً بالانقسام ومفاصلة الرابع من رمضان، وهناك من ظل ينادي بوحدة الإسلاميين، وتلك نقطة أخرى، لكن ما أعلمه أن الرئيس له أسبابه الموضوعية التي جعلته يعفي الحكومة، والخطوات التي اتخذها الرئيس مبررة لنا، وأنا أقر بأننا عمرّنا كثيراً في الجهاز التنفيذي وهذا يكفي.
طالما أنك تقر بأن الفترة التي أمضاها الطاقم الحكومي السابق طويلة جدًا، وأنها تكفي، فهل يمكن أن ينطبق قولك هذا على الرئيس كونه أمضى ربع قرن من الزمان في الحكم؟
طريقة تعاطي السياسي في إفريقيا تُشرّعِن لاستمرار الرؤساء في كراسي الحكم لمدة طويلة، حتى إنه من الشاذ أن يتخلى رئيس إفريقي عن السلطة بمحض إرادته، بل الطبيعي أن يتشبث الحكام الأفارقة والعرب بكراسي الحكم. وصحيح أن الرئيس البشير عمّر في سدة الحكم، لكنه ليس قاعدة شاذة في القارة السمراء، وهناك من جاءوا إلى الحكم قبله وما يزالوان في كراسي السلطة.
ظللت حاضرًا في الجهاز التنفيذي مدة (22) عاماً، والآن تقول إنك لم تكن حريصاً على الاستمرار في السلطة، فلماذا لم تطالب القيادة السياسية بإنهاء تكليفك قبل ذلك، حتى تثبت أنك لست حريصًا على السلطة فعلاً لا قولاً؟
ظني وقناعتي أنه لابد أن نفسح المجال لوجوه جديدة، وأستطيع أن أؤكد لكم أنه ما كان سيكون من المنطق لو أننا تشبثنا بالمنصب الوزاري، خاصة في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها السودان ويشهدها حزب المؤتمر الوطني. وعن شخصي إقول إنني أمضيت أكثر من (22) عاماً في السلطة متقلباً في المناصب الدستورية، وهذا يكفي، وإذا نظرنا إلى ذلك من منظور الخدمة المدنية فأنا أصلاً يُفترض أن أكون في المعاش.
على ذكر المعاش، ما الذي تنوي فعله بعد أن أصبحت بعيدًا عن الجهاز التنفيذي، وهل ستعود إلى الطب أم أنك ستنخرط في البزنس بصورة أوسع؟
عملياً لا يمكن لي أن أعود إلى ممارسة الطب من جديد بعد هذه القطعية الطويلة، وسوف أوظف طاقاتي لتحقيق ما فشلت في إنجازه في القطاع العام، وهو إنتاج وتصنيع الغذاء، وربما تكون هناك مشاريع إضافية لكنها لن تكون الرئيسية، وستتركز لمساعدتي في إنجاح مشروعي في إنتاج وتصنيع الغذاء.
وفي هذا فقد شرعت فعلياً في وضع الدراسات بمشاركة آخرين لابتدار مشروع إنتاج وتصنيع الغذاء، وسوف نبدأ بالسمسم والأرز والقطن والسكر والإنتاج الحيواني.
غالباً ما يعود السياسيون بعد الابتعاد من الجهاز التنفيذي لممارسة مهنة ذات ارتباط بتخصصهم، مثل مهنة التدريس الجامعي وغيرها دون أن تنتهي علاقتهم بالعمل الحزبي، فهل هذا يعني أنك طلقت السياسة؟
غبت عن العمل الحزبي والعمل السياسي طوال المدة التي قضيتها في الجهاز التنفيذي، وشخصياً لا أميل للعمل السياسي، وكل ما أتمناه أن تتركنا السياسة كما تركناها. بل إنني حينما تم تكليفي بمنصب والي ولاية الخرطوم انخرطت في العمل التنفيذي بمعناه الحرفي، وحينما طالبوني بالمشاركة في العمل الحزبي السياسي قلت لهم إن هناك شخصيات بارزة تمارس السياسة باحترافية، فلماذا نبحث عن شخص ليكون الحادي عشر.
فضّلت الانضمام إلى جانب البشير على حساب الترابي في صراع القصر والمنشية، فهل هذا مرده أنك لم تكن رجل سياسة بالدرجة الأولى، وأنك كنت تنفيذياً فقط؟
في الحقيقة أن سلوكي بعد المفاصلة لم يختلف عن سلوكي قبلها، وإذا ثبت عكس ما أقول فسيكون حديثكم صحيحاً ومبرراً. وأنا كما قلت لكم من قبل لا أميل إلى السياسة ولا أجد نفسي حريصاً عليها، إلا إذا ارتبطت بالجهاز التنفيذي وبالعمل العام، وأنا أميل إلى أن أشتغل السياسة وأمارسها من خلال تقديم الخدمة ولا اشتغل السياسة “طق حنك”.
قادة بارزون في المؤتمر الوطني سعوا حثيثاً لحدوث مفاصلة الإسلاميين، بعضهم لمصالحه الشخصية وبعضم من أجل ثارات مع الشيخ، فهل كنت تتوقع حدوث المفاصلة؟
قليل من الإخوان كانوا يتوقعون حدوث المفاصلة، ومع أنني كنت مستوعباً تماماً للأسباب التي أدت للمفاصلة، لكنني لم أتوقع حدوثها، وبالنسبة لنا كان شيخ حسن هو شيخنا وأبونا وأخونا الكبير، وهو من علمنا وهو أكثرنا رؤية إستراتيجية، ولكن بالفقه وإن كان شيخ حسن أكثرنا علماً وأكثرنا قدرة، لكن إمامة المفضول جائزة ولا ينبغي للذي يُفضِّل المفضول أن ينازعه في الإمارة. وليس لي شك في أن الرئيس نفسه يعرف قدرة شيخ حسن وفكره.
كلامك هذا يعني أنك انحزت لتيار القصر مساندًا الرئيس البشير على حساب شيخك من منظور وقناعة فكرية، وليس من منطلقات سياسية أو عاطفية؟
كل من يُعمِل الفكر سيصل إلى هذه القناعة، وشيخ حسن نفسه يعرف هذا، لذا “لم يكن زعلان مني”. ولا أعتقد أن المعرفة تجلب الإمامة، لأن أبي حنيفة كان أعلم الناس، ولم يكن إمام المسلمين، ولم يكن المنصور أفقه من أبي حنيفة، وهذا يعني أنه ليس بالضروري أن يكون الإمام عنده قدرات العلماء.
ليس من اليسير على تلاميذ شيخ حسن أن يروه مخفورًا ومساقًا إلى المعتقلات السياسية، فكيف تعاملت مع قرار اعتقال الدكتور الترابي، لا سيما أنك رئيس لجنة الأمن بالولاية؟
لكن شيخ حسن ما بعتقلوه بي لجنة الأمن حقتنا (يضحك طويلاً) ثم يواصل: لكن قناعتي أن اعتقال شيخ حسن للمرة الأولى وللمرات التي تلتها، كان تحدياً كبيراً قابل الدولة وقابل الحركة في وجودها وتماسكها، بل وأصابها في مقتل لم تسلم منه حتى الآن.
من الواضح أنك ما تزال مفتونًا بالدكتور الترابي، وأنك ترى أنه ما من جدوى أصلاً للفجور في الخصومة، وهذا رأي مغاير، فهل قمت بطرحه على مؤسسات المؤتمر الوطني؟
ما أود قوله ردًا على هذا السؤال تحديدًا، هو أنني لم أكن أداوم على العمل الحزبي والتنظيمي، ودائما يلومني الإخوان على عدم انخراطي في الشأن الحزبي للمؤتمر الوطني، وكنت أقول لهم إن هناك كثيرين يعملون في هذا وأنا يمكن أن أفعل شيئاً آخر في الجهاز التنفيذي. وكنت على قناعة بأن الانشقاق لن يتم رتقه لأن الخلاف على كرسي واحد.
نهاية الخلاف بين المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي بهذه الصورة الديناميكية المتسارعة، فتحت الأبواب عن الحديث القديم المتجدد، بأن مفاصلة الإسلاميين ما هي إلا مسرحية لإطالة عمر النظام؟
نحن كإسلاميين أكثر من عانى من ويلات المفاصلة التي أوجدت حالة من الغبن الظاهر وغير المنكور لدى كثير من أطراف الصراع، أما الحديث عن أن المفاصلة كانت مسرحية فهو تقدير خاطئ ولا يستند على رجلين، وأستطيع أن أؤكد لكم أنه لن تكون هناك مسرحية، ويا ريت لو كانت مسرحية.
هل أنت راضٍ عن (22) عاماً قضيتها في الجهاز التنفيذي، وما القرار الذي كنت ستنفذه حال لم يتم إعفاؤك من منصب وزير الزراعة؟
هموم كثيرة كانت تسيطر على تفكيري، لكن في آخر ثلاثة شهور قررت ألا أعمل أي مشروع وميزانيتي عند غيري، وطوال الفترة التي عملتها في الجهاز التنفيذي كانت ميزانيتي عندي، لكن في وزارة الزراعة كانت الميزانية عند وزارة المالية، وهي التي تتحكم في انسياب الأموال وهذا بدوره أثر على مشاريعنا.
يرى كثير من المراقبين أنك خسرت أكثر من كونك استفدت من خلال البقاء في الجهاز التنفيذي كل هذه المدة؟
يا سادتي أنا لست مشغولاً بماذا كسبت وماذا خسرت، لأنني أصلاً أهدف إلى الأجر، وإذا ربنا تقبل جزءًا من ما عملناه فهذا يكفي، ولا أتوقع أن ينصفني أحد، ومن الذي أنصفه التاريخ، وأين انتهى الزعيم إسماعيل الأزهري، وإذا انشغل الإنسان بالتاريخ فستفسد نيته.
صحيفة الصيحة
حوار: عبد الباقي الظافر ـ يوسف الجلال
ع.ش
ههههههههههه الدكاترة الببيعو اللحم
لا اعرف الرجل
ولكن كنت معتقد ان انجح واحد و اكثرهم تميزا وشاطر
بس اسلوبه لا ينفع مع بلد زي السودان الناس متعودة علي الكلام والانتقاد لاصحاب المبادرات
اكثر ما اعجبني الا اشتغل وميزانيتي عند غيري
ده صاح و تركيز الفلوس عند وزارة المالية باجراءاتها العجيبة تفشل كل شئ
يا يتم تغيير النظام او وزارة المالية تغير اسلوبها .
لو كان كل وزراؤنا وولاتنا مثل المتعافى العفيف لأنصلح حال البلد
الشعب السوداني يدعم ال mbc بمليون دولار فلماذا لا تخرج الحكومة في تظاهرات للتنديد به:
شهدت الأيام الماضية ظهور المتسابق السوداني نايل في مسابقة برنامج The Voice والذي تعرضه قناة mbc والذي تديره ثلة من الخبثاء فبعد تلميعهم ل نايل وفتح باب التصويت, أنهالت رسائل التصويت من السودانيون داخل وخارج السودان لتبلغ ماقيمته 7 مليون جنيه أي قرابة المليون دولار؟؟؟ أتمنى أن تخرج الحكومة في مظاهرة غضب لتندد بشريحة من الشعب السوداني الذي بلغ به الفساد الى تبديد ثروات البلاد لدعم السفهاء.
عبدالباسط النيل