الممثل المقيم للأمم المتحدة بالسودان يكشف عن تراجع مركز السودان في قائمة التقدم التنموي
وقال الزعتري – في منتدىً إعلامي أمس بقاعة الصداقة نظمته مؤسسة فاونديشن البريطانية بالتنسيق مع السفارة البريطانية والمجلس الثقافي البريطاني – قال : إن التعاون التنموي بالسودان انقصم ظهره عندما ألغت الحكومة وزارة التعاون الدولي وأوكل العمل إلى وزارة المالية، مشيراً الى ما وصفه بمحاولة إعادة زمام المبادرة والمحافظة على إعادة الشعرة مع الجانب السوداني مؤكداً أن عدم وجود وزارة أو هيئة تعنى بالتعاون الدولي أمر يضر بالسودان.
ولخص الزعتري متطلبات إحراز التقدم التنموي في العمل على الالتزام بتحقيق مكونات التنمية البشرية فيما يتعلق بقضايا المرأة والطفل والحكم الراشد والحد من الفقر ومحاربة الأيدز والملاريا وسواها. واستنكر متسائلاً كيف يتحقق النمو التنموي بالسودان ولا يسمح للمرأة أن تحتفل بيوم المرأة العالمي؟ وأشار الزعتري إلى أن عدم وجود بيانات إحصائية للسودان أحد أسباب ذلك التدهور والتي تعالج باللجوء إلى استنباط واستنتاج الرقم.
وكشف المسئول الأممي عن دراسة إستراتيجية استكشافية مشتركة بين مركز دراسات المجتمع والأمم المتحدة بالسودان حول كيف يريد السودان أن يرى نفسه بعد 40 سنة هل يريد أن يكون في مربع الأزمات، أم في خانة أخرى من التقدم مشيراً إلى أن الدراسة ستبحث التحديات والنواقص التي تقف أمام الهدف.
وأقر الزعتري بوجود أزمة ثقة بين السودان والأمم المتحدة منذ عمليات شريان الحياة بيد أنه أكد أن الشراكة بين السودان والأمم المتحدة شراكة راسخة وقال إن السودان عضو فاعل بالأمم المتحدة وأن للدبلوماسيين السودانيين باعاً طويلاً في الأمم المتحدة مشيرا إلى جهود إعادة الثقة التي بدأها منذ وصوله للسودان خلال العامين من 26 مارس 2012م الى 26 مارس 2014م. وقال الزعتري نحن بدأنا منذ سنين العمل لبناء الثقة وأكون صريحاً وموضوعياً مع الحكومة والغرض ليس التشهير ونحن نحترم السودان وسياسة السودان ولكن نريد أن نتعاون مع السودان. وأقر بوجود شكوك لدى الحكومة تجاه المنظمة قائلا يجب أن تكون العلاقة بين الجانبين ليست كالعلاقة بين الإنسان والشيطان وإنما كالعلاقة بين الإنسان والإنسان، مشيراً إلى ضرورة تبادل الثقة. وامتدح في ذات الوقت ما ظل يجده من آذان صاغية لكل ما يطرحه من مطالب قال إنها أحياناً تكون مطالباً صعبة وقاسية.
إلى ذلك وصف الزعتري الأوضاع بدارفور بأنها مأساوية وصعبة جداً وأنها جرح نازف باليد وأنها تتردى قائلاً إن الكابح الفوري لتلك الأوضاع هو العودة لطاولة التفاوض وتحقيق السلام. وأشار إلى صعوبة السيطرة عسكرياً على الأوضاع بدارفور التي تساوي مساحتها مساحة فرنسا في ظل اختلاط وجود قوات مسلحة وقوات تمرد وقوات مشتركة من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. وأشار إلى كثرة التقارير ذات الطابع الاجتماعي والتي تتحدث عن حوادث الاغتصاب بدارفور.
ووصف الأرقام على الصعيد الإنساني في السودان بأسره أنها مخيفة مشيراً إلى أن حوالي (6) ملايين إنسان بالسودان يحتاجون إلى مختلف الاحتياجات الإنسانية من غذاء ودواء وكساء ومأوى، هذا يهم حوالي ثلاثة ملايين ونصف مليون إنسان في دارفور منهم حوالي مليوني (اثنين) نازح حيث نزح في الربع الأول من العام الحالي وحده أكثر من 22 ألفاً من مناطقهم. واستنكر ما وصفه بسهولة القتل التي أصبحت على مستوى الحركات المتمردة والمليشيات التابعة للحكومة. كما أشار إلى معاناة أكثر من مليوني (اثنين) طفل بالسودان يعانون من مشاكل سوء التغذية. وطالب الحكومة بالسماح للوصول إلى كل النازحين.
هذا ونبه الزعتري الحكومة السودانية إلى العبء الذي يمكن أن يشكله لاجئو دولة جنوب السودان عليها معبراً عن تقديرهم لترحيب الحكومة السودانية بهؤلاء اللاجئين والذين فاق عددهم 60 ألف مواطن قائلاً إن حاجتهم للدواء والغذاء والماء كبيرة. ورحب بمبادرة الحكومة بيد أنه وصف وضعهم بأنه أصعب مما يمكن تصوره ويشكل عبئاً على سودان مليء بالأزمات.
ورداً على سؤال عما إذا كانت الأمم المتحدة ستبقى للأبد بالسودان؟ قال الزعتري : نرى أنفسنا بالسودان كما يريد السودان منا أن نكون فإن أرادنا في أراضيه فنحن موجودون وإن قال لا يريدنا فلكل حادثة حديث فالعلاقة بيننا ضرورية إلى أن يصل السودان إلى مراقي انعدام الأمم المتحدة كدولة سنغافورة.
هذا ورفض الزعتري وصف قوات الـ(يوناميد) بالضعف وعدم مقدرتها على حماية منسوبيها مشيراً إلى وجود معوقات تحد من أدائها قائلا انها على قلة مقدراتها فأنها تقوم بدور فعال.
صحيفة اخبار اليوم
[/JUSTIFY]