محمد الننقة : الكبتاجون المضبوطة ببورتسودان .. هل هذه المرة الأولى
العقيد ماهر الضابط بالجمارك اللبنانية يرسل رسالة واتساب لحساب احد ضباط الجمارك السودانيين وترن الرسالة، ونعم الرسالة لانها تحتوي على معلومات غاية الأهمية وتفيد بأن هناك خمسة حاويات محملة بـ(4000) جوال ذرة شامية وهذا ظاهر الشيء ولكن باطنه تحتوي على حبوب مخدرة، وتم تفتيشها بالميناء ووجد داخلها كميات كبيرة من حبوب الكبتاجون المخدرة المعروفة محلياً بأبو هلالين تم شحنها من ميناء جبل أم علي بإمارة دبي إلى موانئ اليونان وموانئ المملكة العربية السعودية وموانئ جيبوتي ومن ثم إلى السودانية وتأتي طول هذه الرحلة كتمويه حتى لا يتم تتبع هذه الشحنة الفاسدة المفسدة بسهولة، الشحنة تقدر بـ(مليوناً وخمسمائة واثنين وخمسين ألفاً وخمسة وعشرين حبة) ووزنها يصل نحو طنين وثلاثمائة وخمسين كيلو جراماً وسعر الحبة الواحدة (خمسة وعشرون جنيه)، قد تم توزيع الحبوب المخدرة على جوالات الذرة الشامية حيث تم ضبط (47) جوال بتعبئة (50) كيلوجراماً من المخدرات في كل جوال و(30) كيلو جرام من الذرة الشامية حيث ان وزن الجوال (80) كيلو جرام، وكانت الجوالات تحمل ديباجة كتب عليها (ذرة علفية منتجة بلبنان ووزنها (80) كلغ تاريخ الانتهاء 2015).
وحبوب الكبتاجون لمن لا يعرفها هي مادة كيميائية منشطة تساعد على السهر وتقلل الحاجة للأكل وتشعرك بالنشاط الذي سرعان ما يزول بزوال المؤثر، وللحصول على نفس فعالية الحبة الأولى مع طول زمن التعاطي يزيد الشخص المتعاطي الجرعة المتناولة باستمرار من حبة إلى حبتين إلى ثلاثه ثم اربعة وهاكذا.
رجحت الادارة العامة للمخدرات ان الكميات ليس المستهدف بها ان السودان، لكننا نقول على الاقل المستهدف بجزء منها هو الشباب السوداني وليس هناك ما يمنع طالما أن سعر الحبه الواحدة هي (25) جنيه وهي قد تكون متاحة لعدد غير قليل من الشباب السوداني خاصة ابناء الاسر الميسورة، وقد يتحصل الشاب على هذا المبلغ بعد الادمان من السرقة أو خداع الوالدين او خلافه لانه حينها يكون قد اصبح اسيراً لها، وتعزز هذه الفرضية أنه في العام قبل الماضي تم ضبط عدد مليون حبه من الكبتاجون في الخرطوم وكان يروج لها لبنانيان ومازلا يقضيان فترة الحكم المؤبد بالسجن، فهذه المليون حبة هي التي ضبطت فكم هي الكمية التي تتحرك هنا وهناك بين ازقة وشوارع البلاد.
هذه الكمية الكبيرة لا يعقل ان تكون هذه هي المرة الأولى التي تدخلها هذه الجهة للسودان، فليس من الفطنة بمكان ان تخاطر جهة بادخال هذه الكمية الكبيرة للسودان في المرة الأولى، فقد تبدأ بكميات صغيرة ثم تزداد الكمية وتزداد حتى تصل لان تجعل البلاد مخزن لها وذلك بعد الاطمئنان على ان الطريق سالك وأنها لا تكتشف حتى تستقر في عقول شبابنا.
من الواضح من طريقة التمويه والكمية المضبوطة ان هذه الجهة صاحبة الشحنة هي على قدر كافي من الذكاء والقدرات والمقدرات والخبرة، وهي بالتأكيد تقف خلفها إحدى شركات المافيا الكبيرة التي تتاجر في المخدرات فالشحنة مرت عبر خمسة مواني قبل ان ترسوا بالمواني السودانية، وقد يسأل سائل ماذا لو لم يرن جرس الواتساب معلناً وصول الرسالة بالتي احتوت معلومات الحاويات، زد على ذلك ما هو مصير ضابط الجمارك اللبناني عندما تعلم هذه الجهة انه من اوقع بها.
اضم صوتي لتلك الاصوات التي تطالب بكشف كل ملابسات هذه القضية التي هزت الوسط السوداني وجعلت من بلادنا نقطة توزيع لهذه الحبوب للعالم الذي حولنا، فهي ليست قضية تهم شريحة من المجتمع دون الاخرى إنما تهم كل المجتمع بكافة مكوناته، لانها تستهدف الشباب والشباب هو أمل الأمة، وفي كل بيت سوداني شاب ربما يكون ضحية لهذه السموم، فكشف اسماء التمورطين فيها من مختلف الجنسيات لا سيما السودانية من الاهمية بمكان، حتى نعلم من يريد تدمير شبابنا لينال العقاب الذي يستحق ويكون عبرة لمن يعتبر.
عمود منحنيات/يكتبه الصحفي محمد الننقة
مصيبه فعلا ولكن النتيجة واضحة فان كان هناك اثنان محكومان بالمؤبد بدل الاعدام كما هو معلوم في كل دول العالم فمصير اللاحقين معلوم اما السجن واما البراءة في قضية تستحق الاعدام
قبل أن يعلن الابطال لابد من الاستفادة من مبدأ “إذا اختلف اللصان ظهر المسروق”..أنى للبناني أن يعلم بمحتويات الشحنة؟ ولماذا لم يتم توقيفها في لبنان؟ وكيف علم العقيد (ماهر) بواتساب الضابط السوداني؟؟ ولماذا اقتنع الناس أن المواني التي مرت بها الرحلة كانت للتمويه وليس للبيع؟ هل كانت الجودة غير مناسبة لذلك رفضت في تلك الدول وأتي بها للسودان لتباع بسعر أرخص؟ تساؤلات كثيرة تحتاج لتوضيحات أو ربما إجابات