رأي ومقالات

راشد عبد الرحيم : انهيار الجنوب .. فاتورة يتحملها الشمال

[JUSTIFY]رغبة بعض القوي الغربية التي تلقاها السيد رئيس الجمهورية بعودة السودان الموحد تكشف بجلاء حجم المأزق الذي وقع فيه الغرب بسبب الضعف والعجز عن فهم الجنوب والبناء علي تحليلات ومفاهيم بعيدة عن الواقع والحق.
ليس الغرب وحده من وقع في هذا بل جميع الجيران ، جيران الجنوب والسودان كله حكومة وقوي سياسية معارضة وحاكمة ، تعامل الجميع مع الحركة الشعبية ونسوا وتناسوا ان هنالك ومن وراء وخلف الحركة الشعبية دولة لا يسهل فهمها ويصعب التعامل معها.

الحركة الشعبية علقت جرس الوحدة في عنق الحكومة وحبستها في وهم الوحدة الجاذبة ذلكم الاستحقاق الذي وقعت في براثنه الحكومة .

ثم ان الحركة ربطت حبال الأوهام حول المعارضة السودانية ولم تكتشف القوي الشمالية هذا الحبل وهي تنظر ببلاهة الي انفراد الحركة بمشاركة المؤتمر الوطني الحكومة .

ولقد تداركت القوي المعارضة وحتي شماليي الحركة الشعبية ان المؤامرة تلتف حولهم وان القضية ذاهبة الي الانفصال وتعامي الجميع والحركة تترك الترشح لرئاسة السودان وتتخلي عن مرشحها الشمالي حتي وهو يحصد الأصوات في الجنوب .
ليست كل الأخطاء قابلة للتصحيح وليس كل تصحيح يعيد الأوضاع لما كانت عليه في الجنوب .. بعد الحرب التي اندلعت يصعب ان يعود ذات الجنوب حتي تعاد لحمته مع السودان او لا تعاد.
سيدفع الجميع ثمن التسرع غير المدروس أولهما: الغرب ، وثانيهما : السودان وأكثر الخاسرين الحركة الشعبية في جنوب السودان.

سيكون السودان أمام وضع صعب الحرب الحالية ترسم كيانات قائمة في الجنوب وهي تؤسس للحدود والمناطق والنفوذ.
قبيلة الدينكا هي الأكبر في الجنوب ولكن اكبر تماس لنا مع قبيلة النوير والمصالح الاقتصادية للسودان مع النوير ومناطق النوير هي الأكبر.
حدودنا مع ولاية الوحدة واسعة وفيها منافع النفط وأزمات التداخل بين القبائل وعلي رأسها المسيرية والنوير والي الشرق من الحدود المشتركة أيضاً النوير من ولايات أعالي النيل وتداخل زراع ورعاة لا يمكن تجاهل النوير وفصائل النوير العسكرية وغير العسكرية.
بيد ان وجود جنوب واحد في دولة واحدة يعني إننا بإزاء دولة لابد ان نتعامل معها وهي دولة لا يمكن ان تقوم دون حصة معتبرة للدينكا فيها.

وإذا كانت الدينكا جغرافياً خلف النوير وبيننا وبينهم حاجز سكاني واسع من تاني قبيلة في الجنوب فإن مصالحنا تبقي مرتبطة بتداخل يصعب حل شفراته وتداخلاته.
من صور التداخل الغريب ما يجري حالياً في بانتيو و فيها تدعم الجبهة الثورية حكومة الجنوب والمتمردون في ولاية الوحدة يحاربون هذه الجبهة التي ترتبط حالياً بمصالح مع حكومة سلفاكير.
وإذا دعم السودان قوات مشار لكونها تحارب الثورية فمعني هذا التضحية بحكومة الجنوب وهذا امر لا يتصور حدوثه.
موقف الحكومة الحالي هو الاصوب ولكن المستقبل ربما يأتي بخيارات صعبة في هذه المتغيرات المعضلة الأساسية والتي تجاهلها الجميع انه من الصعب ان تقوم وتعيش دولة في جنوب السودان دون علاقة سلسة مع السودان.
الذين يدخلون الي أتون الجنوب من الغربيين ومن الأفارقة ليسوا علي قدر من فهم هذا الكيان تجعلهم قادرين علي ان يفهموه ويبنوا معه علاقات تنفعهم وينتفع بها أهل الجنوب، الرغبة في عودة السودان موحداً تعني إقراراً ضمنياً بأهمية السودان في المعادلة الدولية هذه بوابتها ان تكون العلاقة بين الغرب عموماً وأمريكا تحديداً والسودان ليست علي ما هي عليه حالياً.
لا يستطيع الغرب والولايات المتحدة بلوغ ما يبتغون في الجنوب وهم يتجاهلون السودان.. اغلب فرص السلام في الجنوب لن تكون بغير السودان وغالب المصالح الاقتصادية مرتبطة بالسودان ،بيد ان المتاجرة بالجنوب وإيهام الجنوبيين ودفعهم لمواقف ليست في صالحهم هو ما يحدث هذا المواقف الضارة بالجنوب.. وهذا أمر يمتد حتي في حال استقرار الجنوب وسيادة السلام فيه.

انظر كيف يدورون بالجنوبيين في أوهام تصدير النفط عبر موانئ افريقية ؟
اذا قطعت حدود السودان مع الجنوب فلن يستطيع الجنوب ان يصمد طويلاً .
وقف الشاحنات البرية والناقلات والنقل النهري أصاب الجنوب بأضرار كبيرة .يحتاج الجنوب الي وقت ليتعافي من مرحلة الثورة والجيش الشعبي الي مرحلة الدولة واليوم يحتاج الجنوب ليدرك ان الانفصال لا يعني تحقق كل الأحلام وكل الاستقلال وكل التحكم في الجيران .

الواضح اليوم ان التركيبة القائمة في الجنوب تتقاصر عن استحقاقات قيام دولة والحفاظ علي كيانها والتفتت بين أيديهم ولن يستطيع الشمال ان يصلح شأن الجنوب حتي إذا عاد إقليمياً سودانياً يخضع لحكم المركز من الخرطوم.
ضاعت الآمال ولم يعد غير سراب حتي فرص قيام كونفدرالية بين الدولتين لم تعد مجدية وواحدة من الدول الكونفدرالية لم تعد وحدة ولم تعد متحدة.

اين هي الدولة في الجنوب حتي يخاطبها الشمال لاعادة اللحمة؟
هذا التوجه الغربي لإعادة توحد السودان ليس بسبب خدمة ومساعدة السودان ولا دولة جنوب السودان .. انه محاولة لإصلاح الأرض والأرضية التي يستوفي بها الغرب ما يريد من السودانيين سواء أكانوا جنوبيين أو شماليين.
وعلي الحكومة ان تتحلي بالعقل والاتزان أمام هذا الطرح الذي هو إصلاح لمدرج هبوط للمصالح الغربية ولم يوف الغرب وعوداً يبذلها للسودان ولا لجنوب السودان.

صحيفة الرأي العام
ع.ش[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. يجب على الحكومة ان تضع مصلحة شعب شمال السودان فوق كل اعتبار…وان يكون كل اهتمامها منصبافى تحقيق السلام والتوافق الداخلى بين مكونات المجتمع السودانى….وعودة الوحدة اعتقد ان مثل هذا التفكير لايراد به الا ادخال البلاد فى دوامة جديدة من حروب لاتنتهى….فليتحمل الغرب والحركة الشعبيه تبعات ما خططوا له بعيدا عن السودان…يكفى السودان ان تعطل خمسون عاما بسبب الجنوب وبسبب طموحات متعلمى الجنوب..

  2. انا أرى انه ما كان في اي داعي انه الرئيس البشير يذكر أن بعض الجهات طالبت بإعادة الوحدة.
    المفترض اذا في جهة خارجية طلبت ذلك فلتعلن هي ذلك للملأ .
    بالنسبة لينا في الشمال ، الجنوب اصبح من الماضي وكل مضى في حال سبيله، وحقه ما نضيع وقت في الكلام عن عودة أو عدم عودة الجنوب.

  3. وزر انفصال الجنوب وبيعة وتدميرة يقع ذنبة على الغرب وحكومة الموتمر الوطنى الا وطنية للتفريطة فى جزء عزيز من الوطن من اجل ارضاء دول الغرب والحصول على وعود كاذبة من الغرب والمكوث فى كرسى الحكم حسبنا اللة ونعم الوكيل