“غصب عنكم”.. احتفالات مستفزة في الرياضة السعودية
لطالما كانت لحظات الفرح اختباراً صعباً لمشاعر صاحبها في ظلّ حساسية دائمة بين أطراف اللعبة الأكثر شعبية، ما يتسبب بالخروج عن النص، حتى وإن كانت طريقة الاحتفال لا تحمل إساءة مباشرة.
فبعد ضمان لقب دوري جميل للمحترفين أمام الشباب، توجّه الأمير فيصل بن تركي ولاعبيه إلى جماهيرهم وأشاروا لهم بعلامة النصر متبوعة بإشارة “الإصبع فوق الأنف”، وفسر البعض تلك الاحتفالية بأنها موجهة للغريم التقليدي الهلال، الذي خسر المنافسة لصالح الأول رغم أنه لم يكن طرفاً في المباراة التي شهدت تتويج الأصفر بلقب الدوري، ما حدا بالأمير فيصل بن تركي إلى توضيح موقفه عبر تويتر قائلاً: “تلك الإشارة لا تعني الإساءة بل إنها تعني التغلب على جميع العقبات والمصاعب التي واجهها في طريقه”.
وكان الأمير محمد بن فيصل، رئيس الهلال، أول من أشار بـ”الإصبع فوق الأنف”، عقب فوز فريقه بلقب الدوري أمام الاتحاد موسم 2007-2008م ولم يعاقب من قبل لجنة الانضباط، وتبعه الأمير فهد بن خالد، رئيس النادي الأهلي، بعد إحدى المباريات قبل مواسم، ولم يتعرض لأي عقوبة، فيما كان طارق النوفل، مدير المركز الإعلامي بنادي الشباب، هو الوحيد الذي تعرض لعقوبة بسبب تلك الإشارة، عقب حصول فريقه على دوري موسم 2012 بغرامة بلغت 40 الف ريال.
وعالمياً، تقدم بيدرو ليون الأحد الماضي واخترق دفاعات فالنسيا وسجل لخيتافي هدفه الثالث، لكنه توجه الى جمهور الفريق المضيف واحتفل أمامهم بطريقة مستفزة، ليأتي الرد من الفرنسي جيرمي ماثيو، قائد الفريق الخاسر، الذي ضرب المحتفل، ويخرج الأخير عبر صحفته بتويتر ويقدم اعتذاره لجماهير فالنسيا وبقية متابعي كرة الإسبان على ما بدر منه بعد الهدف، مؤكداً أنه لم يقصد استفزاز أي شخص بتلك الاحتفالية.
وتبقى عقوبة الإيقاف بحق إيمانويل أديبايور عندما سجل هدفاً بقميص مانشستر سيتي على أرسنال، فريقه السابق، إحدى أقسى العقوبات التي تلقاها لاعب “محتفل” بعد أن فرض عليه الاتحاد الإنجليزي في عام 2009 الإيقاف عن 3 مباريات، نظراً لانطلاقته نحو الجهة الأخرى من الملعب والاحتفال ضد أنصار فريقه السابق.
وفي المكسيك، حيث تشتعل مباريات جوادلاهارا وغريمه استوديانتس، قام لاعبو الأول ماركو ديلامورا والبرتو ميدينا بإحتفالية إعتبرها الاتحاد المكسيكي لكرة القدم “مشينة” بعد أن احتفلا بطريقة مستفزة لجماهير الغريم، بتمثيل إطلاق عيار ناري تجاه رأس الآخر، في إشارة الى انتهاء المباراة وقتل استوديانتس، وتم تغريمهما 3700 دولار أميركي.
وبسبب احتفاليته بهدف مطلع العام الجاري، أوقف الفرنسي نيكولا أنيلكا وفسخ عقده مع ويست بروميش البيون، بعد أن ظهر وهو يحتفل بطريقة فسّرت بأنها تحمل إشارات معادية للسامية.
وتعرض بالاتولي في يناير الماضي للإنذار ببطاقة صفراء بعد احتفاله بطريقة اعتبرها الطليان “فظة” أمام جماهير كالياري ضمن مباريات الدوري الايطالي.
وتختلف إشارات الاستفزاز من مجتمع لآخر، ففي الغرب تعتبر حركة رفع الإصبع الأوسط، فيما تقابل تلك الإشارات شرقاً حركة الإصبع فوق الأنف الإشارة بإمرار السكين على الرقبة كناية عن النحر.
العربية.نتم.ت[/JUSTIFY]