إسحق أحمد فضل الله : الحرب التي تدور الآن وسط قياديين سودانيين
.. وأوراق مكتبية مملة تدخل الأراضي.. «إدعاءات ملكية».
.. والموظف الصغير الذي يعمل في ملل لا يخطر له ــ ولا هو يستطيع أن يعرف ــ أن الأوراق مزورة.
.. وعيون تدهش للحظات وهي تجد أن أوراق ادعاء الملكية كلها يحصل عليها أصحابها من سفاراتنا في قطر وكينيا و…
.. ولا أحد يخطر له أن الأوراق مزورة بدقة كمبيوترية.
.. وأوراق.. وأوراق.. تحصد أراضي ــ ومليارات بخطة دقيقة.
.. ومكتب صغير في بلد مجاور يدير الأمر لصالح الجبهة الثورية.
«2»
.. والأستاذ بانقا ــ أيام كان مسؤولاً ــ يكلف أربعة من الموظفين بإحصاء الأراضي الحكومية المهجورة ــ والتي لا تشعر الدولة بأنها تابعة لها ــ وبحصر العقارات مجهولة الهوية في العاصمة.
.. والموظفون الأربعة كلهم يصاب بشيء غريب.
«3»
.. وأخبار صغيرة تطل بعيون ناعسة ــ مثل ما يصدر من مصر عن حلايب.
.. والناس يستقبلون الحديث المصري عن «مصرية» حلايب في ملل.
.. والملل يصبح غطاء لآلاف يتدفقون إلى هناك بدعوى البحث عن الذهب.
.. بينما الآلاف هم جنود الجبهة الثورية تحت قيادة مخابرات مصر.
.. وشجار صغير في فندق صغير في كسلا أول الشهر هذاــ يكشف عن مجموعة «سامي».
.. والملل هو ما يجعل الحديث عن المجموعة هذه وعن دولارات هائلة ــ للتهريب ــ مملاً.
.. ومكتب في مكان هناك يعمل بنشاط لاستخراج شهادات للعبور ــ عبور مجموعات إريترية باعتبارهم سودانيين.
.. وعقدة صغيرة هنا من الشبكة ــ وعقدة صغيرة هناك ــ كلها تتخطاه العيون ــ لأنها صغيرة.
.. لكن العيون سوف تجد أنها تنظر إلى العالم من خلال عيون الشبكة هذه وهي تتخبط فيها ــ قريباً.
«4»
.. الحرب لم تتبدل.. أسلوب الحرب القديمة هو ما يتبدل..
.. وأيام الستينيات وزراء الخارجية العرب في نيويورك يقررون أن يكون محمد أحمد محجوب «وزير خارجية السودان يومئذ» هو من يقدم خطاب المجموعة العربية أمام الجمعية العمومية.
.. والمحجوب ومنصور خالد كلاهما يتحدث الإنجليزية أفضل من تشرشل.
.. لكن مصر ــ تعترض.
.. والمحجوب يعد خطابه ــ ويغادر مقره في نيويورك متجهاً إلى مبنى الجمعية وخطابه في جيبه.
.. وفي مكان ما الخطاب يختفي «الوفد المصري يعرف كيف اختفى الخطاب».
.. والوفد المصري يكتم الضحك ــ وهو ينظر إلى المحجوب متجهاً إلى المنصة، ويداه في جيوبه تبحث عن الخطاب.
.. والمحجوب يقف علي المنصة ــ ومن ذاكرته يلقي الخطاب حرفاً.. حرفاً.
.. المحجوب له ذاكرة أسطورية لها حديث.
«5»
.. وينسبون إلى المحجوب هذا أنه ــ ومنذ تلك الأيام يقول
: كبار السن عام ألفين سوف يتنهدون وهم يقولون
: ما أبدع أيام التسعينيات.
.. وكبار السن أيام التسعينيات سوف يتنهدون وهم يقولون ما أبدع أيام الثمانينيات.
.. وكبار السن أيام السبعينيات مثلهم والستينيات.
.. والحسرة لها سبب حقيقي.. فما يحدث في العالم هو أحداث هي «برك» من النيران ــ نيران الحروب ــ تتمدد.. وتتمدد.
.. والحروب سببها هو كثرة السكان وقلة الموارد «الطعام والماء».
.. والدول التي تتمتع بالماء والموارد تصبح في خطر حقيقي.
.. الرجل كان يتنبأ بما سوف يحدث.
.. ومثل عقل المحجوب لعله كان يتنبأ بالأسلوب الجديد للحرب هذه.
.. أسلوب «الزيت والثوب».
.. لكن حتى عقل مثل عقل المحجوب ما كان يخطر له وجود حرب بأسلوب أكثر غرابة.
.. حرب «اقتل نفسك».
.. وهي الحرب التي تدور الآن وسط قياديين سودانيين.
.. حروب لها عيون «ميدوسا» من ينظر إليها تقطع عنقه.
.. ولتقطع.. فالخيار الآن بين أن نشهد ونموت.. أو نسكت ونموت.
صحيفة الإنتباهة
ع.ش
تحية لك سيد إسحق .. كل كتاباتك خطيرة ولا أريد أن أستفسر عن مصدرها ولكن هل المسؤولين في الحكومة على علم بهذه المعلومات ؟
أعجبني ذكرك للمحجوب الذي فاق كل حكام العرب علماً ودراية والذي ساعد مصر في محنها وكان يستشيرة عبد الناصر في كثير من الأمور حسبما قرأت عن المحجوب ..وعلمت أنه كان ينوي للترشح للأمم المتحدة ومصر التي أخفت خطابه لعبت مع دول أخرى لإستبعاد المحجوب .
سؤال
هل يمكن أن تسعى مصر لضم حلايب عن طريق الإستفتاء بواسطة الأمم المتحدة كما حدث في ستينيات القرن الماضي لسنغافورة؟؟ بعد أن اوحى المستعمر البريطاني للعمالة الصينية وجنسيات أخرى بذلك ؟ المعروف أنها كانت جزء من ماليزيا..هل تحاول مصر إغراء أهل حلايب وتمصيرهم ودفعهم للأستفتاء بضمهم لمصر؟؟
كلامك بفهموه من ذكرتهم فقط؟؟؟؟
موت براك بلا يخمك ومعاك الوالي والوالاه
اظرف ما في اسحق انه يعلم كل المؤامرات و الخطط و الاستراتيجيات في العالم و التى تحاك ضد السودان و افريقيا و الامة العربية و ان اكثر من يعلم انه كاذب هو النظام الذي يدافع عنه, عجبي !!…
اسحاق يروج لمعلومات غير حقيقية ويروج للفتنة الباحثين عن الذهب ناس غلابة يا شيخ اسحاق وما ليهم في الجبهة الثورية ولا عارفين مكانها وين
اما حكاية المحجوب ومحاولة تأليب السودانيين على مصر فهي ايضا غير حقيقية ومن وحي خيالك والمحجوب كان من اقرب اصدقاء الرئيس عبدالناصر بل التوجيه كان من المصريين ان يتحدث المحجوب باسم العرب وليس العكس
الله يهدينا واياك.
أيام المرحوم عبدالله خليل كان السودان يهدد مصر بإقامة علاقات مع إسرائيل إذا لم تنسحب من حلايب فيأمر عبدالناصر الجيش المصري بالإنسحاب؛ واليوم إسرائيل تأمر السيسي بتهديد السودان عبر حلايب وتتعهد بدعمها؛ فقط لاحظوا التصعيد المصري بعد ترقب وشيك بهزيمة فلول الجبهة المصرية – أقصد المسماة بالثورية – في جنوب كردفان.. والحديث عن فتح عرمان ومجموعته الموسادية مكاتب بالقاهرة..