رأي ومقالات

احمد يوسف التاي: (الوطني ) حزب لا (يشبع) ولا يستغنى من شهوة السلطة ونهم المال والثروة

المؤتمر الوطني،حزب يجيد المراوغة والمداهنة ،والنظرة التاكتيكية للأشياء عنده بمثابة (المائدة) التي يقتات منها لأجل البقاء أو هي بمنزلة المصل المخدر الذي يعطيه للآخرين ليهدأوا من حالة الصخب الذي يهدد مواسم الإسترخاء التي يخطط فيها لمشاريعه طويلة المدى…

(الوطني ) حزب لا (يشبع) ولا يستغنى من شهوة السلطة ونهم المال والثروة ، يريد في كل الأحوال أن يكون (القندران) والآخرون (ترلات) ..حزب قائد لوطن رائد كما الشعار الذي رفعه بشارع المطار- وعلى أساس هذه النظرة الإستعلائية الإقصائية كان قطار الإنقاذ يدعو الآخرين لـ (الركوب) دون أن يتوقف…وانطلاقا من النظرة الأحادية ذاتها كان (الوطني) يدخل المفاوضات الثنائية من خصومه ليشق صفوفهم ويفرقهم أيادي سبأ، لا ليتفق معهم على ثوابت وطنية ورؤى مخلصة ومسؤولة (تنشل) البلاد من أوحال النزاع ومستنقعات الإحتراب ، ويفعل كل ما من شأنه أن يرسخ أقدامه في الحكم ولو على حساب (تطيين عيشة) البلد …

هذه هي استراتيجية المؤتمر الوطني التي ألفناها … لكن السؤال المهم هل تبدل الحال الآن ؟ والسؤال الأهم هل لايزال (الوطني) يراوغ ويسعى لكسب الوقت ؟ والسؤال الأكثر أهمية هل الأحزاب التي أقبلت على لقاء (الأمس) بقلب مفتوح وجدت من الضمانات ما يجعلها مطمئنة على نحو ينسيها مرارات الماضي ؟.

وللإجابة عن الأسئلة الثلاثة ، نشير إلى أن هناك معطيات ظاهرة تجعل الإجابة عن الأسئلة المشار إليها أمر في غاية السهولة ، فأما كون أن حال تبدل الآن فهذا صحيح فالمؤتمر الوطني يبدو أنه قد وصل إلى (ميس) المراوغة ، وبدا وكأنه قد أفرغ كل مكنونات المناوة والتاكتيك ، وتوصل إلى نتيجة واحدة فقط وهي أن الإقصاء وعزل الآخرين عن إدارة شأن بلادهم لن يجدي وأن الإستفراد بالسلطة وطريقة إحتضان بعض الأحزاب الإنتهازية لن يكون ذا فائدة ، وأن الحوارات الثنائية لن تزيد شفرة الإستقطاب السياسي إلا حدة تقطِّع أوصال الوطن المكلوم ، والدليل على كل ذلك هو الحوار مع كل الأحزاب (حتة واحدة) .. أما عما إذا كان (الوطني) مازال يراوغ ويمارس سياسة التخدير وكسب الوقت ، فهذه الفرضية تصبح ضعيفة للغاية لأنه لا توجد مساحة أصلا للمراوغة ، ولا يوجد وقتا أصلا لكسبه ، وإن فعل هذا فيهذا الزمن الإضافي من (الشوط الأخير) فليواجه الطوفان الذي يقتلع عروش الطغاة المستبدين ..

اما ما يتعلق بما يجعل الأحزاب الأخرى خاصة تلك التي لُدغت من (جحر) المؤتمر الوطني مرتين وثلاث ورباع ، نقول أن أي سياسي يقرأ الساحة بكل معطياتها يرى أن المؤتمر الوطني الآن يبحث عن مخرج ليس لأزمات البلاد بل لأزماته الداخلية وأنه على استعداد للتنازل .. وأما الذين قاطعوا الحوارالوطني فهؤلاء في تقديرنا لا يتعاطون مع السياسة إلا في حدود (أمسك لي وبقطع ليك) وأن قراءتهم للمشهد فيه كثير من الغبش وسوء التقدير.

احمد يوسف التاي

‫3 تعليقات

  1. مثل هذه الكتابات النشاذ هى التى تقطع اواصر المحبة والترابط الوقت ليس وقت فش غبينة والنظرة السوداوية هذه مشكلة كالذى تهدى اليه صابون حمام يكون رده هل يرانى لا استحم ام ان ريحتى كريهة وكالذى تهديه حذاء فيظن بك الظنون ومن يكن ذا فم مريض … ومن يكن ذا عقل مريض ومن يكن ما عنده موضوع وهنالك ظاهرة لبعض كتاب الاعمدة يبحثون عن الشعبية بقلة الادب وقلة النظر وقلة الفهم بالجد لا احترمهم لنه عندما كانت قبضة هذه الحكومة قابضة فى زمن التمكين كانوا مستانسين تماما ولم يتجراو حتى عن قول كلمة والشرفاء يعتقلون والسياسيون معتقلون ولا همسة حتى
    هل الوطنى ضعيف سؤال هل هنالك مهدد يعصف بالوطنى وهو الذى ينتصر الان فى كل مسارح العمليات .
    يا جماعة الزمن زمن وحدة وشيلة وطن فاستقيموا يرحكمكم الله وسدوا الفرقة

  2. (الوطني ) حزب لا (يشبع) ولا يستغنى من شهوة السلطة ونهم المال والثروة ، يريد في كل الأحوال أن يكون (القندران) والآخرون (ترلات) ..
    وانا أزيد عليه
    أنه أسوأ فترة حكم في السودان هو فترة حكم البشير
    وربنا يستر علي البلد
    والناس ديل ما حيفكو الحكم بسهولة وربك يسترعلي البلد

  3. كلام سليم ..
    المؤتمر الوطني يعتبر بقاءه في السلطة غاية تهون من أجلها الوسائل ..
    والحوار المزعوم هو مجرد كسب للوقت .. وإلا هل يعقل أن يمر شهرين منذ نداء الوثبة ليقام الملتقى التالي ويتعهد فيه البشير بإعطاء الناس شئ من الحرية !!
    أي حرية هذه التي تمنح عطية مزين ووفق شروط ؟؟
    ما سيحدث بإختصار أن فترة الحوار المزعوم ستتطاول وصولا للعام 2015 عام الإنتخابات .. وعندها سيديرون ظهر المجن للأحزاب المتفاوضة ويرفضون أي تنازل لنحصل على إنتخابات مخجوجة جديدة تتيح لهم الإستمرار في السلطة وتمزيق ما تبقى من الوطن ..