مصطفى الآغا

شعرة معاوية؟


شعرة معاوية؟
[JUSTIFY] عندما أطلقنا في ” صدى الملاعب ” مبادرتنا ” لا للتعصب ” لم نطلقها من فراغ أو لمجرد حبنا للمبادرات بل إنطلقنا من واقع مؤلم فرض نفسه على معظم الملاعب العربية ووصل الأمور إلى ” القتل ” حين سقط في بورسعيد المصرية أكثر من سبعين شابا في مقتبل حياتهم صرعى للتعصب والفوضى وسيدفع أكثر من عشرين شابا آخر حياتهم ثمنا لفعلتهم بعدما ثبتت إدانتهم وتم تحويل أوراقهم لفضيلة مفتي الديار المصرية …

في تونس وصل الشغب ذروته أيضا ( بعد الثورة ) وإنفلات الأمن وفي العراق هناك تعصب من نوع آخر بين فرق الشمال والجنوب ولا ينكره إلا من لا يريد أن يرى الحقيقة الواضحة وضوح الشمس .. وفي الأردن هناك تعصب أحيانا يهدد الوحدة الوطنية لهذا البلد وسبق وشاهدنا أكثر من 200 جريح خلال مباراة جمعت الكبيرين الوحدات والفيصلي … وفي سورية هناك تعصب بأنواع مختلفة أيام كان هناك كرة يتابعها الجمهور و في السعودي وصل التعصب حد هتافات عنصرية تجاه لاعبين يمثلون المنتخب السعودي عندما يلعبون مع أنديتهم المختلفة ووصلت الحساسيات درجة غير مسبوقة وحتى في الإمارات التي كنا نعتقد أن ملاعبها خالية من التعصب المرضي الذي يؤذي أطرافه كلها شاهدنا ما حدث للحكم الجلاف في مباراة الأهلي والعين وكاد أن يدفع حياته ثمنا لها ورغم أن البعض وصف الحادثة بالفردية وأنها تهور أكثر منها تصعب إلا أن جرس الإنذار ارتفع ولهذا فلا يظن أحد أنه معصوم عن هذا المرض الخطير ولهذا وقف الأمير نواف بن فيصل رئيس الإتحاد العربي لكرة القدم مع مبادرتنا ودعمها ورعاها ووجه كلمة مؤثرة حاسمة عبر ” صدى الملاعب ” تلاه مباشرة الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الفيفا ورئيس إتحاد غرب آسيا والإتحاد الأردني ثم أنضم لنا وزير الشباب العراقي والنجم الهولندي إدوين فان در سار وقبلهما إنضم النجمان السعودي سامي الجابر والجزائري رابح مادجر والإماراتي إسماعيل مطر وبعدهم ناصر الشمراني وكامل الموسى والنجم نور الشريف والفنانة مروة محمد والعشرات ممن وجدوا في المبادرة بداية طريق الألف ميل للقضاء عليها أو التخفيف منها فيما حاول البعض الآخر منذ اللحظة الأولى لإطلاقها وحاولوا وضع العصي في دواليبها ووصفها بالفاشلة سلفا … والبعض الآخر لم يفهم الفارق بين محبة الأندية وتشجيعها وبين التعصب الذي يوصلنا لحرق الملاعب وقتل مشجعي الأندية المنافسة لأن بين المحبة والتعصب شعرة أو قشة … قشة قد تقصم ظهورنا وقد تحولنا إلى ضحايا للعبة عشقناها ونعشقها جميعا …

لنقف جميعنا ضد التعصب بالكلمة والفعل والممارسة …. دعونا ندرك أن التعصب أو الشحن المعنوي الزائد للأندية من قبل وسائل الإعلام على أختلاف مشاربها ستحول المشجعين إلى مشاريع ( هوليغانز أو مجرمين ) يمكن أن يكون شعارهم … الموت للآخر بدلا من رفع شعار الروح الرياضية النبيلة ….
[/JUSTIFY] [email]Agha2022@hotmail.com[/email]