مصطفى الآغا

الهلال والعين وصراع الزعامات


الهلال والعين وصراع الزعامات
[JUSTIFY] المشكلة الأزلية لدى البعض هي عدم التفريق بين الرأي والتمني وبين الواقعية والطموح.. والمشكلة الأكبر هي شخصنة الرأي ومهاجمة صاحبه ربما انطلاقا من خلفيات صاحب الرأي التي غالبا ما تكون ملونة خاصة بعد انحياز الكثير من الإعلاميين لأنديتهم أو لأشخاص في أنديتهم على حساب الحقيقة وأحيانا على حساب أنديتهم نفسها فقط لتمجيد الشخص وتسفيه وتثبيط عزيمة من يخالفه. والأكيد أن هناك أسماء محايدة تحاول أن تقول رأيها وقناعاتها ولكن الصالح يذهب مع الطالح.. فعندما توقع الكثيرون ليلة مباراة العين الإماراتي والهلال السعودي أن تكون النتيجة لمصلحة زعيم الإمارات هناك من صور التوقع على أنه تمن وحرب غير معلنة على زعيم الكرة السعودية، «وهناك من سيتوقف كثيرا عند العبارة الأخيرة لأنه لا يعترف بأي زعيم آخر سوى الهلال»، علما أن كل من توقعوا ذلك بنوا كلامهم بناء على معطيات المباراة من أرض وجمهور واستقرار فني وإداري لدى العين مقابل مدرب جديد في الهلال وإرهاق كبير بعد 120 دقيقة في نهائي كأس ولي العهد أمام النصر ومستويات لاعبين متذبذبة، وفي النهاية هو مجرد توقع قد يصيب وقد يخيب.

وعندما أشدنا قبل المباراة بأحد أهم أسلحة العين وهو عمر عبد الرحمن جاءت الهجومات المنظمة والعشوائية من كل حدب وصوب تنتقد التركيز على هذه الإشادة وتؤكد أنه لا وجه للمقارنة بين عموري والشلهوب مثلا.. وما حدث في المباراة يؤكد أن عموري «عملة نادرة جدا»، فسجل هدفا وصنع آخر وعين العين التي رصدته تؤكد أيضا أنها ثاقبة النظرة بعيدة الرؤية وما كتبته صحيفة «الديلي ميل» البريطانية عن اهتمام برشلونة وآرسنال الإنجليزي بضم «عموري» شهادة أخرى بحق أحد أهم نجوم الكرة العربية، بل أضافت الصحيفة أن الإماراتي يشبه الإسباني ديفيد سلفا نجم مان سيتي الذي يريد الذهاب لريال مدريد وأن بطل إنجلترا أيضا يسعى وراء عموري ومعه أندية بروسيا دورتموند وشالكه وهامبورغ الألمانية، وحتى لو كان هذا الكلام كله غير صحيح أو مبالغات إعلامية «لم يتعود عليها الإعلام الإماراتي نهائيا» والمنشور أساسا ظهر في صحيفة بريطانية وليس عربية، يبقى عموري علامة فارقة ينتظرها مستقبل عالمي لو عرف صاحبها كيف يستثمر موهبته.

تقريبا نفس الأمر حدث مع التوقعات بصعوبة موقف النصر السعودي في إياب ربع نهائي كأس الاتحاد العربي للأندية في موقعته مع عربي الكويت الذي تمكن من تسجيل هدفين في الرياض رغم خسارته بالثلاثة، ومن يسجل خارج أرضه قادر على أن يسجل على أرضه، وخاصة أنه أخرج متصدر الدوري السعودي وهو الفتح.. نفس الكلام نسمعه أن التوقع بفوز العربي أو تأهله محاولة لإحباط النصراويين، علما أنه في حال توقع العكس سيقولون تخدير وحرب نفسية! والنتيجة فوز العربي بهدفين نظيفين.

يجب أن نرتقي بتفكيرنا وبطرق نقاشاتنا وأن نتقبل حقيقة بسيطة هي أن الآخرين يعملون كما نعمل ويستعدون كما نستعد «وربما أفضل»، وأن الكون لا يبدأ وينتهي عندنا وحدنا، وأن عدم اطلاعنا على ما يفعله الآخرون هو مشكلتنا نحن.. وليست مشكلتهم ولن تكون.
[/JUSTIFY] [email]Agha2022@hotmail.com[/email]